لدى ألاسكا أكبر كميات من الثلوج مقارنة بأي دولة أخرى في العالم ما يجعلها أكثر من غيرها عرضة لخطر تغير المناخ جراء تزايد تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري
كشفت دراسة حديثة أن حقل جونو الجليدي فيألاسكا الذي يضم أكثر من 100 جبل جليدي يشهد ذوبانا متسارعا.
وقالت صاحبة البحث بيثان ديفيس من جامعة نيوكاسل في انجلترا: "لقد وجدنا أن الحقل الجليدي يتقلص بنسبة خمسة مرات أسرع عما كان عليه بين فترتي 1948-1948".
وقد أجرى العلماء مراقبة دقيقة لمستوى الثلوج في هذا الحقل الممتد على مساحة 1500 ميل مربع (3884 كلم مربع) وهذا منذ عام 1948 وأضافوا بيانات أخرى يعود تاريخها للقرن الثامن عشر. وقد لاحظوا أن كمية الثلوج قد تقلصت مقارنة مع الكمية القصوى التي بلغتها في نهاية العصر الجليدي عام 1850. لكن وتيرة الذوبان تسارعت منذ عشر سنوات بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة نايتشر كومينيكايشن. بل أن معدل سرعة هذا الذوبان قد بلغ نحو 50 ألف غالون في الثانية الواحدة. ويعزو العلماء سبب الظاهرة إلى التغير المناخي.
تقول ديفيس: "ما يحدث هو أننا بسبب هذا التغير، أصبح موسم الشتاء أقصر وفصل الصيف أطول. ولذلك باتت كمية الذوبان أكثر كما أن موسمه طال أيضا".
وبحسب الدراسة فإن الجليد والثلج الأبيض يعكسان حرارة الشمس فيما تقوم الصخور السوداء بامتصاصها، ما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان كميات أكبر من الثلوج في رد فعل عكسي يضخّم ويسرّع في وتيرة الذوبان الناجمة عن ظاهرة الاحترار.
ويعتبر خط ارتفاع الثلوج العنصر الأساسي في هذا المشهد. إذ يمكن لها أن تختفي صيفا تحت هذا الخط لكن إذا ما بقيت فوق الخط فإنه يمكن ضمان وجود الغطاء الثلجي طول العام. وتقول ديفيس أن خط الثلج ذاك مستمر في التحرك إلى أعلى.
وتضيف المتحدثة قائلة: لدى ألاسكا أكبر كميات من الثلوج مقارنة بأي دولة أخرى في العالم ما يجعلها أكثر من غيرها عرضة لخطر تغير المناخ جراء تزايد تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وتتوقع ديبفس أن هذا سيزيد في تسريع معدل ارتفاع مستوى سطح البحر وهذا أمر بالغ الأهمية إذا ما كان الشخص يعيش في مدينة ساحلية مثل جونو حسب رأيها.