وتيرة العواصف الرملية تثقل كاهل العراقيين

نهر دجلة - بغداد
نهر دجلة - بغداد Copyright Hadi Mizban/Copyright 2022 The Associated Press. All rights reserved.
Copyright Hadi Mizban/Copyright 2022 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في كثير من الأحيان اضطرت المطارات إلى تعليق رحلاتها بسبب تدني الرؤية. ومجددا علق مطار بغداد الدولي الأحد رحلاته لعدة ساعات. وأعلنت وزارة الصحة الإثنين عن توجه أكثر من 500 شخص إلى المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، غداة هبوب عاصفة رملية جديدة.

اعلان

رغم العواصف الرملية أو الترابية، لا يستطيع عامل التوصيل ميلاد متي تحمل خسارة يوم عمل، ومثل الغالبية العظمى من العراقيين لا يخفي سأمه من هذه الظاهرة التي اتخذت أبعاداً غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة.

للتنقل في شوارع بغداد على دراجة نارية وتوصيل وجبات الطعام للزبائن، يقوم الشاب البالغ من العمر 30 عاماً بتجهيز نفسه قدر الإمكان، فيضع نظارات للاحتماء من الغبار وغطاء رمادي للرقبة يسحبه فوق فمه وأنفه ليتمكن من التنفس.

مع هبوب عشرات من هذه العواصف منذ منتصف نيسان/أبريل، ألف أهل العراق الاستيقاظ على سماء رمادية يعكرها الغبار - هذا عندما لا تلف هالة برتقالية مدن البلاد.

الرؤية غير واضحة. وتشعر بأنك تختنق من الحر. تختنق ولا تستطيع التحمل وعليك شرب العصائر والسوائل حفاظاً على سلامتك

في كثير من الأحيان اضطرت المطارات إلى تعليق رحلاتها بسبب تدني الرؤية. ومجدداً علق مطار بغداد الدولي الأحد رحلاته لعدة ساعات. وأعلنت وزارة الصحة الإثنين عن توجه أكثر من 500 شخص إلى المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، غداة هبوب عاصفة رملية جديدة.

ويقول متي في إحدى ساحات بغداد المكتظة "إنها أول سنة تكثر فيها العواصف الترابية". فخلال أول يوم أحد من شهر تموز/يوليو، كان عليه تحمل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية وعاصفة ترابية جديدة. يضيف الشاب الثلاثيني قوله: "الرؤية غير واضحة. وتشعر بأنك تختنق من الحر. تختنق ولا تستطيع التحمل وعليك شرب العصائر والسوائل حفاظاً على سلامتك".

متي متزوج ولا يمكنه التغيب عن شغله الذي يحصل من خلاله على راتب شهري قدره 600 دولار، ويوضح قائلا: "لا يمكنني أن أوقف العمل لدي عائلة وعلي أن أتحمل هذه المسؤولية".

AHMAD AL-RUBAYE/AFP
عامل ينظف طريقاً خلال عاصفة رملية في محافظة ديالى العراقية، 3 يوليو / تموز 2022.AHMAD AL-RUBAYE/AFP

ربو ومشاكل في الجهاز التنفسي

رغم الحرارة الشديدة في مدينة تنتصب فيها المباني الخرسانية، يزداد عدد المارة الذين يضعون أقنعة، في بلد لم يستخدم فيه معظم السكان الكمامات خلال جائحة كوفيد-19.

على شرفة مقهى مقفر حيث غطت طبقة من الغبار كراسي الجلد الأسود، يهم نادل يحيط خصره بمريلة بنية اللون بمسحها بقطعة قماش مبللة، ثم يستخدم خرطوماً لغسل الأرض بالماء.

في أيار/مايو، أسفرت العواصف الرملية عن مصرع شخص بينما تلقى ما لا يقل عن 10 آلاف شخص العلاج في المستشفى بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي.

وتضرر بشكل رئيسي المسنون والمصابون بالربو أو بخلل في الجهاز التنفسي وأمراض القلب والذين يعتبرون الفئات الأكثر عرضة للخطر، وفقاً للسلطات الصحية.

ويقول الطبيب سيف علي عبد الحمزة رئيس الاطباء المقيمين في مستشفى الكندي: "ازدادت شدة العاصفة كثيراً ... وخلال الاسابيع القليلة الماضية ازدادت الأيام التي تحدث فيها العواصف ومن ثم نسبة حالات الاختناق نتيجة لها"، ويضيف قائلا: "أغلبية المرضى المراجعين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والتحسس القصبي وغالبيتهم من كبار السن".

AHMAD AL-RUBAYE/AFP
برج مراقبة للجيش العراقي خلال عاصفة رملية في بلدة الخالص بمحافظة ديالى العراقية، 3 يوليو / تموز 2022.AHMAD AL-RUBAYE/AFP

"مليارات تنفق على امور تافهة"

وتقول السلطات إن العراق هو أحد الدول الخمس الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي والتصحر، وهي من عوامل تكاثر العواصف الرملية. وعلى مدى العقدين المقبلين من المتوقع أن تشهد البلاد "272 يوماً من الغبار" سنوياً، وفي عام 2050 سيتم الوصول إلى عتبة 300 يوم وفقاً لمسؤول من وزارة البيئة.

ومن الإجراءات الموصى بها لمكافحة هذه الظاهرة، ذكرت السلطات إنشاء أحزمة خضراء حول المدن. لكن الدولة التي يبلغ عدد سكانها 41 مليون نسمة تعاني أيضاً من نقص المياه وانخفاض هطول الأمطار.

ويقول رزاق جاسم وهو كهربائي: "كان لدينا من قبل حزام أخضر حول بغداد وسيعود بالفائدة إذا أعيد زرعه"، مشيراً إلى "تقصير" من قبل السلطات. ويضيف قائلا: "لدينا المليارات تنفق على امور تافهة" في بلد غني بالمحروقات.

يضيف جاسم أنه اعتاد على العواصف حتى لو أدت إلى تعقيد وإبطاء وتيرة العمل، ويقول أثناء استراحة في محل يتولى فيه تركيب الإضاءة: "تضع كمامة، وهي مزعجة قليلاً تشعر معها وكأنك تختنق وتريد نزعها. تنزعها فتتنشق التراب. فتعيدها. نحن نغسل وجهنا وفمنا كل ساعة".

أما المنازل فتحتاج لأعمال التنظيف المستمرة، ويقول: "كل ما تزول عاصفة نقوم بحملة لغسل البيت كله. مهما كان البيت مقفلاً يدخله التراب". لكن الرجل البالغ من العمر 35 عاماً والمتزوج ولديه ثلاثة أطفال يقول إن لا مجال للاستسلام، ويضيف قائلا: "كل شي عندنا أصبح بالمال .. لم يعد للحكومة أي شيء تقدمه لنا. ... عندما نموت سنتوقف عن العمل. ما دمنا على قيد الحياة علينا مواصلة العمل".

المصادر الإضافية • ا ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بدون تعليق: عواصف مميتة تضرب بعض المدن الأوروبية

عاصفة عنيفة في النمسا تخلف خمسة قتلى بينهم طفلتان

أستراليا تدعو عشرات آلاف السكان إلى إخلاء منازلهم تحسبا لحدوث فيضانات