فور إعلان فوز الاشتراكي زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك، تحوّل الحدث التاريخي إلى محور هجوم لاذع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين إسرائيليين يمينيين، وصفوا فوزه بأنه "انتصار لمعاداة السامية".
خلال مؤتمر اقتصادي في ميامي بولاية فلوريدا، شنّ ترامب الأربعاء هجوماً على ممداني، قائلاً: "فقدنا شيئاً من السيادة الليلة الماضية في نيويورك، لكننا سنعالج الأمر"، مضيفاً أن على الولايات المتحدة أن تختار "بين الشيوعية والمنطق السليم".
واتهم ترامب خصومه بتقديم "كابوس اقتصادي"، معتبرًا أن إدارته تحقق "معجزة اقتصادية".
وأمس الثلاثاء، هاجم ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" ممداني ووصفه بأنه "معادٍ لليهود".
وكان ترامب قد صعّد هجماته قبل الانتخابات، ملوّحاً بقطع التمويل الفدرالي عن نيويورك في حال فوز ممداني الذي يُعتبر من الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي.
انتقادات إسرائيلية
كتب وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية في إسرائيل، اليميني المتطرف عميحاي شيكلي، الأربعاء على منصة "إكس": "المدينة التي كانت يوماً رمزاً للحرية العالمية، سلّمت مفاتيحها إلى مؤيد لحماس".
ودعا الجالية اليهودية في نيويورك للانتقال إلى إسرائيل، قائلاً: "نيويورك لن تكون كما كانت، خصوصاً بالنسبة للجالية اليهودية فيها. نيويورك تسير بعينين مفتوحتين نحو الهاوية التي غرقت فيها لندن. أدعو يهود نيويورك إلى التفكير بجدية في جعل موطنهم الجديد في أرض إسرائيل".
في السياق نفسه، اتهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رئيس بلدية نيويورك المنتخب بـ"معاداة السامية"، قائلاً: "معاداة السامية انتصرت على المنطق. ممداني مؤيد لحماس، وعدو لإسرائيل، ومعادٍ للسامية بشكل صريح".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، فكتب على "إكس": "نيويورك اختارت رئيس بلدية عنصرياً وشعبوياً وإسلامياً شيعياً صريحاً".
فوز تاريخي
يُعرف ممداني بدعمه الطويل للقضية الفلسطينية، إذ وصف إسرائيل بأنها "نظام فصل عنصري"، والحرب على غزة بأنها "إبادة جماعية". لكنه شدد في الوقت نفسه على رفضه لمعاداة السامية، قائلاً إن بلديته "لن تتوانى في مكافحة آفة معاداة السامية، وحيث يعلم أكثر من مليون مسلم أنهم ينتمون إليها".
ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، فاز بأكثر من 50% من الأصوات، متغلباً على حملة شرسة استهدفت خلفيته الإسلامية ومواقفه السياسية.
ويُعد فوزه تاريخياً، إذ سيتولى مهامه في الأول من كانون الثاني/ يناير 2026، ليصبح أصغر من تولّى المنصب خلال قرن، وأول مسلم ومن أصول جنوب آسيوية يُنتخب عمدة لمدينة نيويورك منذ تأسيسها قبل نحو 400 عام.
ورغم العاصفة السياسية التي أعقبت فوزه، يرى أنصاره أن انتخابه يشكل خطوة نحو تمثيل أكثر تنوعاً وشمولاً في المشهد السياسي الأمريكي.