تقول إحدى الزائرات إنها جاءت فقط "لتشعر بالأسماك وهي تلامس قدميها". وتضيف: "هذا ليس مطعمًا عاديًا.. إنها تجربة طبيعية لا توجد في أي مكان آخر في تايلاند".
تحول مطعم "با جيت" في مقاطعة ناخون باتوم، على بعد 30 كيلومتراً من بانكوك، من مكان ريفي هادئ إلى أحد أكثر الوجهات إثارة في تايلاند، بعد أن حوّلت الفيضانات مقصورته إلى حوض مائي طبيعي تسبح فيه الأسماك حول أقدام الزبائن أثناء تناولهم وجباتهم.
ومنذ انسياب نهر مجاور لضفافه قبل 11 يوماً، لم تعد الطاولات في المطعم مجرد أماكن لتناول الطعام، بل أصبحت منصات لتجربة فريدة: زبائن يجلسون في مياه بنية متدفقة، بينما تلمس أسماك المياه المفتوحة أقدامهم، وتلتف حول أرجلهم، وترفرف بزعانفها بين أطباق حساء السمك والمعكرونة بالدجاج التي تحملها النادلات مرتديات ملابس مطاطية.
"ظننت أننا سنُغلق،" تقول بورنكمول براينغبريمبري، مالكة المطعم منذ أكثر من ثلاثين عاماً. "لكن عندما نشر زبون صورة للأسماك وهي تسبح بين الطاولات، تدفق الناس من كل مكان. لم نكن نتوقع أن الفيضان سيصبح سبب نجاحنا."
وارتفعت الأرباح اليومية من 10,000 باهت (309 دولارات) إلى نحو 20,000 باهت (618 دولاراً)، بينما تملأ العائلات المكان، خاصةً من يأتون مع أطفالهم. ليقدم المطعم صورة ملهمة عن قدرة المجتمعات على تحويل الأزمات إلى فرص.
وتقول جومفونوث خانتانيتي، وهي أم من نفس المقاطعة. "الأطفال لم يأكلوا بهدوء كهذا منذ أشهر، عندما يرون الأسماك، ينسون رفضهم للطعام."
من جهتها تقول إحدى الزائرات إنها أتت فقط "لتشعر بالأسماك وهي تلمس قدميها." وتضيف: "هذا ليس مطعماً عادياً. هذا تجربة طبيعية لا توجد في أي مكان آخر في تايلاند."
وتشير التوقعات إلى استمرار الفيضانات لأسابيع إضافية، بسبب مدّ المحيط وتأخر انتهاء موسم الأمطار، ما يعني أن المطعم سيظل في قلب هذه الظاهرة حتى بعد أن تهدأ المياه.
في المقابل، تواصل الفيضانات تدمير مناطق واسعة في شمال ووسط تايلاند. ووفقاً للإدارة الوطنية لمنع الكوارث، قُتل 12 شخصاً، وفقد اثنان منذ أواخر يوليو، بينما تأثر أكثر من 480 ألف شخص في 13 مقاطعة.