بحسب تقديرات الأمم المتحدة، تعرض ما بين 84% و92% من المباني السكنية في قطاع غزة للتدمير أو الضرر خلال الحرب. ويواصل السكان، ومن بينهم عائلة حلاوة، محاولة إعادة بناء ما أمكن من حياتهم.
عادت عائلة حلاوة إلى منزلها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بعد أن أجبرتها الحرب خلال العامين الماضيين على النزوح المتكرر، إلا أن العودة لم تحمل لهم سوى مشهد الدمار؛ إذ وجد أفراد العائلة منزلهم وقد تحوّل إلى ركام، بلا سلالم أو أعمدة دعم، وبلا أي مقومات للسكن.
تقول أماني حلاوة لوكالة وفا إن عملية تنظيف الركام أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، مضيفة: "كل يوم ننظف، فهذا بات من ضمن الروتين. المكان كان مدمراً بالكامل. زوجي قال لي: ‘لا تصلّحيه’ لأنه لم يعد صالحاً للسكن؛ لا درج، والدمار شديد، والركام في كل مكان، ولا توجد أعمدة. لكنني أصريت، فلم يكن أمامنا أي بديل."
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن ما بين 84% و92% من المباني السكنية في قطاع غزة قد تعرضت للتدمير أو الضرر خلال الحرب المستمرة منذ عامين. ويحاول السكان، ومنهم عائلة حلاوة، إعادة بناء ما يمكن إنقاذه من حياتهم.
أما محمد حلاوة فيروي لحظة العودة قائلاً: "عدتُ بعد النزوح لأجد المنزل مقصفاً. الدرج كان مدمراً ولا توجد أي مناطق آمنة. حاولت قدر استطاعتي؛ بنيت سلماً خارجياً من الخشب، وفتحت فجوة في السقف للدخول، لكنني وجدت المكان مدمراً بالكامل."
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن نحو 90% من سكان غزة — والبالغ عددهم 2.1 مليون نسمة — قد تعرضوا للنزوح منذ اندلاع الحرب.
ورغم قسوة المشهد، تتمسك العائلة بالبقاء في منزلها، مهما كان مدمراً، في محاولة لبدء فصل جديد من الصمود وإعادة بناء ما يمكن ترميمه من حياة تقطّعت بها الطرق.
مخيم جباليا
يقع مخيم جباليا شمال مدينة غزة، ويعد من أبرز معالم النكبة الفلسطينية عام 1948. المخيم الذي يأوي أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، كان تاريخياً محوراً للحركات الوطنية الفلسطينية.
فمنه انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987، ولعب دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الثانية عام 2000. وخلال الحروب السابقة على غزة، كان المخيم ملاذاً للنازحين من المناطق الحدودية مثل بيت لاهيا وبيت حانون.
تعرض المخيم لاستهداف مكثف من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، شمل توغلات برية وقصفاً جوياً ومدفعياً. وكان مسرحاً لدمار شامل، حيث أظهرت صور جوية أن أحياء كاملة دُمرت، في ما وصفته صحيفة "فايننشال تايمز" بأنه "محو تام للمخيم".