تصاعد التوتر في جنوب لبنان مع تنفيذ غارة إسرائيلية أدت إلى سقوط قتيل وجرحى، أعقبها إعلان للجيش الإسرائيلي عن استهداف عناصر من حزب الله.
شهد جنوب لبنان تصعيدا إسرائيليا إضافيا، مع تنفيذ غارة جوية استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي طورا والعباسية في قضاء صور، وذلك بعد ساعات على كتاب حزب الله المفتوح الذي وجهه صباحا وتحدث فيه عن استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النار ورفض أي مسارات تفاوضية يعتبر أنها تصب في خدمة المصالح الإسرائيلية. وشمل التصعيد أيضا سلسلة تحذيرات اسرائيلية طالت الطيبة وطيردبا وعيتا الجبل وزوطر الشرقية، أعقبها الجيش بغارات جديدة في أكثر من منطقة جنوبية.
الغارة على طورا
نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على المنطقة الفاصلة بين طورا والعباسية بعد الظهر. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أدت في حصيلة أولية إلى مقتل مواطن وإصابة ثمانية مواطنين آخرين بجروح.
وبعيد الاستهداف، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي ان الجيش "هاجم في منطقة صور مستهدفا عناصر من حزب الله داخل بنية تحتية تابعة لوحدة البناء"، مدعيا انها "تستخدم لانتاج معدات لاعادة اعمار بنى تحتية سبق تدميرها خلال الحرب".
التحذيرات الاسرائيلية
لاحقا، اصدر الجيش الاسرائيلي سلسلة تحذيرات طالت عددا من القرى الجنوبية:
- الطيبة وطيردبا: دعوة سكان المباني المحددة بالاحمر في الخرائط والمجاورة لها الى اخلائها والابتعاد عنها لمسافة 500 متر، بزعم استخدامها من حزب الله.
- عيتا الجبل: تحذير ثان بالصيغة نفسها، مع الحديث عن نية مهاجمة "بنى تحتية عسكرية" في المدى الزمني القريب.
- توضيح لاحق: ادرعي اكد ان الجيش "لم يدع الى اخلاء واسع"، وان التعليمات تقتصر على الابنية المحددة في الخرائط.
- زوطر الشرقية: تحذير اضافي لسكان البلدة، مع تجديد الادعاء بوجود "نشاطات ممنوعة" مرتبطة ببنى الحزب.
وبعد هذه التحذيرات، نفذت اسرائيل غارات جديدة استهدفت المناطق المحددة في الخرائط.
الاستعداد العسكري
في سياق التهديدات، افادت القناة 12 الاسرائيلية نقلا عن مسؤولين ان الجيش الاسرائيلي يستعد لاحتمال خوض جولة قتال جديدة ضد حزب الله "قريبا"، مشددة على وجود "خطط قائمة" للتنفيذ.
وقال المسؤولون ان الجيش "لن يسمح لحزب الله بالعودة الى مستوى قوته ما قبل الحرب"، في حين تعمل الولايات المتحدة الاميركية على منع استئناف القتال.
وفي المقابل، افادت القناة 13 نقلا عن ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي بان ما يجري "ليس تصعيدا بل استمرار لمنع حزب الله من اعادة بناء قدراته". كما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤول عسكري كبير قوله "لا ننوي التصعيد في لبنان ولا تعليمات خاصة لسكان الشمال".
كتاب حزب الله المفتوح
صباح اليوم، كان حزب الله قد وجه كتابا مفتوحا الى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، والى اللبنانيين.
واكد الحزب ان وقف اطلاق النار الصادر في 27 تشرين الثاني 2024 جزء من تنفيذ القرار 1701 ويلزم اسرائيل بالانسحاب الى ما وراء الخط الازرق، متهما اسرائيل بمواصلة خرق السيادة برا وبحرا وجوا. وانتقد قرار الحكومة حول "حصرية السلاح"، واصفا اياه بانه "خطيئة وطنية" تمنح اسرائيل فرصة لاعادة طرح مسألة نزع سلاح المقاومة. وجدد التأكيد على ان سلاح المقاومة "لن يكون موضوع مساومة" بل يناقش فقط ضمن استراتيجية دفاعية وطنية شاملة، داعيا الى وقفة وطنية موحدة في مواجهة "العدوان والابتزاز"، ومشددا على ان الدفاع عن لبنان "حق مشروع وواجب وطني".