عرض الموقع مكافآت تصل إلى 100 ألف دولار لمن "يقتل الهدف"، و20 ألف دولار لمن يحرق منزل الباحث أو سيارته، و2000 دولار لمن يعلّق لافتات أمام مسكنه.
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"عن نشر موقع إلكتروني مجهول يحمل اسم "حركة العقاب من أجل العدالة" تهديدات مُوجَّهة ضد أكاديميين إسرائيليين بارزين، واصفاً إياهم بـ"القتلة" و"المتواطئين مع الجيش الإسرائيلي" و"مُنتِجي أسلحة الدمار الشامل".
وبحسب الصحيفة، فإن الموقع يدعو صراحةً إلى اغتيال الباحثين ويوفر مكافآت مالية مقابل تنفيذ هجمات ضدهم، في سابقة لم تُسجَّل من قبل بهذا الحجم والوضوح.
وأشار تقرير الصحيفة العبرية إلى أن الموقع، الذي يبدو أنه يُدار من الولايات المتحدة أو دولة غربية أخرى، يحتوي على دعوات علنية للعنف، وعروض مكافآت مالية، وتفاصيل اتصال بـ"منسقين إقليميين".
وأشارت التقديرات الأمنية الأولية إلى أن إيران قد تقف وراء الحملة. وقد جرى حظر الوصول إلى الموقع بعد أقل من ساعتين من نشر الصحيفة تحقيقها الاستقصائي.
وقدّمت "حركة العقاب من أجل العدالة" على موقعها مبرراتها للتهديدات، مدعية أن الأكاديميين المستهدفين قد تلقوا تحذيرات سابقة خلال الأشهر الماضية للتوقف عما أسمته "النشاط الإجرامي"، في إشارة إلى اتهاماتهم بـ"تطوير أسلحة الدمار الشامل" للجيش الإسرائيلي. وزعم الموقع أن رفضهم الانصياع لتلك التحذيرات جعلهم "أهدافاً مشروعة" للحركة.
أبرز الأسماء في قائمة الاغتيال
ونقلت الصحيفة أن الموقع يتضمّن قسماً خاصاً بعنوان "أهداف خاصة" يضم أسماء وصور عشرات الباحثين الإسرائيليين من جامعات رائدة، إلى جانب عناوينهم وأرقام هواتفهم وأحياناً حتى صور لجوازات سفرهم وتأشيراتهم الأمريكية.
وعرض الموقع مكافآت تصل إلى 100 ألف دولار لمن "يقتل الهدف"، و20 ألف دولار لمن يحرق منزل الباحث أو سيارته، و2000 دولار لمن يعلّق لافتات أمام مسكنه. كما وردت مكافآت بقيمة 50 ألف دولار مقابل اغتيال أكاديميين آخرين من بين مئات الأسماء المنشورة.
ومن بين المدرَجين في القائمة، وفق "يديعوت أحرنوت"، البروفيسور داني حاييموفيتش، رئيس جامعة بن غوريون ورئيس مجلس رؤساء الجامعات؛ والبروفيسور أليعزر رابينوفيتش، الفيزيائي النووي البارز من الجامعة العبرية؛ والدكتورة شكمه بارسالير من معهد وايزمان، التي تشارك في أبحاث منظمة CERN وتشتهر بمواقفها المناهضة للإصلاحات القضائية.
استنفار أمني ورفض جامعي للتهديدات
وبحسب الصحيفة، فقد وجّهت الجامعات الإسرائيلية توجيهات فورية لأساتذتها بتوخي الحذر، وتجنّب الإعلان عن خطط سفرهم إلى الخارج.
ونقلت عن مصادر أمنية أن الشاباك والموساد يحققان في الحادثة على وجه السرعة. كما أصدر مجلس رؤساء الجامعات بياناً استنكر فيه "التصعيد الخطير الذي يهدّد حياة الباحثين"، مؤكداً أن "المعلومات نُقلت فوراً إلى الأجهزة الأمنية المعنية".
وقالت لجنة التخطيط والميزانية التابعة لمجلس التعليم العالي إنها "تُدين بشدة أي تهديد أو محاولة لإسكات الباحثين"، مشددة على أن "حرية البحث الأكاديمي خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وعبّر التجمع الطلابي الوطني عن "صدمته العميقة"، واصفاً الحملة بأنها "محاولة إرهابية منظمة تستهدف قلب المجتمع الأكاديمي الإسرائيلي"، وطالب بـ"تدخل فوري من جميع الأجهزة المعنية".