شدد خامنئي على أنه لا يمكن التعاون مع أميركا ما دامت تدعم إسرائيل وتتدخل عسكرياً في المنطقة، معتبراً أن واشنطن لا تقبل إلا "الاستسلام الكامل".
أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أن الخلاف مع لولايات المتحدة ليس خلافاً مرحلياً أو تكتيكياً، بل هو عداء جوهري ووجودي يمتد منذ عقود طويلة، موضحاً أن جذوره تعود إلى انقلاب 19 آب/أغسطس 1953 الذي أطاح بحكومة محمد مصدق بدعم أميركي بريطاني.
جذور العداء بين طهران وواشنطن
قال خامنئي، خلال لقائه آلاف الطلاب في طهران، إن العداء بين إيران والولايات المتحدة "بدأ قبل الثورة الإسلامية واستمر بعدها"، مشيراً إلى أن واشنطن "كانت ترى في إيران قبل الثورة طُعمةً حلوة نهبت من فمها، وفقدت هيمنتها على ثرواتها ومقدراتها".
وأوضح أن السفارة الأميركية في طهران كانت "غرفة عمليات للتآمر ضد الثورة"، وأن عملية الاستيلاء عليها عام 1979 "كشفت الوجه الحقيقي للحكومة الأميركية"، مؤكداً أن القول إن الخلاف بدأ من تلك الحادثة "خطأ تاريخي"، لأن "العداء الأميركي لإيران بدأ منذ منتصف القرن الماضي واستمر حتى اليوم عبر العقوبات والمؤامرات والدعم للأعداء وتحريض صدام حسين على الحرب وإسقاط طائرة الركاب الإيرانية التي كانت تقل 300 مدني".
"اصرخوا في وجه أميركا"
وأضاف خامنئي أن هذا العداء المتواصل "يؤكد صحة مقولة الإمام الخميني حين دعا الشعب الإيراني إلى الصراخ في وجه أميركا"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة لم تعادِ إيران بسبب شعار الموت لأميركا، بل لأن الثورة الإسلامية حررت البلاد من نفوذها وسيطرتها".
لا تعاون مع واشنطن بشروطها
وردّاً على التصريحات الأميركية التي تتحدث عن إمكانية التعاون مع طهران، قال خامنئي إن "لا تعاون مع أميركا ما دامت تدعم الكيان الصهيوني الملعون، وتحتفظ بقواعدها العسكرية في المنطقة، وتواصل تدخلاتها في شؤونها الداخلية"، مشدداً على أن "النقاش حول التعاون غير ممكن لا الآن ولا في المستقبل القريب".
وأشار إلى أن "الطبيعة الاستكبارية للولايات المتحدة لا تقبل إلا الخضوع الكامل"، مضيفاً أن "الرئيس الأميركي الحالي عبّر عن ذلك صراحة، في حين أن أسلافه حاولوا تغليفه بعبارات دبلوماسية"، مؤكداً أن "من غير الممكن أن يخضع شعب يتمتع بالوعي والثروة والإيمان والثقافة لمثل هذه الضغوط".
القوة سبيل تحصين البلاد
ودعا المرشد الأعلى إلى مواجهة التحديات عبر بناء القوة الوطنية، موضحاً أن "القوة الحقيقية تكمن في الإدارة الفاعلة، والعلم، والقدرات العسكرية، والحافز الداخلي"، وأن "العدو لن يكفّ عن عدائه إلا عندما يدرك أن الاصطدام مع إيران القوية سيكلّفه أكثر مما يفيده".
وختم خامنئي كلمته بدعوة الشباب الإيراني إلى تعزيز الوعي السياسي والديني، ودراسة التاريخ الإيراني المشرق والمظلم، والمحافظة على الصلاة والحجاب، والتشبّث بالقيم القرآنية والروحية، مؤكداً أن "الشباب المؤمن الواعي هو الذي يستطيع أن يقول الموت لأميركا بمعناه الحقيقي ويصمد في وجه طغاة العصر".