Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

"يشبه النيازك".. نبات عمره 400 مليون سنة يعيد تشكيل فهم المناخ

صورة تعبيرية لسيدة وسط نبات
صورة تعبيرية لسيدة وسط نبات حقوق النشر  AP Photo
حقوق النشر AP Photo
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

يُعدّ نبات "ذيل الحصان" من أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض، إذ يعود وجوده إلى ما قبل ظهور الديناصورات.

كشف فريق بحثي في جامعة نيو مكسيكو عن خاصية استثنائية في نبات "ذيل الحصان" قد تعيد تشكيل فهمنا لتاريخ المناخ الأرضي على امتداد مئات الملايين من السنين.

توصل فريق بحثي برئاسة البروفيسور زاكاري شارب من قسم علوم الأرض والكواكب في الجامعة إلى أن الماء المار عبر الأنسجة الوعائية للنبات يخضع لعملية تنقية طبيعية قوية، تُعدّل تركيب نظائر الأكسجين فيه لدرجة دفعت العلماء إلى مقارنته بمصادر من خارج كوكب الأرض.

ويصف شارب هذه البنية النباتية بأنها "أسطوانة يبلغ طولها متراً وتحتوي على مليون ثقب موزّعة بشكل منتظم"، مضيفاً: "إنها إعجاز هندسي. لا يمكننا تصنيع أي شيء مشابه لها في المختبر".

وجمع الفريق عيّنات من نبات "ذيل الحصان" الأملس (Equisetum laevigatum) على ضفاف نهر ريو غراندي في نيو مكسيكو، وحلّل تدرّج نسب نظائر الأكسجين من قاعدة النبات إلى أطرافه العليا. وفوجئ الباحثون بأن العيّنات المأخوذة من القمة سجّلت قيماً "لم تُسجّل من قبل في أي نظام بيولوجي على الأرض"، وفق قول شارب.

وأوضح خلال عرض نتائج الدراسة في مؤتمر غولدمان للكيمياء الجيولوجية في براغ في يوليو الماضي أن "هذه القيم، لو عُثر عليها في مختبر منفصلةً عن سياقها النباتي، لاعتُبرت مؤشّراً على أصل نيزكي، لكنها في الواقع تهبط إلى درجات مذهلة من الانخفاض".

وتكمن أهمية الاكتشاف في قدرته على تفسير أنماط غامضة سُجّلت سابقاً في نباتات صحراوية أخرى، وتقديم نموذج مناخي جديد يدمج التأثيرات الفريدة لنباتات مثل"ذيل الحصان" في تركيب الماء الذي تمتصّه.

ويشير شارب إلى أن نباتات "ذيل الحصان" المتحجرة، التي كانت تنمو في العصور الكربونية بارتفاعات تصل إلى 30 متراً، تحتفظ في أنسجتها بهياكل دقيقة من السيليكا تسمى "فايتوليثات". وهذه الهياكل قادرة، وفق الدراسة، على الحفاظ على نسب نظائر الأكسجين دون تغيّر على امتداد ملايين السنين.

ويُشّبه الباحث هذه الفايتوليثات بـ"سجلّ طبيعي قديم للرطوبة"، يساعد العلماء على معرفة مدى رطوبة البيئة قبل ملايين السنين. ويضيف: "أصبح بإمكاننا الآن البدء في إعادة بناء مناخ العصور التي كانت الديناصورات تعيش فيها".

ويُعدّ نبات "ذيل الحصان" من أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض، إذ يعود وجوده إلى ما قبل ظهور الديناصورات. واليوم، بفضل هذا البحث، لم يعد هذا النبات مجرد بقايا أحفورية أو نباتاً هامشياً في الأراضي الرطبة، بل شاهداً دقيقاً على التحوّلات المناخية التي مرّت بها الأرض عبر العصور.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة