بحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن الإفراج عن هنيبال القذافي، الذي شهد تدهورًا في صحته داخل لبنان، مشروط بتقديم معلومات دقيقة حول اختفاء موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، بالإضافة إلى تسليم نسخة من التحقيقات المستقلة التي أجرتها السلطات اللبنانية إلى ليبيا.
أفاد محامي هنيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بأن الأخير يعاني من حالة صحية مقلقة تستدعي متابعة طبية عاجلة، داعيًا السلطات اللبنانية إلى الإفراج عنه فورًا.
ويُذكر أن لبنان أوقف هنيبال القذافي في ديسمبر 2015 بتهمة "كتم معلومات" حول اختفاء رجل الدين الشيعي البارز الإمام موسى الصدر ورفيقيه خلال زيارة لهم إلى ليبيا في 31 أغسطس 1978. وأكد محاميه الفرنسي لوران بايون أن القذافي (49 عامًا) يعاني من اكتئاب حاد، ونُقل مؤخرًا إلى المستشفى بشكل طارئ بسبب آلام حادة في المعدة قبل إعادته إلى السجن، مع تأكيد على أنه سيخضع لمتابعة طبية مكثفة.
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات اللبنانية بالإفراج عن هنيبال، معتبرة احتجازه قائمًا على مزاعم غير مؤكدة حول حجب معلومات تتعلق باختفاء الصدر.
ويُذكر أن موسى الصدر كان له دور سياسي بارز في لبنان خلال السبعينيات، وفقد أثره أثناء زيارة إلى ليبيا. وتحمل الزعامة الشيعية في لبنان مسؤولية اختفائه لوالده معمر القذافي، فيما نفى النظام الليبي السابق أي تورط، مؤكّدًا أن الصدر ورفاقه غادروا طرابلس متوجهين إلى إيطاليا، وهو ما نفته السلطات الإيطالية.
وكان هنيبال القذافي قد لجأ سياسيًا إلى سوريا قبل أن يُستدرج إلى لبنان من قبل مجموعة بقيادة النائب السابق حسن يعقوب، الذي اختفى والده مع الصدر. ووصف محاميه حالة هنيبال بأنها احتجاز سياسي نتيجة غياب التعاون بين السلطات اللبنانية والليبية، مشيرًا إلى أن سبب استمرار احتجازه الوحيد هو ارتباطه باسم والده، مطالبًا بإطلاق سراحه فورًا.
وفي المقابل، يؤكد هنيبال القذافي تمسّكه ببراءته من قضية اختفاء موسى الصدر، مشيرًا إلى أنه لا يملك أي معلومات حول الحادثة لأنها وقعت عندما كان طفلاً يبلغ عامين فقط.
من جهتها، حمّلت وزارة العدل بحكومة الوحدة الوطنية الليبية السلطات اللبنانية المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة هنيبال القذافي، بعد تدهور حالته الصحية داخل سجنه ونقله إلى المستشفى، مشيرة إلى أن احتجازه استمر لسنوات وفق إجراءات غير قانونية.
كما انتقدت الوزارة تجاهل السلطات اللبنانية للجهود الدبلوماسية والقضائية الليبية، آخرها مذكرة رسمية أُرسلت في أبريل الماضي تضمنت عرضًا عادلاً لإنهاء القضية، لكنها لم تتلق أي رد.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن إطلاق سراح هنيبال القذافي مرتبط بتقديم معلومات دقيقة حول اختفاء موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، وتسليم السلطات الليبية نسخة من التحقيقات المستقلة التي أجرتها في هذا الملف.