Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

من أحمر الشفاه إلى الملابس الداخلية: مؤشرات غريبة تكشف ملامح الركود الاقتصادي

ملف. زائرة تقف بجانب دمى لابوبو القابلة للتحصيل المعروضة في معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات (CIFTIS) الذي أقيم في بكين، الصين. 10 سبتمبر 2025.
ملف. زائرة تقف بجانب دمى لابوبو القابلة للتحصيل المعروضة في معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات (CIFTIS) الذي أقيم في بكين، الصين. 10 سبتمبر 2025. حقوق النشر  AP/Ng Han Guan
حقوق النشر AP/Ng Han Guan
بقلم: Eleanor Butler & يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

قد يبدو الحديث عن النمذجة الاقتصادية غير مناسب على منصة مثل TikTok، لكن مع شعور الشباب بوطأة الأزمة الاقتصادية وتأثيرها المباشر على ميزانياتهم الشخصية، بدأ ما يُعرف بـ "مؤشرات الركود"، وهي تفاصيل قد تكون دليلًا على شعور الناس بالضيق المالي، يلفت انتباه جيل Z ويثير تساؤلاتهم.

اعلان

تشير بيانات Google Trends إلى ارتفاع عمليات البحث عن مصطلح "مؤشرات الركود" خلال الصيف. كما أن جولة سريعة على TikTok تكشف عن وفرة من التحليلات غير التقليدية التي يقدمها المستخدمون. ورغم أن الاقتصاديين المحترفين قد ينظرون إلى هذه التفسيرات بعين الريبة، يبقى السؤال: هل هذه المؤشرات حقيقية؟

على سبيل المثال، قد تلاحظ على الإنترنت رواج ألعاب لابوبو — وهي دمى محشوة على شكل وحوش صغيرة — تباع غالبًا بسعر يقل عن 30 يورو. في الوقت نفسه، تتجه صيحات الجمال نحو البساطة، لتحل محل التصاميم المعقدة التي سادت سابقًا.

ويرى بعض المراقبين أن هذا التوجه نحو المنتجات الصغيرة والرخيصة يعكس ضائقة اقتصادية، إذ يتجه المستهلكون لتقليل المشتريات الكبيرة واستبدالها بكماليات منخفضة التكلفة.

لكن الحقيقة أن مفهوم #مؤشرات_الركود ليس جديدًا. فقد ظهر منذ عقود، ومن أبرز أمثلته ما يُعرف بـ "مؤشر أحمر الشفاه".

في أوائل التسعينيات، أشار ليونارد لودر، رئيس شركة Estée Lauder لمستحضرات التجميل، إلى أن مبيعات أحمر الشفاه ترتفع خلال فترات الانكماش الاقتصادي، لأن المستهلكين يبحثون عن ترف ميسور التكلفة لتعويض شعورهم بالضيق المالي.

بعبارة أخرى، سواء كانت دمى لابوبو أو أحمر الشفاه، يبقى المنطق واحدًا: عندما يشتد الوضع الاقتصادي، يغير الناس سلوكهم الشرائي نحو كماليات أرخص، ما قد يكون إشارة غير مباشرة على الركود.

وفي السياق نفسه، يمثل "مؤشر الملابس الداخلية للرجال"، الذي طوره رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق آلان غرينسبان، مثالًا آخر على مؤشرات الركود غير التقليدية.

فقد جادل غرينسبان بأن الرجال في أوقات الشدة الاقتصادية يميلون إلى الاحتفاظ بملابسهم الداخلية القديمة بدلًا من شراء أخرى جديدة، بينما ترتفع المبيعات مجددًا عند تحسن الأوضاع الاقتصادية.

في هذا السياق، توضح كاثرين يانسون-بويد، أستاذة علم نفس المستهلك في جامعة أنجليا روسكين، قائلة:"ما نعرفه بدقة هو أنه عندما يمر الناس بضائقة مالية أو يعيشون حالة ركود، فإنهم يبحثون عن هدايا صغيرة وبأسعار معقولة."

لكنها تضيف محذرة: "هذه المؤشّرات محدودة، لأنها غالبًا ما تعكس سلوك شريحة معينة فقط من المستهلكين، مثل المهتمين بشراء مستحضرات التجميل أو فئة معينة من المنتجات."

ورغم القيود، ترى يانسون-بويد أن مراقبة هذه السلوكيات تمثل فرصة ذكية للعلامات التجارية، إذ يمكنها مواءمة استراتيجياتها التسويقية مع الوضع الاقتصادي. وتقول: "الكثير من العلامات التجارية تدرك ذلك جيدًا، ولهذا تُطلق مجموعات جديدة تحتوي على منتجات أصغر وأقل تكلفة عندما تصبح السوق أكثر صعوبة."

وتضيف أن هذه الخطوة لا تقتصر على التكيف مع الظروف، بل قد تفتح الباب لجذب الجمهور الأصغر سنًا، ما يعزز الولاء للعلامة التجارية في وقت مبكر.

كما يمكن أن تغيّر الشركات أساليبها الإعلانية خلال فترات الضغوط المالية، لتتواصل مع المستهلكين بطريقة أكثر قربًا وواقعية، بما يتناسب مع احتياجاتهم وسلوكهم الشرائي المتغير، وفقًا للمتحدثة.

ماذا عن طول التنورة؟

إلى جانب مؤشر أحمر الشفاه، هناك ما يُعرف بـ "مؤشر طول التنورة"، وهو أحد "مؤشرات الركود" التي تحظى باهتمام واسع.

تعود هذه النظرية إلى الاقتصادي جورج تايلور في عام 1926، الذي افترض أن التنانير تصبح أقصر في فترات الرخاء الاقتصادي، بينما تطول في أوقات الركود.

وأحد التفسيرات لذلك كان أنه خلال فترات الازدهار، تميل النساء إلى شراء جوارب فاخرة والرغبة في عرضها، وهو أمر كان شائعًا في أوائل ومنتصف القرن العشرين.

لكن فيليب هانز فرانسيس، أستاذ الاقتصاد القياسي التطبيقي في كلية إراسموس للاقتصاد، يرى أن هذه النظرية لا تتعدى كونها "أسطورة حضرية".

فقد أجرى الأخير دراسة مع تلميذته مارجولين باردفيك، اعتمدا فيها على مراجعة الأعداد القديمة لمجلة الأزياء الفرنسية L'Officiel التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، ومقارنتها مع بيانات الركود الاقتصادي.

وخلصت الدراسة إلى عدم وجود ارتباط قوي بين طول التنورة والوضع الاقتصادي. يقول فرانسيس في حديثه إلى يورونيوز: "النتيجة الوحيدة التي توصلنا إليها، وهي ضعيفة للغاية، تشير إلى احتمال وجود تأثير متأخر. أي إذا كان الاقتصاد مزدهرًا اليوم، فقد يظهر تأثير بسيط على طول التنورة بعد ثلاث سنوات تقريبًا، لكن الأمر غير واضح."

ويضيف فرانسيس أن "مؤشرات الركود" غير التقليدية، سواء كانت مبيعات الملابس الداخلية أو حتى اتجاهات الموسيقى، تفتقر إلى بيانات كافية تدعمها، ما يجعلها أقرب إلى قصص شعبية يتداولها الناس، أكثر من كونها مؤشرات اقتصادية حقيقية.

صعوبة رصد حالات الركود

يؤكد أندرو كينينغهام، كبير الاقتصاديين في أوروبا لدى كابيتال إيكونوميكس، في حديثه لـ يورونيوز أن: "قياس فترات الركود، ناهيك عن التنبؤ بها، أمر بالغ الصعوبة."

ويشرح أن حتى تعريف الركود يختلف بين الدول، موضحًا: "في الولايات المتحدة، يتولى المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية تحديد ما إذا كان الركود قد حدث عبر منهجيته الخاصة. أما في معظم الاقتصادات المتقدمة الأخرى، فليس هناك مقياس رسمي، لكن المتعارف عليه هو أن ربعين متتاليين من انكماش الناتج المحلي الإجمالي يشكلان ركودًا."

مع ذلك، يشير كينينغهام إلى محدودية هذا التعريف، إذ قد يصنف فترات الانكماش البطيء والمعتدل كركود، بينما قد لا يرصد الانكماشات القصيرة والحادة.

إلى جانب الناتج المحلي، يعتمد الاقتصاديون على مؤشرات أخرى مثل:

  • استطلاعات الأعمال الشهرية، بما فيها استطلاعات مديري المشتريات.

  • مؤشر المعنويات الاقتصادية للمفوضية الأوروبية (ESI)، الذي يقيس مستويات الثقة المالية بين مجموعات مختلفة في السوق.

ويضيف سيباستيان فرانك، الخبير الاقتصادي الاستهلاكي لدى ING، أن مؤشرًا مهمًا آخر هو منحنى العائد المقلوب: "في الظروف الطبيعية، تكون عوائد السندات طويلة الأجل أعلى من عوائد السندات قصيرة الأجل. أما إذا انعكس الوضع، فذلك يشير إلى أن المشاركين في السوق يتوقعون انخفاض أسعار الفائدة مستقبلًا، وهو ما يحدث عادةً عند تباطؤ النمو الاقتصادي."

وفي حين أن بعض "مؤشرات الركود" غير التقليدية المنتشرة على TikTok قد تحمل بصيصًا من الحقيقة، إلا أنه لا يمكن مقارنتها بهذه المقاييس العلمية الأكثر دقة.

فكما يصفها فيليب هانز فرانسيس: "هي أشبه باهتمام يوم جمعة بعد الظهيرة — ممتعة بعض الشيء، لكنها ليست أدوات علمية جادة."

ويضيف: "حتى في العصور الوسطى، كان الناس يراقبون الظواهر اليومية ويحاولون ربطها باتجاهات أعمق."

لذلك، رغم انتشار الحديث عن #مؤشرات_الركود على منصات مثل TikTok، إلا أن هذه الأفكار ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى قرون مضت، لتؤكد أن فضول البشر في تفسير الأزمات الاقتصادية قديم قدم التاريخ نفسه.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

أبرز التوقعات لحدث "Meta Connect 2025": جيل جديد من النظارات واحتمال ساعة ذكية

تعويذات وحرباء.. عامان من الأشغال الشاقة لرجلين خططا لإيذاء رئيس زامبيا بواسطة "السحر"

بسبب رسوم التصدير الأميركية والأسواق المغلقة.. مزارعون إسرائيليون يحذرون من انهيار أسعار تمور "برحي"