شهد الأسبوع الماضي وقوع كوارث طبيعية مأساوية في آسيا نتيجة الأمطار الغزيرة، حيث أودت بحياة أكثر من 250 شخصًا في الهند والصين، بينما لقي ثلاثة آخرون حتفهم في باكستان. كما شهدت كوريا الشمالية فيضانات واسعة بالقرب من الحدود مع الصين.
تزامن هذا الارتفاع في حدة الكوارث مع موسم الرياح الموسمية والأعاصير في آسيا، وقد تفاقمت هذه العواصف بسبب تغير المناخ الذي يزيد من شدة الأمطار. وقد أسفرت هذه الأمطار عن حدوث انهيارات أرضية وفيضانات واسعة النطاق، مما دمر المحاصيل وأتلف المنازل وأودى بحياة العديد من الأشخاص.
تشير البيانات التاريخية إلى أن الصين تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة وزيادة في الأمطار الشديدة، كما أفادت إدارة الأرصاد الجوية الصينية في تقريرها الأخير الذي يتوقع استمرار هذه الأحوال الجوية القاسية خلال السنوات الثلاثين القادمة.
وفي ظل هذه الظروف، أطلقت الحكومات خططًا للوقاية من الكوارث بهدف التخفيف من الأضرار. تسارع فرق الإنقاذ لإجلاء الناس من المناطق المهددة بالفيضانات وتقديم الإمدادات إلى المناطق المعزولة بواسطة الطائرات المروحية.
الصين: العاصفة "غامي" تُسقط الضحايا وتفاقم الكوارث
تسببت العاصفة المدارية "غامي" في وفاة أكثر من 30 شخصًا في الفلبين و10 في تايوان قبل أن تضعف إلى عاصفة مدارية وتواصل تأثيرها في الصين. في مقاطعة هونان، أدت الأمطار إلى حدوث انهيار أرضي ضرب بيت ضيافة، مما أسفر عن وفاة 15 شخصًا. كما عثر على جثث ثلاثة أشخاص آخرين في هونان، بينما أعلنت السلطات في مدينة زيكسينغ عن وفاة 30 شخصًا في الفيضانات، مع 35 آخرين مفقودين. شهدت الصين 25 فيضانا رئيسيا هذا العام، وهو العدد الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1998.
الهند: وفيات ودمار هائل في ولاية كيرالا
أسفرت الأمطار الغزيرة التي اجتاحت ولاية كيرالا الجنوبية في الهند عن تدفق الطين والمياه عبر مزارع الشاي والقرى، مما أسفر عن دمار هائل. تم تدمير الجسور وهدم المنازل، وبدأت عمليات البحث لليوم الرابع حيث تضاءلت آمال العثور على ناجين. تم العثور على جثث على بُعد يصل إلى 30 كيلومترًا من مواقع الانهيارات الأرضية، وتُظهر التقارير أن 201 شخص لقوا حتفهم، بينما لا يزال نحو 200 آخرين في عداد المفقودين.
كوريا الشمالية: فيضانات هائلة دون معلومات دقيقة عن الوفيات
تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان نهر يالو، الذي يفصل بين كوريا الشمالية والصين، مما أدى إلى غمر 4,100 منزل و3,000 هكتار من الأراضي الزراعية. لم تقدم وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية معلومات دقيقة عن الوفيات، لكن الزعيم كيم جونغ أون أشار إلى وجود ضحايا في تصريحاته، مُوجهًا اللوم إلى المسؤولين عن إهمال الوقاية من الكوارث، مما تسبب في "الضرر الذي لا يمكن تحمله".
باكستان: أمطار قياسية تودي بحياة ثلاثة أشخاص
في باكستان، تسببت الأمطار القياسية التي ضربت مدينة لاهور في فيضان الشوارع ووفاة ثلاثة أشخاص، وذلك بعد 99 حالة وفاة مرتبطة بالأمطار في الشهر السابق. سجلت بعض مناطق لاهور 353 ملم من الأمطار في بضع ساعات، محطمًا رقمًا قياسيًا لم يُسجل منذ 44 عامًا. الأضرار كانت شديدة، حيث دخلت المياه إلى بعض أقسام المستشفيات في العاصمة البنجابية.
سجلت باكستان أمطار شهر أبريل/نيسان الأكثر رطوبة منذ عام 1961، حيث هطلت أكثر من ضعف الأمطار المعتادة خلال الشهر. وقد ألقى خبراء الأرصاد الجوية والعلماء باللوم على تغير المناخ في هطول الأمطار الموسمية الغزيرة غير المعتادة.