مشمسة لكنها منعزلة.. قبرص تكافح لتعزيز الطاقة الخضراء

تُظهر هذه الصورة الألواح الشمسية أمام مئذنة مسجد على سطح منزل قبرصي تقليدي في قرية كالافاسوس في منطقة لارنكا، 7 أكتوبر 2021
تُظهر هذه الصورة الألواح الشمسية أمام مئذنة مسجد على سطح منزل قبرصي تقليدي في قرية كالافاسوس في منطقة لارنكا، 7 أكتوبر 2021 Copyright EMILY IRVING-SWIFT
Copyright EMILY IRVING-SWIFT
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تعمل محطة فاسيليكوس التي تغطي 61,5 في المئة من حاجات الجزيرة من الكهرباء، بواسطة حرق زيت الوقود (الفيول) الثقيل والديزل، وهما من أنواع الوقود الأحفوري، ما يضع قبرص بين أكثر الدول تلويثاً في الاتحاد الأوروبي.

اعلان

تأسف يورغيا موسكو، وهي تتحدث من منزلها المعرّض بكثافة لأشعة الشمس، لعدم توصّل بلدها قبرص بعد إلى تعزيز مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء، رغم كون 340 من أيام السنة في الجزيرة المتوسطية مشمسة.

وفيما تتفحص المرأة الثلاثينية فاتورة الكهرباء المرتفعة، تعرب عن عزمها على "استئجار قطعة أرض" لتركيب ألواح شمسية فيها.

وليست يورغيا وحدها من اختار هذا الحلّ في الجزيرة التي تجذب شمسها وشواطئها السياح، إذ في عام واحد، ازداد عدد الألواح التي ركّبها الأفراد بنسبة 16 في المئة، وفقًا لهيئة الكهرباء القبرصية.

ومع ذلك، تجد قبرص صعوبة في زيادة مساهمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج كهربائها. فعام 2019، كانت الكهرباء المؤمّنة بواسطة هذين المصدرين لا تزال تراوح عند نسبة 13,8 في المئة من إجمالي الإنتاج، أي دون المتوسط الأوروبي (19,7 في المئة)، وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات".

وتأمل قبرص في أن تصل حصة مصادر الطاقة المتجددة من إنتاجها الكهربائي إلى 23 في المئة بحلول سنة 2030، وفقاً لخطة عملها الوطنية.

إلا أن المشكلة تكمن، وفقاً لخبير الكهرباء في مركز "كيوس" القبرصي للأبحاث ماركوس أسبرو، في أن "من الصعب توقّع" حجم إنتاج الطاقة المتجددة.

ويوضح يورغوس مونياتيس، وهو المدير المشارك لمحطة فاسيليكوس، أبرز معامل إنتاج التيار الكهربائي في الجزيرة، أن "الطاقة متوافرة نهاراً من المصادر الكهروضوئية. أما في الليل، فينخفض إنتاجها إلى الصفر".

ويشرح أسبرو أن التعويض عن نقص الطاقة المتجددة "يتطلب أن تكون الشبكة مرنة، والحال في قبرص ليست كذلك" لكون الجزيرة معزولة.

EMILY IRVING-SWIFT
محطة الطاقة فاسيليكوس، جنوب العاصمة القبرصية نيقوسيا، 5 أكتوبر 2021EMILY IRVING-SWIFT

عزلة

ففي حال وجود نقص، لا يمكن لقبرص الاعتماد على شبكة أي دولة مجاورة. فالجزيرة التي تبعد أكثر من 800 كيلومتر عن أقرب السواحل الأوروبية إليها، وهي تلك اليونانية، غير متصلة تالياً بأي نظام كهربائي آخر.

وإلى هذا السبب، يعود بطء تطور الطاقة المتجددة في قبرص مقارنة بالدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، بحسب أسبرو.

ويستلزم تسريع هذا التطور، على قوله، حلاً يضمن توفير الطاقة أثناء فترات انخفاض الإنتاج، أي "التخزين أو الربط البيني مع البلدان الأخرى، وما إلى ذلك".

ولكن رغم توافر تقنيات تخزين الكهرباء من المصادر المتجددة، من الصعب والمكلف راهناً اعتمادها على نطاق واسع، وفقاً لخبراء القطاع.

وفي غرفة التحكم في محطة فاسيليكوس، يشير مونياتيس إلى عمود فارغ على الشاشة، والسبب أن توربينات توليد الطاقة من الرياح لم تكن تتحرك في هذه الساعة، إذ ما مِن نسمة رياح على الجزيرة بأكملها.

ROY ISSA
مزرعة الرياح أليكسيجروس بالقرب من مدينة لارنكا الساحلية الجنوبية في قبرص- مايو2021ROY ISSA

وتعمل محطة فاسيليكوس التي تغطي 61,5 في المئة من حاجات الجزيرة من الكهرباء، بواسطة حرق زيت الوقود (الفيول) الثقيل والديزل، وهما من أنواع الوقود الأحفوري، ما يضع قبرص بين أكثر الدول تلويثاً في الاتحاد الأوروبي.

ويسأل مونياتيس "ماذا عسانا نفعل إذا لم تكن توجد ريح؟". ويضيف "إنه أمر صعب للغاية. لا يمكننا الاعتماد إلا على أنفسنا".

وسعياً منها إلى كسر عزلتها، تعمل قبرص على توقيع عدد من الاتفاقات وإطلاق مجموعة من المشاريع، كمشروع الربط الكهربائي الأوروبي الآسيوي المكلف جداً الذي يشارك في تمويله الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى ربط شبكات الكهرباء في قبرص بشبكات إسرائيل واليونان.

وفي 19 تشرين الأول/أكتوبر، وقعت قبرص واليونان ومصر أيضاً اتفاقاً لاستجرار الطاقة الكهربائية سعياً الى الربط بين الدول الثلاث.

اعلان

مستويات استهلاك عالية

وتواجه قبرص كذلك عاملاً ديموغرافياً يتسبب ببلوغ الاستهلاك مستويات عالية، إذ إن الدولة البالغ عدد سكانها 800 ألف كانت تستقبل قبل جائحة كوفيد-19 نحو أربعة ملايين سائح سنوياً معظمهم في فصل الصيف.

وهذا ما أدى مثلاً إلى ارتفاع حاجات الجزيرة هذه السنة من 300 ميغاواط في الربيع إلى 1200 ميغاواط خلال الصيف، بحسب مونياتيس.

ويضيف المدير المشارك أن "الجميع يشغّلون مكيّفات الهواء خلال النوم" في ليالي الصيف الحارة، ما يضطر معمل فاسيليكوس إلى الاعتماد على وحداته لتوليد الكهرباء "نظراً إلى عدم توافر الطاقة الشمسية ليلاً".

EMILY IRVING-SWIFT
ميليسا أهيرن، المقيمة والشريكة في إنشاء قرية تشيروكيتيا البيئية، أمام المسكن الذي بنته مع شريكها-أكتوبر 2021EMILY IRVING-SWIFT

أما بالنسبة إلى المستهلكين، "فكلفة الكهرباء لا تكفّ عن الارتفاع"، وتقول يورغيا موسكو "إنها تشكّل عبئاً" على موازنة عائلتها.

اعلان

وارتفع سعر الكيلواط في الساعة من 16,97 سنتاً من اليورو نهاية العام 2020 إلى 21,78 سنتاً في آب/أغسطس 2021، أي بزيادة أكثر من 28 في المئة، وفقاً لأرقام هيئة الكهرباء.

وتلاحظ يورغيا موسكو أن تحوّلها إلى اعتماد الطاقة الخضراء لمنزلها سيرتب عليها كلفة باهظة.

وتقول "لا نستطيع تحمّل تنفيذ هذه الخطوة حتى مع مساعدات الدولة".

ولربما يكمن الحل الآخر في اعتماد نمط حياة مختلف. ففي تشيروكيتيا، على مسافة ستة كيلومترات فحسب من فاسيليكوس، يكفي لوحان شمسيان لتلبية حاجات ميليسا أهيرن ورفيق حياتها.

وتقول أهيرن التي عملت طويلاً في مجال الأسواق المالية "كل ما نحتاج إليه هو أربعة مصابيح كهربائية وشاحن هاتف وبطارية كمبيوتر!".

اعلان

المصادر الإضافية • ا ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اكتشاف الغاز الجديد قبالة جزيرة قبرص قد يعزز الإمدادات الأوروبية

رجل مصاب بكوفيد-19 يفارق الحياة خلال رحلة جوية متجهة إلى ألمانيا

ملك الفراولة وملك البيتايا.. رائدا أعمال أنغوليان يراهنان على إمكانات بلدهما الزراعية