المرضى من ذوي البشرة السوداء، أو الذين لديهم تأمين صحي عام أو غير مؤمّنين، أو الذين يعانون أمراضًا مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة، بحسب الدراسة.
حدّد باحثون عوامل مرتبطة بالبقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين تم تشخيصهم مبدئيًا بسرطان الثدي المنتشر في مركز "يو تي ساوثويسترن" الطبي والمواقع التابعة له. وقد نُشرت نتائجهم في مجلة Communications Medicine، حيث أدرجت بعض الخصائص الديموغرافية والسريرية التي ينبغي أخذها في الاعتبار لدى السكان المحليين عند وضع خطط العلاج الفردية للمرضى.
وقال الدكتور إسحق تشان، الحاصل على درجتي الطب والدكتوراه وأستاذ مساعد في قسم الطب الباطني ـ فرع أمراض الدم والأورام وعضو مركز هارولد سيمنز الشامل للسرطان في جامعة تكساس الجنوبي الغربي: "إن فهم عوامل الخطر المحلية وأنماط الممارسة الإقليمية يمكن أن يوجّه نحو رعاية متعددة التخصصات أكثر دقة، مما يساعد الأطباء على تحديد المرضى الأكثر عرضة لنتائج أسوأ وتقديم إدارة علاجية أكثر تخصيصًا".
وأشار الدكتور تشان إلى أن باحثين آخرين بنوا قواعد بيانات وطنية تحتوي على معلومات من آلاف المرضى للبحث عن مؤشرات في سرطان الثدي النقيلي تساعد في فهم من هم الأفراد الأكثر عرضة لنتائج سيئة. غير أن الأعداد الكبيرة قد تُخفي أحيانًا النتائج الخاصة بمجموعات سكانية محلية محددة.
وللتغلب على هذه المشكلة، أنشأ تشان وزملاؤه "دراسة سرطان دالاس النقيلي" (Dallas Metastatic Cancer Study)، وهي قاعدة بيانات تتبّع المرضى المصابين بأمراض سرطانية منتشرة الذين عولجوا في جامعة تكساس الجنوبي الغربي والمواقع التابعة لها، بما في ذلك نظام "باركلاند هيلث" منذ عام 2010. واستخرج الباحثون بيانات المرضى الذين تم تشخيصهم لأول مرة بسرطان الثدي النقيلي بين عامي 2010 و2021، ودرسوا الخصائص السريرية والديموغرافية بحثًا عن العوامل التي ترتبط بقصر مدة البقاء على قيد الحياة.
وأظهرت النتائج أن المرضى من ذوي البشرة السوداء، أو الذين يمتلكون تأمينًا صحيًا عامًا أو يفتقرون للتأمين، أو الذين يعانون أمراضًا استقلابية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو الذين انتشر السرطان لديهم إلى أعضاء معينة مثل الدماغ أو الكبد أو الرئتين، كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنةً بغيرهم ممن لا يعانون من هذه العوامل.
وقال الدكتور تشان إن سبب ارتباط هذه المتغيرات بانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة سيكون محور الأبحاث المستقبلية. وأضاف أنه في غضون ذلك، قد يتمكن الأطباء من تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة من خلال مراقبة المرضى الذين يعانون من عوامل الخطر هذه عن كثب.