نهاية زمن البترول | أي دول منعت التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما؟

منصة لاستخراج النفط في البحر
منصة لاستخراج النفط في البحر Copyright Claus Bonnerup/AP
بقلم:  Rosie Frostيورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يعلم الجميع أنه بدون التزامات لا لبس فيها من قبل الحكومات والدول، خصوصاً الصناعية منها، لن يكون بمقدور البشرية الحدّ من التغير المناخي، وكبح جماح الكوارث الطبيعية والبيئية التي باتت تتكرر بأشكال أعنف، من فيضانات وحرائق وتصحرّ، شهدناها في كندا والجزائر وألمانيا وبلجيكا وتركيا وروسيا إلخ...

اعلان

دق تقرير أممي نشر في الأسبوع الأول من آب/أغسطس هذا العام، وأشرف عليه علماء يعملون لصالح الأمم المتحدة، ناقوس الخطر فيما يتعلق بالاحتباس الحراري والتغير المناخي. الكارثة الكبرى صارت على الأبواب، والخسائر ستكون كبيرة، ولكن يمكن تحجيمها إذا اتخذت الإجراءات اللازمة.

ورافقت التقرير، الذي شابته واقعية سوداوية إلى حدّ ما، دعوات من قبل خبراء، جاءت واضحة، للتوقف عن استخدام المواد الأحفورية كمصدر لتوليد الطاقة بسبب التلوث الذي يتسبب به.

وترتفع هذه الأصوات في ظلّ مستوى حرارة عالمي غير مسبوق، حيث كانت السنوات الخمس الماضية الأسخن منذ 1850.

ويعلم الجميع أنه بدون التزامات لا لبس فيها من قبل الحكومات والدول، خصوصاً الصناعية منها، لن يكون بمقدور البشرية الحدّ من التغير المناخي، وكبح جماح الكوارث الطبيعية والبيئية التي باتت تتكرر بأشكال أعنف، من فيضانات وحرائق وتصحرّ، شهدناها في كندا والجزائر وألمانيا وبلجيكا وتركيا وروسيا إلخ...

ومن أجل إيقاف ارتفاع درجات الحرارة، أو حتى قلب الموازين وخفضها، يقول كتاب التقرير إنه على البشرية خفض انبعاثاتها إلى حدّ النصف بحلول 2030 والوصول إلى مرحلة الحياد الكربوني في 2050.

دعوة غوتيريش

تعقيباً على التقرير، رأى أمين عام الأمم المتحدة، البرتغالي أنطونيو غوتيريش، أن الوثيقة "تدق جرس استخدام طاقة الفحم الحجري والطاقة الأحفورية"، مضيفاً إنه يجب التخلي عن الاثنين قبل أن يدمّرا كوكب الأرض. ودعا غوتيشريس الدول إلى إنهاء عمليات استكشاف الطاقة الأحفورية والتوقف عن إنتاج "الفيول" والانتقال إلى الطاقات البديلة.

فأي بلاد تمنع حالياً إنتاج واستكشاف النفط والغاز والفحم الحجري؟

6 - فرنسا

في العام 2017 صادق البرلمان الفرنسي على تشريع يمنع إنتاج الغاز والنفط داخل الأراضي الفرنسية بحلول 2040. وتالياً، صار من غير الممكن إصدار تراخيص جديدة من أجل استخراج النفط، كما أن التراخيص الحالية لن تكون قابلة للتمديد.

القرار الفرنسي رمزي بطبيعة الحال، حيث تستخرج فرنسا نحو 850.000 برميل سنوياً، أي ما يعادل ساعة واحدة من الإنتاج في المملكة العربية السعودية. غير أن باريس، التي وُقع اتفاق المناخ فيها في 2015، تأمل في أن تكون خطوتها مشجعة لآخرين.

5 - غرينلاند

تحولت غرينلاد منذ عشر سنوات تقريباً إلى موقع لعمليات استكشاف النفط، حيث يقدّر علماء من المركز الأميركي للدراسات الجيولوجية أن البلاد الباردة تخبّئ تحت الجليد نحو 31 مليار برميل من النفط.

سابقاً هذا العام، قامت الحكومة الاشتراكية المنتخبة حديثاً بوضع مسألة التغير المناخي ضمن أولوياتها. سريعاً سنت تشريعاً يمنع استكشاف النفط ودخل حيّز التنفيذ في تموز/يوليو الماضي، ما أنهى 50 عاماً من طموح لتحويل غرينلاد إلى دولة نفطية.

ومع أن البلاد غنية جداً بالمعادن أيضاً، لكن الحكومة ترى أن الثمن الذي ستدفعه لقاء هذه الصناعة سيكون باهظاً جداً، من الناحية الاقتصادية والبئيية أيضاً، مؤكدةً أن الخطوة اتخذت من أجل أمن "البيئة والثروة السمكية ومشتقاتها والسياحة...".

4 - الدنمارك

وافقت الدنمارك على منع استكشاف واستخراج النفط والغاز في بحر الشمال بحلول 2050. تشكل الخطوة جزءاً من المشروع الحكومة للاقتراب من هدف "الحياد الكربوني". والدنمارك بالمناسبة، تعتبر من أكثر البلدان الأوروبية إنتاجاً للنفط حيث تستخرج سنوياً أكثر من 7.000 طنّ.

وقال وزير البيئة في بيان إن الحكومة تعمل على وضع نهاية لحقبة الطاقة الأحفورية، وتحضر مشاريع من شأنها أن تتوافق مع أهداف قانون المناخ الأوروبي الذي يهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في 2050.

3 - بليز (Belize)

بليز (هندوراس البريطانية سابقاً) منعت التنقيب واستخراج النفط والغاز من مياهها في 2018 هادفة من ذلك إلى حماية شعابها المرجانية. الأخيرة تعدّ الثانية من حيث الحجم بعد الشعاب المرجانية في أستراليا، وتؤوي نحو 1.400 نوع بحري، بما فيها أنواع مهددة بالانقراض بينها قروش ودلافين وسلاحف.

وتقول الحكومة إن كارثة تسرب نفطي بالقرب من تلك الشعاب الواقعة في أميركا الوسطى لا تهدد فقط التنوع الحيوي في البلاد، ولكن أيضاً قطاع السياحة الذي يعتمد على الشعاب المرجانية. وكانت بليز تستخرج يومياً 3000 برميل فقط باليوم.

2 - إسبانيا

أقرت إسبانيا في أيار/مايو من 2021 قانوناً يمنع التنقيب واستخراج النفط والغاز والفحم الحجري في أراضيها بحلول 2042، وذلك بعد نحو عقد على المطالبة بإقراره. القرار بطبيعة الحال يأتي في سياق التوجه الأوروبي العام الذي حددته المفوضية لخفض الانبعاثات الكربونية تدريجياً وصولاً إلى الحياد الكربوني في 2050.

وفي تغريدة عبر تويتر، قال رئيس الوزراء الإسباني، بدرو شانشيز، إن إسبانيا أصبحت "تملك الآن قانوناً بيئياً يخدم مصلحة كوكب الأرض والأجيال المقبلة من أجل مستقبل عادل ومزدهر للجميع".

اعلان

1 -أيرلندا

أقرت أيرلندا سابقاً هذا العام قانوناً يمنع إصدار التراخيص للتنقيب واستخراج المواد الأحفورية على أراضيها. ووصفت الحكومة التشريع بـ"الرسالة القوية الموجهة إلى الداخل والخارج، لإظهار مدى التزام دبلن بالتخلي عن الطاقة الملوثة والبحث عن بدائل مستدامة".

وفي بيان صادر عن مكتب وزير الطاقة، قال إيمن ريان إن الإبقاء على المواد الأحفورية في باطن الأراضي الأيرلندية من شأنه أن يسرّع عملية التحول إلى الطاقات البديلة والمستدامة وبلوغ هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بعد احتجازها لنحو أسبوعين..إيران تُفرج عن ناقلة نفط فيتنامية

إعصار غاماني يقتل نحو 11 شخصا في مدغشقير

شاهد: تساقط ثلوج كثيفة في الولايات المتحدة الأمريكية