أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أنه سيصدر الشهر المقبل كتابًا جديدًا يروي فيه تجربته خلال عشرين يومًا قضاها في السجن أثناء محاكمته في قضية تمويل حملته الانتخابية.
يستعد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لنشر كتاب الشهر المقبل بعنوان "مذكرات سجين" يروي فيه تجربته خلال الأيام العشرين التي قضاها في السجن.
ويأتي الإعلان بعد 11 يوما من إطلاق سراحه بينما يستأنف الحكم الصادر بإدانته بتهمة التآمرالجنائي في قضية تمويل حملته الانتخابية من نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
تأملات من زنزانة انفرادية
ويشير مقتطف من الكتاب إلى أن العمل يتضمن تأملات شخصية داخل زنزانته الانفرادية أكثر من كونه فصلا عن واقع السجون الفرنسية المكتظة.
وكتب ساركوزي: "في السجن لا يوجد ما يُرى ولا ما يُفعل"، مضيفا: "الصمت غير موجود في لا سانتيه… الضجيج مستمر، لكن كما في الصحراء، تتعمّق الحياة الداخلية للإنسان".
شهادة ساركوزي في جلسة طلب الإفراج
وخلال جلسة طلب الإفراج، ظهر ساركوزي عبر الفيديو من داخل السجن، واصفا تجربته بأنها "كابوس" ومشيدا بإنسانية موظفي السجون. وقال: "لم أتخيل يوما أنه في سن السبعين سأكون في السجن… إنها محنة صعبة جدا وتترك أثرا في أي سجين".
أول رئيس فرنسي يدخل السجن
ويُعد ساركوزي، الذي شغل منصب الرئاسة بين 2007 و2012، أول رئيس فرنسي بعد الحرب العالمية الثانية وأول رئيس سابق لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي يقضي عقوبة سجن. وكان قد أعلن قبل دخوله السجن أنه سيستغل الفترة لكتابة كتاب، لكن ليس معروفا ما إذا كان قرأ الكتب الثلاثة التي أخذها معه، بينها "الكونت دي مونت كريستو".
وكان ساركوزي محتجزا في زنزانة انفرادية مساحتها نحو تسعة أمتار مربعة مع حمام ومرحاض خاصين، بينما شغل حارسان شخصيان زنزانة مجاورة. وذكرت مجلة "لو بوان" أنه تناول اللبن فقط خوفا من العبث بالطعام، وأنه رفض استخدام تجهيزات الطهو المخصصة له.
تهديدات بالقتل وحوادث ليلية
وخلال جلسة طلب الإفراج، قال محاميه كريستوف إينغران إن موكله تلقى تهديدات بالقتل، وسمع صرخات ليلية وتدخلا عاجلا في زنزانة قريبة بعد محاولة انتحار، معتبرا أن وجوده خارج السجن أكثر أمانا له.
ودخل ساركوزي السجن في 21 تشرين الأول/أكتوبر بعد حكم بالسجن خمس سنوات في قضية تمويل حملته الرئاسية لعام 2007. وهو ينفي التهم المنسوبة إليه، واستأنف الحكم، على أن تُعقد محاكمة جديدة في الربيع المقبل.