تستضيف مصر اليوم قمة بعنوان "من أجل السلام"، يترأسها دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بهدف الاحتفال بوقف إطلاق النار في غزة والسعي نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية بشكل كامل، والتوصل إلى هدنة كبرى في الشرق الأوسط.
ورغم أن ملف وقف إطلاق النار في غزة والأفق السياسي لخطة ترامب يشكل الموضوع الرئيسي للقمة، إلا أن إسرائيل وحماس لن تحضرا القمة، كما رفضت إيران الداعم الاستراتيجي لحماس المشاركة فيها.
وتُعقد القمة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، بالتزامن مع انطلاق صفقة تبادل الرهائن، حيث تسلم حماس الـ 20 رهينة الإسرائيليين المتبقين أحياء مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين من سجون إسرائيل، في خطوات حاسمة بعد بدء الهدنة.
فتح صفقة جديدة من السلام
وأوضح مكتب الرئيس المصري أن القمة تهدف إلى "إنهاء الحرب في غزة" و"فتح صفحة جديدة من السلام والاستقرار الإقليمي" بما يتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي.
وكانت القاهرة تعرضت سابقًا لضغوط أمريكية بعد الإعلان عن خطة ترامب التي كانت تقترح تحويل غزة إلى منتجع سياحي وتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
خطة ترامب للسلام
تتألف خطة ترامب للسلام من ثلاث مراحل، تنص المرحلة الأولى على انسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة، ما يسمح لمئات آلاف الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في المناطق التي اضطروا لإخلائها. كما تستعد المنظمات الإنسانية لإدخال كميات كبيرة من المساعدات التي كانت محجوبة عن القطاع لعدة أشهر.
وتتناول قمة شرم الشيخ تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، بما في ذلك بقية القضايا الشائكة، مثل نزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة لما بعد الحرب في غزة، ومدى وعمق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، إلى جانب تحديد دور الشركاء الإقليميين والدوليين في تطوير جوهر القوة الأمنية الفلسطينية الجديدة.
كما تناقش مسألة تأمين التمويل لإعادة إعمار غزة، حيث قدّر البنك الدولي وخطة مصر لما بعد الحرب احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في غزة بـ 53 مليار دولار، وتخطط مصر لعقد مؤتمر لإعادة الإعمار في المستقبل.
القادة المشاركون
من المتوقع أن يحضر القمة جهات دولية فاعلة في ملف غزة، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب زعماء قطر والسعودية والإمارات والأردن، حيث ستتولى عمان والقاهرة مسؤولية تدريب القوة الأمنية الفلسطينية الجديدة.
أما ألمانيا، وهي من أبرز داعمي إسرائيل دوليًا وأحد أكبر موردي المعدات العسكرية لها، فستكون ممثلة بالمستشار فريدريش ميرتس، الذي أعرب عن قلقه بشأن سلوك إسرائيل وخططها للسيطرة العسكرية على غزة، ومن المقرر أن يشارك في استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة مع مصر.
كما سيحضر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعلن عن تعهد بريطانيا بتقديم 20 مليون جنيه إسترليني (27 مليون دولار) لدعم توفير المياه والصرف الصحي لغزة، وأوضح أن بلاده ستستضيف مؤتمرًا لمدة ثلاثة أيام لتنسيق خطط إعادة إعمار القطاع وتعافيه.
ويشارك أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في القمة.
مكان القمة
تُعقد القمة في شرم الشيخ، منتجع البحر الأحمر في أقصى شبه جزيرة سيناء، التي استضافت العديد من مفاوضات السلام على مدار العقود الماضية.
وكانت الدولة العبرية قد احتلت المدينة لفترة وجيزة عام 1956، وبعد انسحابها تمركزت قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة هناك حتى عام 1967، حين أمر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بخروج قوات حفظ السلام، وهو القرار الذي أدى إلى اندلاع حرب الأيام الستة.
واستعادت مصر شرم الشيخ وبقية شبه جزيرة سيناء عام 1982، بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979.
وتشتهر المدينة اليوم بكونها منتجعًا فاخرًا على الشاطئ، ومواقع غطس، وجولات صحراوية، كما استضافت العديد من قمم السلام وجولات المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في عهد الرئيس حسني مبارك، الذي أطيح به عام 2011. وتحت إدارة السيسي، استضافت المدينة العديد من المؤتمرات الدولية، وتُعد قمة اليوم أول قمة سلام تُعقد تحت إشرافه.