استُخدم الصاروخ للمرة الأولى في ضربة روسية استهدفت مدينة دنيبرو الأوكرانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
كشف الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، خلال مؤتمر صحافي سنوي عُقد يوم الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر، أن صاروخ "أوريشنيك" الروسي أصبح موجودًا على الأراضي البيلاروسية منذ يوم الأربعاء.
الصاروخ الذي يتمتع بقدرات فرط صوتية وقابلية لحمل رؤوس نووية، كانت موسكو قد أعلنت في آب/أغسطس عن بدء إنتاجه، مع الإشارة إلى أن نشره في بيلاروس قد يتم خلال عام 2025، وفق ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها.
الصاروخ سيدخل الخدمة القتالية بحلول نهاية العام
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الصاروخ الباليستي الروسي الجديد متوسط المدى "أوريشنيك" سيكون جاهزًا للانتشار القتالي قبل نهاية العام الجاري.
بوتين أشار أيضًا إلى أن روسيا تتجه نحو الإنتاج الكمي للصاروخ الذي وصف قوته بأنها تضاهي الأسلحة النووية، رغم تشكيك بعض الخبراء في تلك الادعاءات، مؤكدًا أن النظام الصاروخي الجديد سيدخل الخدمة القتالية قبل نهاية العام.
ماذا نعرف عن صاروخ "أوريشنيك"؟
- استخدام الصاروخ في أوكرانيا
استُخدم صاروخ "أوريشنيك" أو "شجرة البندق" باللغة الروسية يوم الخميس 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، في هجوم على مدينة دنيبرو شرق أوكرانيا، بحسب وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال إن العملية جرت باستخدام "صاروخ تقليدي جديد متوسط المدى" يحمل الاسم المشفّر نفسه. من جانبها، تقول أوكرانيا إن السلاح أقرب إلى فئة صواريخ "أرز"، لكن المعلومات النهائية حول الطراز لا تزال غير مؤكدة.
- هوية الصاروخ محل جدل
التحقيق الذي أعدّه الخبير العسكري بافيل أكسينوف للخدمة الروسية في "بي بي سي" تناول هوية الصاروخ، وتساءل عن الرسالة التي أراد بوتين إرسالها لأوكرانيا والغرب من خلال استخدامه. تفاوت التوصيف بين الجانب الروسي الذي يستخدم اسم "أوريشنيك"، والتقدير الأوكراني الذي يشير إلى فئة مختلفة، لكن الخيارات المتاحة حول هوية الطراز محدودة للغاية.
- أنظمة الرصد تشير لصاروخ غير اعتيادي
وبحسب التحقيق، فإن المعطيات العسكرية المنشورة توضّح أن صاروخًا بهذه القدرة لا يقطع مسافات طويلة دون أن يتم رصده، خصوصًا في منطقة تخضع لمراقبة أجهزة استخبارات متعددة. عادةً تُميز الصواريخ عبر آثار العادم الصادرة فور الإطلاق، والتي ترصدها الأقمار الاصطناعية وطائرات الاستطلاع.
ورغم ذلك، لا تزال البيانات المتعلقة بعملية إطلاق دنيبرو غير واضحة بالكامل، بينما يُعتقد أن أجهزة استخبارات غربية تمتلك صورة فنية أدق حول طبيعة الصاروخ، حتى إن لم تُعلن عنها بعد.ط
- خصائص فرط صوتية ورؤوس غير نووية
بوتين أوضح أن الصاروخ المستخدم في دنيبرو حمل رؤوسًا "غير نووية فرط صوتية"، وتبيّن أن سرعة الهجوم بلغت نحو 10 ماخ، أي ما بين 2.5 و3 كيلومترات في الثانية. وهذه السرعة تجعل اعتراض الصاروخ بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الحالية مهمة شديدة التعقيد.
- مشاهد ميدانية من موقع الضربة
لقطات الفيديو التي وثّقت سقوط الصاروخ أظهرت ست مجموعات من الأجسام تهبط على الأرض، وفي كل مجموعة نقاط متوهجة متعددة. غياب التفجيرات الأرضية يعزز احتمال أن تكون هذه الأجسام ذخائر حركية صغيرة تعتمد على طاقة الاصطدام بدل المتفجرات التقليدية.
- المسافة والمسار
تقديرات عسكرية ترجّح أن الصاروخ انطلق من قاعدة كابوستين يار في منطقة أستراخان الروسية، ما يعني أنه قطع مسافة تتراوح بين 800 و850 كيلومترًا. وبحسب بوتين، يصنّف "أوريشنيك" ضمن فئة الصواريخ متوسطة المدى، التي تمتد بين ألف و5,500 كيلومتر.
- الجهة المطوّرة للسلاح
تشير معلومات عديدة إلى أن تطوير صاروخ "أوريشنيك" جرى في معهد موسكو للتكنولوجيا الحرارية، المعروف بصناعة الصواريخ ذات الوقود الصلب والقابلة للإطلاق من مركبات متحركة.
أما مركز ماكييف للصواريخ فيرتبط عادة بأنظمة الوقود السائل الثقيلة، ومنها صاروخ "سارمات" بعيد المدى.
- خلفية فنية وتاريخية مرتبطة بالمعاهدة النووية
انتهاء معاهدة القوى النووية متوسطة المدى عام 2019 أتاح لروسيا تطوير صواريخ ضمن هذه الفئة، بعد أن كانت محظورة منذ عام 1988. كما سبق لمعهد موسكو تطوير الصاروخ "روبيج آر إس-26"، بمدى بين 2000 و6000 كيلومتر، قبل سقوط المعاهدة.
- تقييم عسكري روسي للسلاح
قال الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف إن "أوريشنيك" صاروخ باليستي متوسط المدى وفرط صوتي، وإن سرعته البالغة نحو 10 ماخ تجعل اعتراضه مهمة شبه مستحيلة. وأشار كنوتوف إلى احتمال أن يكون الصاروخ متعدد الرؤوس، مستندًا إلى الومضات التي ظهرت في المقاطع المصورة للهجوم. كما أكّد أن التجربة الأخيرة كانت برؤوس غير نووية، ما يعني وجود نسخة نووية من الصاروخ أيضًا.