الهند تلجأ إلى لوبيات برلمانية في الاتحاد الأوروبي لتلميع حضورها في كشمير

شرطي هندي يقف في شارع من شوارع سريناغار - 2019/10/31
شرطي هندي يقف في شارع من شوارع سريناغار - 2019/10/31 Copyright رويترز
Copyright رويترز
بقلم:  Seana DavisHelena Skinner
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

حضر وفد أوروبي إلى كشمير بدعوة غير رسمية من رئيس الوزارء الهندي ناراندرا مودي، وواجهت الزيارة الكثير من الانتقادات لأنها كانت تفتقد إلى الشفافية بشأن الطرف الذي نظمها ودفع تكاليفها.

اعلان

أول الوفود الأجنبية التي حطت الرحال في الشطر الهندي من كشمير المتنازع عليه مع باكستان، كان وفدا أوروبيا، وذلك منذ تغير الدستور حين أصدرت نيودلهي بشأن الإقليم قرار إلغاء الحكم الذاتي الذي كانت تتمتع به المنطقة، وتقسيمها إلى إقليمين اتحاديين في آب/أغسطس الماضي.

حضر الوفد الأوروبي إلى المنطقة بدعوة غير رسمية من رئيس الوزارء الهندي ناراندرا مودي، وواجهت الزيارة الكثير من الانتقادات لأنها كانت تفتقد إلى الشفافية بشأن الطرف الذي نظمها ودفع تكاليفها.

النائب البرلماني البريطاني "بيل نيوتن دن" عن حزب الديمقراطيين الأحرار كان واحدا من بين 23 نائبا قاموا بهذه الزيارة إلى المنطقة المتنازع عليها.

بيل نيوتن دن
محلات تجارية في مدينة سريناغار - كشميربيل نيوتن دن

وعن ظروف الزيارة قال نيوتن إن الوفد شق طرقات سريناغار لنصف ساعة، وإن المحلات التجارية كانت مفتوحة وإن الحياة بدت عادية، ثم تحدث عن الاجتماع في أحد فنادق المنطقة مع نحو مائتي شخصية من المجتمع المدني والزعماء.

اجتماع الوفد الأوروبي بجمعيات المجتمع المدني في أحد فنادق كشمير - بيل نيوتن دن -

واعتبر نيوتن أن تلك الفئة من المجتمع المدني كانت معبرة في حد ذاتها وممثلة لشريحة واسعة لسكان المنطقة. في المقابل قال أنورادا باسين المحرر في "كشمير تايم" المحلية، إنه لم يكن له علم بأي اجتماع مع أي جمعية من المجتمع المدني.

من ناحيته نأى الاتحاد الأوروبي بنفسه عن ظروف الزيارة، وفي تصريح ليورونيوز قال إن تلك الزيارة ليس له علم بها، وإنها لا تمثل البرلمان الأوروبي، نافيا الصفة الرسمية عن ذلك الوفد كونه ليس جزءا من وفد برلماني أوروبي رسمي.

ولمعرفة كيفية تنظيم الزيارة اتصلت يورونيوز بالنائب كريس ديفيس من حزب الديمقراطيين الأحرار أيضا، والذي دعته في 7 من الشهر الماضي مادي شارما مديرة مؤسسة بحثية في بروكسل تسمى "ويست" (دبل يو. إي. أس. تي. تي.)، ولكن لا يعرف ممولها.

وقد أعربت شارما في رسالتها أن مؤسستها ستنظم لقاء مع شخصيات بارزة، منها رئيس الوزراء الهندي "الذي يرغب في لقاء شخصيات مؤثرة في الاتحاد الأوروبي" على حد تعبيرها.

رسالة البريدا لالكتروني التي بعث بها النائب كريس ديفيس إلى يورونيوز

وعندما طلب ديفيس من الجهة المنظمة بأن يسمح له بالتحدث بحرية مع سكان كشمير، دون حضور للجيش الهندي، أعلمته شارما بعد يومين من وصول رسالته أن عدد المدعوين تجاوز الحد المطلوب، وأنه تم التخلي عن استضافته. وقال ديفيس ليورونيوز، إنه يعتقد أن أعمال الحكومة الهندية في كشمير تخون أفضل القيم، في ديمقراطية كبرى.

ورغم أن "ويست" هي من نظم الرحلة، فإن المعهد الدولي للدراسات غير المنحازة "إي إي ان أس"، هو الذي قام بالتمويل. ولم توضح شارما من خلال رسالتها الالكترونية العلاقة بين مؤسستها "إي إي ان أس" والحكومة الهندية.

مجموعة سريفاستافا

تصف "إي إي ان أس" نفسها كمنصة لمئات ملايين الأشخاص في العالم الثالث لابلاغ اصواتهم وهي على صلة باعلى مستويات المنظمات غير الحكومية المرتبطة بمجلس الأمم المتحدة الاقصادي والاجتماعي.

إن "إي إي ان أس" هي جزء من مظلة منظمة اوسع، تعرف بمجموعة سريفاستافا المنخرطة في جملة من الاعمال الربحية حول العالم، بدءا من وسائل الاتصال وصولا إلى المناجم، ويتوافق عنوانها مع عنوان مجلة "إي بي اليوم"، التي نشر موقعها عديد المقالات من روسيا اليوم، والمقالات المعادية لباكستان.

ولا تدرج مجموعة سريفاستافا اسم مجلة "إي بي اليوم" ضمن نشرياتها، رغم أن تحقيقات أخيرة لاحدى المنظمات الأوروبية غير الحكومية وجدت عديد الروابط بين المجموعة والمجلة.

ارتباطات بوسائل إعلام هندية

تندرج صحيفة "نيودلهي تايمز" الصادرة في العاصمة الهندية ضمن مجموعة سريفاستافا، ولديها 188 الف متابع على تويتر، وكان من البرلمانيين الأوروبيين الذين أدوا الزيارة إلى كشمير كتبوا لهذه الصحيفة كما كتبوا لصحيفة "إي بي اليوم"، ومن بينهم النائب البولندي ريسزار زارنسكي المنتمي للمحافظين الأورويين ومجموعة الاصلاح، وكان مقاله بتاريخ 5ايلول/سبتمبرالماضي تحت عنوان "كشمير الهندية تكافح الارهاب". كما أن شارما نفسها هي مراسلة صحيفة "نيودلهي تايمز" في الاتحاد الأوربي وقد كتبت مقالات للصحيفتين.

سجل الشفافية

عندما استدعت شارما البرلمانيين في البداية، أشارت إلى أن مؤسستها البحثية مدرجة في سجل الشفافية، الذي يأتي ضمن محاولة المفوضية الاوروبية وبرلمان الاتحاد الأوروبي لإضفاء الشفافية على عمل اللوبيات في بروكسل، فمن أراد اللجوء إلى اللوبيات إن كانوا برلمانيين أو مفوضين أو منظمات أو أفراد، فإنه يتعين عليهم أن يشيروا إلى ذلك في السجل ثم يحصلون على بطاقة لوبي، والمعلومات المشار إليها تتعلق بالميزانية المخصصة لذلك التعاقد، والعنوان والغرض من اللجوء الى اللوبي، وكل ذلك دون ضرورة تقديم وثائق رسمية، والسجل غير موثق قانونيا، ومع ذلك يعتبر البرلمان الأوروبي السجل أمرا واقعا.

وفيما يتعلق برحلة كشمير فإنه ليس هناك ما يشير إلى تسجيل العمل اللوبي، ومن ينخرط فيه وما الذي تتضمنه الرحلة، ولم تكن هناك قاعدة بيانات مركزية في السجل.

وأقر فيكتور تسكسيرا العامل في مؤسسة للشفافية الدولية إلى يورونيوز، أن قائمة أعضاء الوفد كانت اختيارية، وأن نظام عمل اللوبيات في بروكسل يجعل البرلمانيين الاوروبيين عرضة للانتقاد، وليسوا محميين بما فيه الكفاية.

للمزيد على يورونيوز:

فيديو: تجدد الاشتباكات على حدود كشمير وباكستان تتضامن مع الإقليم برفع أكبر علم في العالم

اعلان

واشنطن تدعو نيودلهي إلى تخفيف القيود المفروضة على كشمير "بسرعة"

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الشرطة الهندية تمنع تجمعات في نيودلهي على خلفية اضطرابات قانون الجنسية