أظهر استطلاع للرأي أن 57% من البريطانيين يعتقدون أن على "بي بي سي" تقديم اعتذار مباشر للرئيس الأميركي، في حين رفض ربع المستطلَعين هذا النوع من الاعتذار.
دعا رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى تصحيح أوضاعها، بعد تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بمقاضاتها للحصول على تعويض قدره مليار دولار، على خلفية استخدام مقاطع من خطاب له بطريقة وصفها بالـ"مضللة".
وقال ستارمر أمام البرلمان إنه يدعم "بي بي سي قوية ومستقلة"، لكنه شدد على ضرورة أن تلتزم "بأعلى المعايير، وتصحيح الأخطاء بسرعة"، مضيفًا: "عندما ترتكب أخطاء، عليها ترتيب أمورها وإصلاح وضعها".
وكان فريق ترامب القانوني قد أرسل رسالة إلى "بي بي سي" يوم الاثنين، طالب فيها بتعويض ضخم بعد أن أعطت الهيئة انطباعًا بأن الرئيس حثّ أنصاره على "عمل عنيف" قبل الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي عام 2021، رغم اعتذار المؤسسة البريطانية عن هذا الخطأ.
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، اعتبر ترامب أن من واجبه مقاضاة الهيئة، واصفًا ما قامت به بأنه خداع للجمهور، مشيرًا إلى أن بريطانيا "من المفترض أنها أحد كبار حلفائنا، والحكومة لها حصة في الهيئة".
من جهتها، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، التعديل الذي قامت به "بي بي سي" بأنه "متعمد وغير نزيه"، لكنها شددت على أن الرئيس لا يزال يحافظ على علاقة جيدة مع رئيس الوزراء البريطاني.
وتسعى حكومة حزب العمال برئاسة ستارمر إلى الموازنة بين دعم استقلال "بي بي سي" وعدم الانحياز للرئيس الأميركي، بعد استقالة المدير العام ورئيسة قسم الأخبار في الهيئة على خلفية الجدل.
وأعلنت "بي بي سي" أنها ستراجع رسالة فريق ترامب القانوني، فيما قدّم رئيس مجلس إدارتها، سمير شاه، اعتذارًا علنيًا عن "خطأ في التقدير" وقع في إخراج الوثائقي.
وأظهر استطلاع رأي نشر الثلاثاء أن 57% من البريطانيين يرون ضرورة تقديم الهيئة اعتذارًا مباشرًا للرئيس الأميركي، بينما عارض ربعهم هذا الشكل من الاعتذار.
وتعود القضية إلى مقاطع من خطاب ترامب في 6 كانون الثاني/يناير 2021، أظهرت أنه قال لمؤيديه إنه سيسير معهم إلى مبنى الكابيتول و"يقاتل بشراسة"، في حين أن النسخة الأصلية غير المعدلة دعت الحضور فقط لـ"السير معه وهتاف الدعم لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب"، وقد وردت عبارة "القتال بشراسة" في سياق آخر من الخطاب.
وأشار الفريق القانوني لترامب إلى أن الوثائقي عرض الخطاب بطريقة توحي بأنه "حرّض مباشرة على العنف"، متجاهلاً مقاطع عديدة دعا فيها أنصاره للتظاهر السلمي. وأكد المتحدث باسم الفريق أن الرئيس "لن يتهاون مع حملات التضليل الإعلامي التي تهدف إلى تشويه صورته أو التأثير على الانتخابات المقبلة".
وتتزامن الأزمة مع اقتراب موعد إعادة التفاوض على ميثاق "بي بي سي" الذي ينظم حوكمتها، وينتهي العمل به عام 2027، فيما سبق لترامب أن رفع دعاوى مماثلة ضد مؤسسات إعلامية أميركية مثل "نيويورك تايمز" و"إيه بي سي" و"سي بي إس"، متهمًا إياها بـ"التشهير المتعمد"، لكن غالبية هذه القضايا لم تحسم لصالحه.