بعد الحادثة، أعلنت دائرة خدمات الهجرة والمواطنة الأمريكية تعليق معالجة طلبات الهجرة الخاصة بالمواطنين الأفغان "إلى أجل غير مسمّى" ريثما تُستكمَل مراجعة بروتوكولات الأمن والتدقيق.
تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن حالة استنفار واسعة، مع انتشار نحو 2100 عنصر من الحرس الوطني، وفقاً للقوة المشتركة العاملة في المدينة.
وجاءت هذه الإجراءات عقب إصابة عنصرين من الحرس الوطني في هجوم شنّه مسلّح قرب البيت الأبيض، حيث أطلق النار عليهما أثناء قيامهما بدورية عند حوالي الساعة 14:15 بعد الظهر بتوقيت واشنطن، قبل أن يتمكن زملاؤهما من السيطرة عليه واعتقاله بعد إصابته.
وكان حاكم ولاية فرجينيا الغربية، باتريك موريسي، قد أعلن في البداية وفاة العنصرين، لكنه تراجع لاحقاً موضحاً أن مكتبه تلقى "تقارير متضاربة" بشأن وضعيهما، وأن حالتهما ما تزال حرجة.
تحديد الهوية
نقلت شبكة "إن بي سي" عن مصادر مطّلعة أن المشتبه به وهو رحمن الله لكنوال (29 عاماً)، الذي خدم سابقاً إلى جانب القوات الأمريكية في أفغانستان، ووصل إلى الولايات المتحدة في سبتمبر 2021 في إطار برنامج "ترحيب الحلفاء" المخصص لمن ساعدوا واشنطن هناك. وقد حصل على اللجوء هذا العام.
وبحسب شبكة "فوكس نيوز" فإن لكنوال عمل مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومع الجيش الأميركي وهيئات حكومية أخرى في قندهار، المدينة الواقعة في جنوب أفغانستان والتي كانت تشكل إحدى أبرز القواعد العسكرية للقوات الأميركية.
من جانبه، أدان الرئيس دونالد ترامب الحادثة، في خطاب مسائي مصوَّر، واصفا إياها بـ"العمل الإرهابي" .
وقال ترامب من فلوريدا: "المشتبه به الذي قبض عليه هو أجنبي دخل بلادنا من أفغانستان، وتم إحضاره إلى هنا من قبل إدارة جو بايدن في أيلول/سبتمبر 2021".
كما ووصف الجاني بـ"الحيوان" الذي سيدفع "ثمناً باهظاً"، وتعهد بمواصلة سياساته المتشددة تجاه المهاجرين.
ودعا إلى إعادة فحص جميع القادمين من أفغانستان خلال عهد بايدن، معتبراً الهجرة "أعظم تهديد للأمن القومي"، ومتهماً سلفه بالسماح بدخول "ملايين" الأجانب.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أصبح المهاجرون واللاجئون الأفغان، ومن بينهم مَن خدموا مع الجيش الأمريكي، شبه ممنوعين من دخول الولايات المتحدة.
تشديد القيود على الأفغان
تأتي هذه القيود ضمن حملة أوسع ضد الهجرة وإعادة توطين اللاجئين، إذ حددت إدارة ترامب سقف قبول اللاجئين للسنة المالية 2026 عند 7500 فقط، وهو أدنى رقم في تاريخ البلاد، خُصِّص معظمُه لأفارقة من جنوب أفريقيا استناداً إلى مزاعم بشأن استهداف مزارعين بيض.
لكن بعد الحادثة، أعلنت دائرة خدمات الهجرة والمواطنة الأمريكية تعليق معالجة طلبات الهجرة الخاصة بالمواطنين الأفغان "إلى أجل غير مسمّى" ريثما تُستكمَل مراجعة بروتوكولات الأمن والتدقيق.
كما أفاد مسؤولان أمريكيان رفيعان بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) سيحقق في الهجوم مبدئياً باعتباره "عملاً إرهابياً محتملاً".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الخارجية ماركو روبيو وجّه الدبلوماسيين الأمريكيين لتسليط الضوء على جرائم المهاجرين بهدف دفع الحكومات نحو تشديد القيود على الدخول.
بايدن وأوباما يعبران عن التضامن
تأتي الحادثة رغم الانتشار المسبق لمئات عناصر الاحتياط في العاصمة منذ أغسطس الماضي بناءً على طلب ترامب، في خطوة وصفها الديمقراطيون بأنها "عسكرة للبلاد" وممارسة سلطوية.
في المقابل، عبّر الرئيسان السابقان باراك أوباما وجو بايدن، كلٌّ على حدة، عن تضامنهما مع العنصرين المصابين وعائلتيهما. وقال أوباما في بيان: "لا مكان للعنف في أمريكا. نتضرع أنا وميشيل من أجل العنصرين اللذين أُطلق عليهما النار اليوم في واشنطن، ونوجّه محبتنا لعائلتيهما في هذه الظروف المأساوية."
بدوره قال بايدن: "أنا وجيل نحزن بشدة لإطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني خارج البيت الأبيض. العنف، أيًّا كان شكله، أمر غير مقبول، ويجب أن نقف جميعاً ضده موحَّدين. نصلي لأفراد الخدمة وعائلاتهم."
هيغسيث يأمر بنشر 500 جندي إضافي
وفي تطور آخر، أعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، الأربعاء، نشر 500 جندي إضافي في واشنطن، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 2500 عنصر.
وكانت بلدية المدينة قد لجأت إلى القضاء للمطالبة بانسحاب الحرس الوطني، وقد حكمت المحاكم لصالحها الأسبوع الماضي.
وفي مطلع سبتمبر الماضي، هزّ اغتيال تشارلي كيرك، المؤثر المحافظ وحليف الرئيس ترامب، أمام الملأ، الولايات المتحدة، وأثار أسئلة حول تصاعد العنف السياسي في البلاد.