الصيد ينتج كربونا أعلى من قطاع الطيران سنويا وحماية 4% من المحيطات ستجنب الكوكب كارثة

الصيد ينتج كربونا أعلى من قطاع الطيران سنويا وحماية 4% من المحيطات ستجنب الكوكب كارثة
Copyright LOIC VENANCE/AFP
Copyright LOIC VENANCE/AFP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يمكن للبلدان ذات المياه الإقليمية الكبيرة حيث يحدث الصيد بشباك الجر القاعية أن تقضي على 90 في المائة من مخاطر اضطراب وتحرير الكربون من خلال حماية 4 في المائة فقط من مياهها.

اعلان

الفيلم الوثائقي "القرصنة البحرية" الذي أنتجته شركة نتفليكس وصدر في شهر مارس/آذار الماضي أحدث ضجة وجدلا حول طرق الصيد التي تعتمدها شركات دون مراعاة لتنوع الحياة البحرية في المحيطات.

تمكن الفيلم من تسليط الضوء على ممارسات مدمرة يقترفها الصيادون أثناء الصيد وتوجيه اهتمام الناس نحو القضية التي يمكن أن يتسبب التغافل عنها إلى عواقب وخيمة على حياة الكوكب والإنسان معا.

على الجهة الأخرى تم انتقاد الفيلم من قبل الشركات البحرية بسبب الحقائق والإحصاءات التي تضمنها.

في هذا المقال سنتطرق لبعض المعلومات التي جاءت في الفيلم، وما نعنيه بالصيد بشباك الجر في القاع والصيد العرضي، وهما نقطتان تحدث عنهما فيلم "القرصنة البحرية" باستفاضة.

كيف يساهم الصيد بشباك الجر بقاع البحار في الاحتباس الحراري؟

شهد هذا العام نشر أول دراسة تتضمن حساب كمية الكربون التي ينتجها استخدام شباك الجر على قاع البحر. ووجدت منظمة "حماية المحيطات العالمية من أجل التنوع البيولوجي والغذاء والمناخ" أن شباك الجر القاعية تطلق قدرًا من ثاني أكسيد الكربون يوازي صناعة الطيران بأكملها.

وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة الدكتورة تريشا أتوود "إن قاع المحيط هو أكبر مخزن للكربون في العالم. إذا أردنا أن ننجح في وقف الاحتباس الحراري، يجب أن نترك قاع البحر الغني بالكربون دون إزعاج".

LOIC VENANCE/AFP
الثروة السمكية باتت مهددة بسبب طرق الصيد المدمرةLOIC VENANCE/AFP

وتضيف "إننا نقوم كل يوم باستخدام شباك الجر في قاع البحر ونستنزف تنوعه البيولوجي ونحرر الكربون الذي يعود إلى آلاف السنين، وبالتالي نؤدي إلى تفاقم تغير المناخ".

واكتشفت الدراسة أن الصيد بشباك الجر القاعية ينتج 1 جيغا طن من الكربون كل عام.

ما الذي يمكن فعله لوقف الصيد بشباك الجر في قاع البحر؟

يمكن للبلدان ذات المياه الإقليمية الكبيرة حيث يحدث الصيد بشباك الجر القاعية أن تقضي على 90 في المائة من مخاطر اضطراب وتحرير الكربون من خلال حماية 4 في المائة فقط من مياهها.

ويقول الدكتور إنريك سالا من ناشيونال جيوغرافيك سوسايتي "ابتكرنا طريقة جديدة لتحديد الأماكن التي -إذا كانت محمية بقوة -ستعزز إنتاج الغذاء وتحمي الحياة البحرية ، مع تقليل انبعاثات الكربون".

ويضيف "ستستفيد البشرية والاقتصاد من صحة المحيط ويمكننا تحقيق هذه الفوائد بسرعة إذا عملت البلدان معًا لحماية 30 في المائة على الأقل من المحيط بحلول عام 2030".

حماية 30 % من المحيط ستحسن التنوع البيولوجي

باستخدام خوارزمية رياضية، حدد الباحثون أنه إذا تمت حماية 30 في المائة على الأقل من المحيط فسوف يتحسن التنوع البيولوجي.

ويوضح المدير التنفيذي لمؤسسة بلو مارين تشارلز كلوفر إن مثل هذه الدراسات حيوية. وصرح قائلا "العلم واضح الصيد المدمر هو أكبر تهديد للحياة البحرية ويسرع تغير المناخ بشكل كبير".

ويضيف" تكمن مصالح المواطنين الأوروبيين بشكل كبير في حماية التنوع البيولوجي ومعالجة تغير المناخ وليس في حماية المصالح الخاصة في صناعة صيد الأسماك. لقد حان الوقت لاتخاذ تدابير لحماية قاع البحر من الدائرة القطبية الشمالية إلى البحر الأبيض المتوسط ".

ماهو الصيد العرضي؟

الصيد العرضي هو كل أشكال الحياة البحرية التي يتم صيدها بشكل عرضي في شباك الجر، جنبًا إلى جنب مع الأسماك المستهدفة.

يحدث ذلك لأن الشباك ضخمة جدًا وثقيلة بحيث لا يوجد خيار أمام أنواع الكائنات البحرية سوى الاستسلام لشباك الصيد ويتم التخلص من معظم هذه الأنواع التي يتم صيدها في الشباك وإلقائها مرة أخرى.

تم تحليل حجم الضرر الذي لحق بالمنطقة البحرية دوغر بنك عن طريق الصيد بشباك الجر والصيد الصناعي من قبل بلو مرين فونديشين و كلاينت إيرث و ووجدوا أن المنطقة التي تقع على بعد 100 كيلومتر من الساحل الشرقي لإنكلترا تعرضت لأضرار بالغة لدرجة أنها يجب أن تكون "حالة اختبار" للحفاظ على المناطق البحرية المحمية الأخرى في أوروبا.

كمنطقة تخزن أكبر كمية من الكربون في المياه البريطانية تحتفظ دوغر بنك بحوالي 5.1 مليون طن في قاع البحر، أي ما يعادل 31 ألف رحلة ذهاب وعودة من لندن إلى سيدني.

اعلان
LOIC VENANCE/AFP
تنظيم الصيد وحماية المحيطات بات ضرورة لتجنب كارثة بيئيةLOIC VENANCE/AFP

أجرت المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا دراسة منفصلة عن دوغر بنك، والتي أظهرت أن الصيد بشباك الجر في قاع البحر أدى إلى بيئة بحرية تهيمن عليها اللافقاريات قصيرة العمر بدلاً من الأنواع المهددة بالانقراض.

وتخطط الدول الثلاث لإعلان 18765 كيلومترًا مربعًا من دوغر بنك كمنطقة محمية بحرية.

عدو مصايد الأسماك الناجحة

يقول الدكتور صالا من ناشيونال جيوغرافيك سوسايتي "يجادل البعض بأن إغلاق المناطق أمام الصيد يضر بمصالح الصيد، لكن العدو الأسوأ لمصايد الأسماك الناجحة هو الصيد الجائر - وليس المناطق المحمية.

تشير الدلائل المستمدة من المحميات البحرية القائمة إلى أن حماية منطقة واحدة تزيد من مخزون الأسماك في المياه المحيطة بها.

وأدى ارتفاع درجة حرارة المياه وانخفاض الأكسجين إلى انخفاض كبير في أسماك البحر في دوغر بانك في عام 2010.

اعلان

لكن بقاء الأسماك عالية التكاثر في منطقة محمية قريبة أدى إلى تجديد مخزون الأسماك في جميع أنحاء المنطقة مع زيادة كثافة الصيد بنسبة تصل إلى 90 في المائة في غضون خمس سنوات.

كما أدى إغلاق المناطق المحيطة بجزيرة أران وجزيرة مان ولوندي وسكومر إلى زيادة كبيرة في عدد الأسقلوب والكركند.

ويمكن أن يؤدي حظر الصيد بشباك الجر في قاع مناطق معينة مثل دوغر بنك إلى حماية أكثر من 80 في المائة من الأنواع البحرية المهددة بالانقراض، بينما يخلق في النهاية إمكانية زيادة صيد الأسماك بأكثر من 8 ملايين طن. وأفضل ما في الأمر أنه سيحمي تخزين الكربون الحالي والمستقبلي، مما يساعدنا على تجنب الانهيار الكلي للمناخ.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نقاش: أوروبا والصين تواجهان تحدي الحفاظ على التنوع البيولوجي

شاهد: احتجاجات ضد حظر الصيد التقليدي في مونت دي مارسان بفرنسا

شاهد: الفيضانات تتسبب بغرق أكثر من 30 منزلًا في سيبيريا