أعربت المحكمة الجنائية الدولية عن قلقها من تقارير عن فظائع في الفاشر قد ترقى إلى جرائم حرب، ودعت إلى تقديم الأدلة عبر منصتها الآمنة دعماً للتحقيقات.
أعرب مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية اليوم الأثنين 3 تشرين الأول/نوفمبر عن "بالغ القلق والانزعاج العميق" إزاء التقارير الواردة من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وجرائم أخرى يُعتقد أنها ارتُكبت خلال هجمات نفذتها قوات الدعم السريع.
وقال المكتب في بيان إنّ هذه الانتهاكات تأتي ضمن "نمط أوسع من العنف" الذي اجتاح دارفور منذ نيسان/أبريل 2023، مشيرًا إلى أنّ هذه الأفعال، إذا ثبتت صحتها، قد تُعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.
تحقيقات ميدانية وتعاون دولي
ذكّر البيان بأن المحكمة تملك، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1593 الصادر عام 2005، ولاية قضائية على الجرائم المرتكبة في دارفور.
وأوضح أن مكتب الادعاء يُجري منذ اندلاع القتال تحقيقات مكثفة تشمل انتشارًا ميدانيًا متكررًا، وتعاونًا متزايدًا مع مجموعات الضحايا والمجتمع المدني، إلى جانب تعزيز الشراكة مع السلطات الوطنية والمنظمات الدولية.
وأكد المكتب أنه يتخذ خطوات فورية للتحقيق في الأحداث الأخيرة في الفاشر، لجمع الأدلة والحفاظ عليها من أجل استخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية.
تحذير من الإفلات من العقاب
ولفت البيان إلى أن الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية مؤخرًا بحق علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف باسم علي كوشيب، لارتكابه جرائم مشابهة في دارفور عام 2004، يشكّل تحذيرًا صريحًا لجميع أطراف النزاع في دارفور بأن "العدالة ستلاحق مرتكبي الجرائم الفظيعة".
ودعا مكتب الادعاء كل من يملك معلومات أو أدلة تتعلق بالأحداث الأخيرة أو السابقة في الفاشر إلى تقديمها عبر المنصة الآمنة التابعة للمكتب، دعمًا للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق العدالة والمساءلة عن الانتهاكات الجارية في الإقليم.
نزوح جماعي جديد بعد سقوط الفاشر
وفي سياق آخر، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ أكثر من 36 ألف مدني سوداني اضطروا إلى الفرار من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان خلال أسبوع واحد، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور المجاور. وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنّ 36825 شخصاً نزحوا بين 26 و31 تشرين الأول/أكتوبر، تاركين خلفهم منازلهم ومواردهم في ظل تصاعد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
المجاعة تضرب دارفور وجنوب كردفان
أعلنت المنظمة المتكاملة لتصنيف مراحل الأمن الغذائي (IPC) أنّ المجاعة تفشّت في مدينتي الفاشر في دارفور وكادوقلي في ولاية جنوب كردفان، فيما تواجه 20 منطقة أخرى في الإقليمين خطر المجاعة نتيجة تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أنّ الفاشر وكادوقلي تشهدان انهياراً كاملاً في سبل العيش وانتشار الجوع وسوء التغذية وارتفاع الوفيات، مؤكدة أنّ نحو 375 ألف شخص دخلوا مرحلة المجاعة، بينما يواجه 6.3 ملايين سوداني مستويات حادة من الجوع.