المرشد الإيراني خامنئي يرفض التفاوض "تحت الضغط" ويؤكد أن برنامج التخصيب يقتصر على تلبية الاحتياجات المدنية، بينما يواصل وزير الخارجية عباس عراقجي محادثاته مع الدول الأوروبية الثلاث لتجنب إعادة فرض العقوبات الأممية.
أكد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تخدم مصالح طهران وستصل إلى "طريق مسدود"، مشدداً على أن بلاده لن "تستسلم للضغوط" فيما يتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم، الذي يقتصر على تلبية احتياجات البلاد في الزراعة والصناعة والدواء والطاقة.
وأضاف خامنئي أن نسبة التخصيب رفعت إلى 60% لتغطية هذه الاحتياجات، مع التأكيد على أن إيران لا تسعى للحصول على قنبلة نووية.
"رفض التفاوض تحت الضغوط الغربية"
أوضح خامنئي أن التفاوض مع واشنطن في الظروف الراهنة لن يحقق أي فائدة، بل سيؤدي إلى "إملاء رغبات الطرف الآخر وفرض أفكاره"، معتبراً أن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال المفاوضات للسيطرة على برنامج الصواريخ الإيرانية، وهو ما وصفه بـ"سوء فهم لطبيعة إيران والشعب الإيراني".
كما تطرق المرشد الإيراني إلى الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مؤكداً أن الهدف كان إشعال احتجاجات داخلية ضد النظام، إلا أن المخطط فشل، مشيراً إلى "تماسك ووحدة الشعب الإيراني". وأضاف أن "قصة حزب الله مستمرة" ولا ينبغي الاستهانة بها، في إشارة إلى دور الحزب في الردع الإقليمي.
اجتماعات نووية في نيويورك
من جانبه، عقد عراقجي الثلاثاء اجتماعاً مع وزراء خارجية دول "الترويكا الأوروبية" (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لمناقشة الملف النووي، بالتزامن مع تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح إعادة فرض العقوبات على طهران.
وجاء الاجتماع بعد تأكيد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، واصفاً طهران بـ"الراعي الأول للإرهاب في العالم".
مهلة لتجنب العقوبات
أمام عراقجي مهلة حتى نهاية يوم السبت للتوصل إلى اتفاق مع نظرائه الأوروبيين لتجنب إعادة فرض العقوبات الأممية، التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وبدأ الاجتماع بحضور مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس، حيث تم استعراض مسار المفاوضات خلال الشهر الماضي بهدف التوصل إلى حلول دبلوماسية وتخفيف التوترات.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة العقوبات يُعد "إجراءً غير مبرر وغير قانوني"، مؤكداً أن إيران طرحت مقترحات لمواصلة المسار الدبلوماسي وتم الاتفاق على استمرار المشاورات مع جميع الأطراف المعنية.
كما أشار إلى الخطوات العملية التي اتخذتها إيران لدحض أي ذريعة بشأن برنامجها النووي، واصفاً الهجمات الأميركية-الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو بأنها "غير قانونية وإجرامية".
"فرصة أخيرة قبل العقوبات"
أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي في النزاع النووي مع إيران باتت شبه معدومة، مضيفاً أن الاجتماع مع عراقجي يمثل "الفرصة الأخيرة" قبل تفعيل العقوبات، التي ستشمل حظر الأسلحة، وتقييد تخصيب اليورانيوم، وأنشطة الصواريخ الباليستية، وتجمد أصول وأفراد وكيانات إيرانية في أنحاء العالم.
اتهامات متبادلة بين إيران وأوروبا
يتبادل الطرفان الاتهامات، حيث تتهم الدول الغربية إيران بالسعي لتطوير سلاح نووي، بينما تنفي طهران وتؤكد حقها في برنامج نووي مدني.
كما وضعت أوروبا ثلاثة شروط لتمديد فترة تخفيف العقوبات وهي استئناف المفاوضات المباشرة وغير المشروطة، السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إلى المواقع النووية، والحصول على معلومات دقيقة عن المواد المخصبة، وهو ما تعتبره إيران ضغوطاً سياسية تؤثر على الحوار.
الطاقة الذرية تستعد لإرسال فرق تفتيش إلى إيران
أعلن رافاييل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الثلاثاء، أن فريقاً من المفتشين في طريقه إلى إيران استعداداً لأي اتفاق محتمل بين طهران والقوى الأوروبية هذا الأسبوع يهدف لتجنب إعادة فرض العقوبات الدولية.
وأوضح غروسي في تصريحات لوكالة "رويترز" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المحادثات مع إيران وأوروبا والولايات المتحدة مستمرة بشكل مكثف، مشيراً إلى أن الساعات والأيام القادمة ستحدد إمكانية التوصل إلى حل.