اختتمت قمة MED9 في سلوفينيا بمشاركة قادة دول أوروبية والملك عبد الله الثاني، حيث ناقشت التحديات الاقتصادية والأمنية الإقليمية، ودعت إلى تنفيذ اتفاق غزة، مؤكدة أن حل الدولتين هو الأساس للاستقرار في الشرق الأوسط.
دعت مجموعة الدول الأوروبية المتوسطية (MED9) في بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ المراحل كافة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشددة على أن الحل الدائم لغزة والمنطقة يتحقق عبر حل الدولتين وفق قرارات مجلس الأمن وإعلان نيويورك.
كما أعربت المجموعة عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ودعت إلى إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وجاء البيان في ختام قمة رفيعة المستوى عُقدت في مدينة بورتوروز الساحلية بسلوفينيا، بمشاركة قادة ومسؤولين من تسع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن.
غولوب: لا عذر لمنع المساعدات الإنسانية
وفي المؤتمر الصحفي المشترك عقب القمة، قال رئيس الوزراء السلوفيني روبرت غولوب إن القمة تألفت من جزأين، موضحاً: "في الجزء الأول ناقشنا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين القضية الملحة المتمثلة في القدرة التنافسية للصناعات الأوروبية، التي تناولتها دراسة وتقرير مهمّان أنجزهما ماريو دراغي العام الماضي. هذا الأمر بالغ الأهمية إذا أردنا الحفاظ على الرفاه الاجتماعي والازدهار في المستقبل".
وأضاف غولوب مشددًا على البعد الإنساني للقمة: "لا يوجد أي عذر على الإطلاق لأي طرف لمنع المساعدات الإنسانية".
ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى فتح معبر رفح والمعابر الأخرى لتمكين وصول المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أيضًا أهمية ضمان وصول وسائل الإعلام إلى الإقليم باعتباره عنصرًا جوهريًا في الشفافية والمساءلة.
تركيز على الاقتصاد والشرق الأوسط
شارك في القمة ممثلون من فرنسا، قبرص، اليونان، كرواتيا، إيطاليا، مالطا، سلوفينيا، إسبانيا، والبرتغال، لمناقشة ملفات رئيسية تشمل القدرة التنافسية الاقتصادية، والأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون الإقليمي.
وتعد هذه الدورة تتويجًا لرئاسة سلوفينيا لمجموعة MED9، التي وصفتها الحكومة السلوفينية بأنها إحدى أبرز الفعاليات الدولية التي تستضيفها البلاد منذ عقود.
وشارك في المناقشات، إلى جانب الزعماء الأوروبيين، كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والملك عبد الله الثاني، ما يعكس البعد الجيوسياسي الأوسع للقمة.
ميتسوتاكيس: التهديدات قد تأتي من الجنوب أيضًا
دعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال القمة إلى نهج أوروبي شامل في مجالي الدفاع والطاقة، قائلًا: "أولوية الاتحاد الأوروبي الآن موجهة نحو الحرب في أوكرانيا، ونحن نتعامل مع ذلك. أعتقد أننا جميعًا نؤيد منظورًا شاملًا للدفاع الأوروبي. وعندما نفكر في مشاريع جديدة ذات اهتمام مشترك، مثل الدرع المضاد للصواريخ، يجب أن نعلم أن التهديدات المستقبلية قد لا تأتي من الشرق فحسب، بل من الجنوب أيضًا".
كما شدّد على ضرورة تسريع إنشاء سوق أوروبية مشتركة للطاقة، ولا سيما في جنوب شرق أوروبا، داعيًا إلى مزيد من التكامل عبر الاستثمارات والترابطات والشبكات لدعم استراتيجية الطاقة في الاتحاد الأوروبي.
وعلى هامش القمة، التقى ميتسوتاكيس الملك عبد الله الثاني، وأشاد بدور الأردن في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا دعم اليونان لخطة السلام التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب واستعدادها للمساهمة في إعادة إعمار غزة.
إيطاليا تعلّق اتفاقية شنغن مؤقتًا
مثّل إيطاليا في القمة وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، الذي تناول موضوع التعليق المؤقت لاتفاقية شنغن على الحدود بين إيطاليا وسلوفينيا.
وأوضح تاجاني أن "هذا الإجراء مرتبط بالوضع الدولي، ويهدف إلى منع التسلل المحتمل لعناصر إرهابية بين الفارين من مناطق النزاع".
وأضاف: "يُنفذ العمل بذكاء وتقدير كبيرين دون التسبب في إزعاج للمدنيين. وآمل أن ينتهي هذا التعليق قريبًا، لكن ذلك يعتمد على عوامل خارجية، وليس على إرادة إيطاليا".
وأشاد تاجاني بالعلاقة بين مدينتي غوريزيا الإيطالية ونوفا جوريكا السلوفينية اللتين ستتقاسمان لقب عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2025، واصفًا إياهما بأنهما نموذج للوحدة الأوروبية.
وقال: "تتيح لنا أوروبا إزالة الحواجز الثقافية والأيديولوجية والسياسية، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه المآسي مرة أخرى".
وشهدت مدينة بورتوروز إجراءات أمنية مشددة طوال اليوم، مع مرافقة الشرطة للوفود وفرض قيود على حركة المرور تماشياً مع طبيعة الحدث الدبلوماسي الرفيع.