أعلن الجيش الأردني، اليوم الأربعاء، أنّ المملكة ستشارك في مركز أنشأته الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، ضمن مساعٍ دبلوماسية أردنية متواصلة لضمان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المنكوبين.
من المقرر تعيين ممثل أردني ضمن الفريق الدولي العامل على متابعة تنفيذ بنود الاتفاق، بما يشمل وقف إطلاق النار، وتنسيق دخول المساعدات الإنسانية، والإشراف على جهود إعادة الإعمار.
ووفقًا للجيش، سيركّز الممثل الأردني في مركز التنسيق المدني-العسكري على تنسيق الجهود المشتركة لتقديم المساعدات الإغاثية، وعلى رأسها الغذاء والمواد الأساسية إلى داخل قطاع غزة.
جهود أردنية لتثبيت الاتفاق
في السياق نفسه، أكّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأربعاء أنّ "الأردن يواصل العمل مع شركائه الدوليين من أجل إنهاء الحرب على غزة وضمان إيصال المساعدات بشكل فاعل وآمن"، مشدداً على أنّ "تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل أولوية لبلاده".
أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فشارك الاثنين في قمة دول جنوب أوروبا (MED9) التي عُقدت في بورتوروز بسلوفينيا، حيث دعا إلى "ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب في غزة"، مؤكداً على "الحاجة الملحّة لوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق القطاع للتخفيف من الآثار المدمّرة للصراع".
كما شدد على أهمية تحقيق التهدئة الشاملة في الضفة الغربية والقدس، محذّراً من الإجراءات الأحادية الجانب، ومؤكداً دعم الأردن لصمود الشعب الفلسطيني.
مركز تنسيق دولي بقيادة أمريكية
المركز الجديد، الذي يضم عدداً من الدول، أُنشئ عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتم افتتاحه رسمياً يوم الثلاثاء 21 تشرين الأول/ أكتوبر بالقرب من الحدود الشمالية للقطاع.
وقد افتتح المركز رسمياً نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال زيارته إلى إسرائيل الثلاثاء.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) قد أعلنت في اليوم نفسه افتتاح مركز التنسيق المدني-العسكري (CMCC) في الدولة العبرية، مشيرة إلى أنّ ذلك "يمثل الإطلاق الرسمي لمركز التنسيق الرئيسي للمساعدات إلى غزة".
ويأتي ذلك بعد 12 يومًا من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وهو اتفاق تمّ بناءً على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مهام المركز وآلية عمله
وفق بيان القيادة المركزية، صُمّم المركز "لدعم جهود الاستقرار"، مع التأكيد أنّ "القوات الأمريكية لن تنتشر في غزة"، لكنها ستسهم في "تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية من الشركاء الدوليين إلى داخل القطاع".
وسيتولّى المركز "مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من خلال قاعة عمليات تتيح للطاقم تقييم التطورات في غزة لحظة بلحظة"، إلى جانب "التخطيط المشترك بين القادة والممثلين وأعضاء الفرق المختلفة".
كما أوضحت "سنتكوم" أنّ "جمع الأطراف المعنية التي تتشارك هدف تحقيق الاستقرار في غزة أمر أساسي من أجل انتقال سلمي"، مشيرة إلى أنّ المركز سينضم إليه "ممثلون من الدول الشريكة، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الدولية، والقطاع الخاص"، باعتباره بنية أساسية حيوية تمهّد "للانتقال إلى الحكم المدني في غزة" بعد عامين من الحرب المدمّر".