اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قراراً يطالب إيران بـ"التعاون الكامل وبدون تأخير" في تقديم المعلومات وإتاحة الوصول إلى جميع منشآتها النووية، بما في ذلك المواقع التي تعرضت للقصف الإسرائيلي والأمريكي في يونيو الماضي.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا تسعى إلى "التصعيد"، مُعلناً أن اتفاق القاهرة لم يعد قائماً بعد اعتماد الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً جديداً يطالب طهران بالتعاون الكامل في مراقبة منشآتها النووية.
وكتب عراقجي على منصة "إكس": "بما أن دول الترويكا (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) والولايات المتحدة تبحث عن التصعيد، فهي تعرف جيدا أن النهاية الرسمية لاتفاق القاهرة هي نتيجة مباشرة لاستفزازاتها".
وأضاف: "تماماً كما قوّضت إسرائيل والولايات المتحدة المسار الدبلوماسي في حزيران/يونيو، فقد قامت واشنطن ودول الترويكا بنسف اتفاق القاهرة".
اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قراراً يطالب إيران بـ"التعاون الكامل وبدون تأخير" في تقديم المعلومات وإتاحة الوصول إلى جميع منشآتها النووية، بما في ذلك المواقع التي تعرضت للقصف الإسرائيلي والأمريكي في يونيو الماضي.
وجاء القرار، الذي قدمته فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، في ختام الاجتماع الفصلي للمجلس في فيينا، حيث صوت 19 دولة لصالحه، وعارضته ثلاث دول، وامتنعت 12 دولة عن التصويت.
إيران: التفتيش مستمر في المواقع غير المتضررة فقط
وأكد رضا نجفي، مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الجلسة أن جميع طلبات الوصول إلى المنشآت غير المتضررة من الغارات "تمت الموافقة عليها ونفذت بشكل كامل".
وقال نجفي: "لن يضيف هذا القرار شيئاً إلى الوضع الراهن، ولن يكون مفيداً، وسيعود بنتائج عكسية". وأضاف أن تعليق التفتيش في المواقع المستهدفة كان "نتيجة حتمية للظروف الأمنية" التي خلقتها الهجمات غير القانونية في يونيو.
وأشار إلى أن التقرير الأخير للمدير العام للوكالة يوثق بوضوح أن الفجوة في المعلومات المتعلقة بمخزون اليورانيوم تعود حصراً إلى انقطاع التفتيش منذ 13 يونيو، وليس إلى أي إخفاء إيراني.
غروسي: اليورانيوم المخصب لا يزال موجوداً والتفتيش غير مكتمل
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، أن "احتياطيات اليورانيوم المخصب في إيران لا تزال موجودة"، رغم التدمير الجزئي لبعض المنشآت.
وأضاف أن عمليات التفتيش "بدأت، لكنها لم تشمل المواقع المتضررة"، معرباً عن أمله في "مواصلة الحوار البناء"، رغم تصعيد التوترات.
ووفق التقرير الرسمي للوكالة، كانت إيران تمتلك 440,9 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قبل الحرب، بزيادة قدرها 32,3 كيلوغرام مقارنة بمستويات مايو، لكن المفتشين لم يتمكنوا من التحقق من هذه الكميات منذ 13 يونيو.
ردّاً على تقارير أمريكية تحدثت عن بناء منشأة سرية تحت الأرض قرب نطنز، أكد عراقجي أن "إيران لا تمتلك أي منشأة غير معلنة لتخصيب اليورانيوم"، وأن جميع منشآتها تخضع لمراقبة الوكالة.
وأوضح أن عمليات التخصيب توقفت حالياً نتيجة الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي استمرت 12 يوماً وشملت غارات إسرائيلية وأمريكية وردوداً إيرانية بصواريخ وطائرات مسيرة.
اتفاق القاهرة: من استئناف التعاون إلى "ضحايا تصعيد"
وكان اتفاق القاهرة، الموقّع في سبتمبر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد شكّل أول إنجاز دبلوماسي منذ تعليق طهران لتعاونها في يوليو، احتجاجاً على قرار سابق للوكالة انتقدت فيه برنامجها النووي، وترحيل المفتشين بعد الهجمات في يونيو.
وأشار عراقجي سابقاً، إلى أن السماح بالوصول إلى المواقع المتضررة يبقى مشروطاً بـ"اتفاق جديد" يضمن أمن المنشآت ويُراعي الظروف الاستثنائية الناتجة عن الهجمات، مُكرراً أن طهران "لم ترفض التعاون، بل رفضت أن يكون التعاون مُستغلّاً كأداة تصعيد".