أشادت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية بـ"القرب الروحي بين بيونغ يانغ وموسكو"، مؤكدة دعم بلادها "الثابت للسياسة التي تنتهجها القيادة الروسية الهادفة إلى الدفاع عن سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية والعدالة الدولية وبناء روسيا قوية".
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، خلال استقباله وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي في الكرملين، أن العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ "تتطور وفق الخطة المرسومة"، في وقت يسعى الطرفان إلى تعميق روابطهما العسكرية والسياسية وسط الحرب في أوكرانيا.
ووثّق مقطع مصوّر نشره الكرملين عبر حسابه على تلغرام لحظة اللقاء، حيث صافح بوتين الضيفة الكورية الشمالية وقال: "كل شيء يسير وفق الخطة المرسومة".
وجاء في بيان صادر عن الكرملين: "استقبل فلاديمير بوتين، في الكرملين، وزيرة خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تشوي سون هوي. وفي بداية اللقاء، وجّه الرئيس الروسي أطيب تمنياته إلى كيم جونغ أون، رئيس لجنة شؤون الدولة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
وأكد بوتين أن العلاقات بين روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية "تتطور وفق الخطة المرسومة وعلى أفضل وجه ممكن".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أجرى اليوم مباحثات مع تشوي سون هوي، أكد خلالها أن "العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية تلقت دفعة إضافية وقوية جداً خلال الأشهر الثلاثة ونصف الماضية في تطوير الاتفاقات التي توصل إليها زعيما البلدين خلال قمة بيونغ يانغ".
وأشار لافروف إلى أن "الروس لن ينسوا أبداً الأعمال البطولية لجنود وضباط الجيش الكوري الشعبي في تحرير مقاطعة كورسك الروسية"، معلناً الاتفاق على تشكيل لجنة برلمانية مشتركة بين البلدين، واصفًا الخطوة بأنها "هامة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية".
تشوي سون هوي: قرب روحي ودعم ثابت لروسيا
من جهتها، أشادت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية بـ"القرب الروحي بين بيونغ يانغ وموسكو"، مؤكدة دعم بلادها "الثابت للسياسة التي تنتهجها القيادة الروسية الهادفة إلى الدفاع عن سيادة الدولة وسلامتها الإقليمية والعدالة الدولية وبناء روسيا قوية".
ويأتي هذا اللقاء في سياق تواصل دبلوماسي متصاعد بين البلدين، بعد أيام قليلة من تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتعزيز الروابط العسكرية مع موسكو، قائلاً إن "الأخوة العسكرية" بين البلدين "ستتقدم دون توقف"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وكان بوتين وكيم جونغ أون التقيا في سبتمبر الماضي في بكين، حيث عقدا مباحثات ثنائية حول سبل تطوير "علاقات التحالف الوثيقة بين البلدين"، مشددين على الطابع الخاص للعلاقات "القائم على الثقة والتحالف".
وفي ذلك اللقاء، شكر بوتين كيم على الدعم الذي قدّمته بيونغ يانغ في قضية تحرير مقاطعة كورسك، بينما أكد كيم أن بلاده "ستدعم دائماً نضال الشعب الروسي لحماية سيادته ومصالحه وأمنه".
وقال بوتين مخاطباً كيم: "لن ننسى أبداً التضحيات التي قدّمها جنودكم وعائلاتهم. أريد أن أشكركم باسم الشعب الروسي على هذه المشاركة في الكفاح المشترك ضد النازية الجديدة في عصرنا. أرجو أن تنقلوا أحر عبارات الامتنان إلى جميع أبناء جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
وكان الزعيمان وقّعا في العام الماضي اتفاقية دفاع مشترك، تلتها إرسال بيونغ يانغ آلاف الجنود لمساندة موسكو في مواجهة القوات الأوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا.
سيول: 15 ألف جندي كوري شمالي في روسيا
وبحسب تقييمات رسمية صادرة عن كوريا الجنوبية، أرسلت كوريا الشمالية نحو 15 ألف جندي إلى روسيا منذ الخريف الماضي، إضافة إلى شحنات واسعة من المعدات العسكرية، بينها مدفعية وصواريخ باليستية، لدعم الهجوم الروسي الواسع النطاق على أوكرانيا.
كما وافقت بيونغ يانغ على إرسال آلاف عمال البناء العسكريين وفرق إزالة الألغام إلى منطقة كورسك، في خطوة تندرج ضمن تعميق التعاون العسكري بين الجانبين.
وتُقدّر سيول أن ما لا يقل عن 600 جندي كوري شمالي لقوا حتفهم أثناء القتال إلى جانب القوات الروسية، إضافة إلى آلاف الجرحى.
وأعرب مسؤولون كوريون جنوبيون عن مخاوفهم من أن تحصل كوريا الشمالية، مقابل دعمها في الحرب، على مساعدات اقتصادية وتقنيات عسكرية متطورة تفتقر إليها بشدة، ما قد يسهم في تعزيز برنامج كيم للأسلحة النووية.