تعتبر روسيا تلقائياً أنّ الأجانب الذين يقاتلون مع القوات الأوكرانية "مرتزقة"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الروسي، بدلاً من اعتبارهم متطوعين.
أصدرت محكمة روسية الخميس حكماً بالسجن 13 عاماً على المواطن البريطاني هايدن ديفيز بعد اتهامه بالعمل كـ"مرتزق" ومشاركته في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية، وفق بيان النيابة العامة الروسية.
وأوضحت النيابة أنّ المحكمة العليا في دونيتسك، الواقعة في شرق أوكرانيا وتخضع للسيطرة الروسية، دانت ديفيز الذي احتُجز عام 2024 بتهمة "المشاركة كمرتزق في نزاع مسلح".
وأظهر مقطع فيديو نشرته النيابة العامة ديفيز وهو يستمع للحكم من داخل قفص معدني مخصص للمتهمين، مؤكداً أنه وصل إلى أوكرانيا عبر بولندا وكان يتقاضى "راتباً زهيداً جداً يناهز 500 دولار شهرياً".
أوضحت النيابة الروسية أن ديفيز وصل إلى أوكرانيا في أغسطس/آب 2024، حيث وقع عقدًا مع الفيلق الدولي، وخضع لتدريب عسكري قبل أن يشارك في القتال إلى جانب قوات كييف ضد الجيش الروسي في منطقة دونيتسك. واعتُقل في أواخر عام 2024 وهو بحوزته سلاح أمريكي ومعدات قتالية.
وأفادت الصحافة البريطانية أن ديفيز البالغ من العمر 31 عاماً من مدينة ساوثمبتون الساحلية في جنوب إنجلترا.
وتعتبر روسيا تلقائياً أنّ الأجانب الذين يقاتلون مع القوات الأوكرانية "مرتزقة"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الروسي، بدلاً من اعتبارهم متطوعين.
ويشكّل الفيلق الدولي وحدة ضمن الجيش الأوكراني تتكوّن من متطوعين أجانب. وعند استجوابه حول التهم الموجهة إليه، أقر ديفيز بها بالإيماء، دون توضيح ما إذا كان ذلك تحت ضغط.
ومن جانبها، أكدت الحكومة البريطانية في فبراير أن ديفيز ليس مرتزقًا، بل يعتبر سجين حرب يتمتع بالحماية وفق اتفاقيات جنيف، مستنكرة ما وصفته بـ"استغلال موسكو للسجناء لأغراض سياسية ودعائية".
وقد حُوكم منذ العام 2022 عدد كبير من الأجانب، بينهم بريطانيون، في محاكم تقع في أراضٍ أوكرانية تسيطر عليها روسيا.
وفي ديسمبر الحالي، أصدرت المحكمة العليا في منطقة لوهانسك حكماً بالسجن 13 عاماً على مواطن تشيكي، وفي نوفمبر، حُكم على كولومبيين بالسجن 13 عاماً بتهمة "العمل كمرتزقة" في منطقة دونيتسك.
وفي أكتوبر 2024، حكمت محكمة في موسكو على المواطن الأميركي ستيفن هوبارد (70 عاماً) بالسجن ست سنوات وعشرة أشهر لتورطه بالقتال كـ"مرتزق" لصالح كييف.