تشكل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في الاتحاد الأوروبي، حيث أودت بحياة أكثر من 1.7 مليون شخص في 2022، فيما تُسجّل سنويًا أكثر من 6 ملايين حالة جديدة بتكلفة نحو 282 مليار يورو. وتُشير التقديرات إلى أن العوامل البيئية مسؤولة عن 18% من هذه الوفيات.
أكدت الوكالة الأوروبية للبيئة أن نحو 20% من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية في أوروبا يمكن تفاديها من خلال الحد من المخاطر البيئية، مثل تلوث الهواء، الضوضاء، التعرض للمواد الكيميائية الضارة، ودرجات الحرارة القصوى.
ويهدف التقرير الصادر عن الوكالة إلى دعم مناقشات خطة الاتحاد الأوروبي للصحة القلبية ودمج البيئة في السياسات الصحية.
وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في الاتحاد الأوروبي، حيث توفي أكثر من 1.7 مليون شخص بسببها في عام 2022، أي ثلث إجمالي الوفيات. ويُشخّص سنويًا أكثر من 6 ملايين حالة جديدة، ما يُكلّف أوروبا نحو 282 مليار يورو. وتشير تقديرات الوكالة إلى أن العوامل البيئية مسؤولة عن 18% من هذه الوفيات، وهي نسبة قد تكون أقل من الواقع بسبب عدم احتساب جميع أشكال الضوضاء والتعرض للمواد الكيميائية القلبية السامة.
كما تشير الدراسات إلى أن عدة عوامل بيئية تسهم بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في أوروبا. فـتلوث الهواء مسؤول عن حوالي 8% من الوفيات القلبية، بما في ذلك نحو 130 ألف وفاة سنويًا بسبب الجسيمات الدقيقة PM2.5، ويزيد التعرض الطويل لهذه الملوثات من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب.
ومن جهة أخرى، يؤدي التعرض للمواد الكيميائية مثل المعادن الثقيلة كالرصاص والزرنيخ والكادميوم، وحتى بعض المواد المدمرة للغدد الصماء ومواد PFAS، إلى زيادة المخاطر القلبية حتى عند مستويات منخفضة من التعرض المستمر.
أما العوامل المناخية، فتلعب دورًا أيضًا، حيث أن الحرارة المرتفعة تزيد من خطر دخول المستشفى بنسبة 16% للمرضى القلبيين، بينما يؤدي البرد إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة لزوجة الدم، ما يعزز احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأشارت الوكالة، ومقرها كوبنهاغن، إلى أن الاتحاد الأوروبي "يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف خطة عمل القضاء على التلوث، والمتمثل في خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن تلوث الهواء بأكثر من 55% بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2005".
وتسعى خطة العمل الأوروبية Zero Pollution Action Plan (ZPAP) إلى تقليل تلوث الهواء والضوضاء بحلول 2030. وقد انخفضت مستويات تلوث الهواء في الاتحاد الأوروبي، مما ساهم في تقليل الوفيات المبكرة، إلا أن 95% من السكان لا يزالون معرضين لمستويات غير آمنة.
في المقابل، لم تشهد الضوضاء البيئية تحسنًا ملحوظًا منذ 2012. أما التقليل من المخاطر الكيميائية، فقد تحقق عبر تحسين المراقبة واستخدام بدائل أكثر أمانًا للمواد الضارة.
وفيما يخص التغير المناخي، أكدت الوكالة على الحاجة لإجراءات للحد من تأثير الحرارة الشديدة والكوارث الطبيعية على صحة القلب، مع تقديم الدعم للفئات الضعيفة من السكان.