طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بحرمان إسرائيل من المشاركة في البطولات الرياضية العالمية طالما استمرت حربها في غزة، مشددًا على أن الرياضة لا يمكن أن تكون غطاءً لانتهاكات أو وسيلة لـ"تجميل العدوان".
دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى منع إسرائيل من المشاركة في المسابقات الرياضية الدولية ما لم تُنهِ الحرب في غزة، مُضيفًا أن الدول لا يمكنها استخدام الفعاليات البارزة لـ"تلميع هجماتها".
وجاء تصريح سانشيز بعد يومٍ تصاعدت فيه التظاهرات المناهضة لمشاركة الفريق الإسرائيلي في طواف إسبانيا، ما اضطر المنظمين إلى إنهاء المرحلة الختامية مبكرًا بسبب المواجهات مع الشرطة. حيث خرج نحو 100 ألف متظاهر إلى الشوارع، وأفادت الحكومة الإسبانية بإصابة 22 شرطيًّا واعتقال شخصين خلال الاشتباكات.
وكان سانشيز قد تعرّض لانتقاداتٍ عديدة من خصومه بعد إشادته بالمظاهرات قبل ساعة من تعطيل السباق، حيث عبّر عن "إعجابه العميق" بكل من احتجوا سلميًا ضد مشاركة فريق إسرائيل-بريميير تك، وقال إنه فخور بالشعب الإسباني "الذي يتحرك من أجل قضايا عادلة مثل فلسطين"، مُضيفًا: "اليوم، تضيء إسبانيا مثالًا يُحتذى به وتقدم نموذجًا للمجتمع الدولي في الدفاع عن حقوق الإنسان".
وبعد إنهاء السباق، اتهم خصوم سانشيز بإثارة الفوضى وتشويه سمعة إسبانيا عالميًا. وقال ألبرتو نونيز فيخيو، زعيم حزب الشعب المحافظ، إن رئيس الوزراء "يفتخر بسلوك هؤلاء القلة الذين أظهروا دعمهم لغزة برمي الحواجز على ضباط الشرطة الوطنية"، مُضيفًا أن الحكومة "سمحت وأدت إلى عدم اكتمال السباق، مما تسبب في إحراج دولي بُث عبر وسائل الإعلام عالميًا".
كما اتهمت إيزابيل دياز أياسو، رئيسة حزب الشعب في منطقة مدريد، سانشيز بتحمّل المسؤولية المباشرة عن كل حادثة وقعت، سواءً تعلّقت بإيقاف السباق أو بأي اعتداء، مؤكدةً على الضرر الذي لحق بالرياضة والبلاد.
مع ذلك، خرج رئيس الوزراء بتصريحات أكثر حدة، حيث أعرب عن أمله في أن تدفع أحداث الأحد في مدريد الدول الأخرى إلى إعادة النظر في مسألة مشاركة إسرائيل في الأحداث الرياضية الكبرى، قائلًا: "أعتقد أن النقاش الذي بدأ بعد ما حدث هنا في مدريد ينبغي أن يمتد إلى جميع أنحاء العالم".
ولفت إلى" أن المنظمات الرياضية بحاجة للتساؤل عن مدى أخلاقية استمرار مشاركة إسرائيل في المسابقات الدولية".
وكان قد طالب رئيس الوزراء في أيار/مايو الماضي باستبعاد تل أبيب من مسابقة الأغنية الأوروبية، وهو مطلب أكدت عليه وزيرة الثقافة الإسبانية مؤخرًا.
وأكد على أن العالم يرى أن أوروبا تتبع "معايير مزدوجة" فيما يخص أوكرانيا وغزة، وأنها إذا ما استمرت بهذه الطريقة سوف تقوّض مكانتها العالمية.
وعلى الرغم من أن فريق إسرائيل-بريميير تك مملوك بشكلٍ خاص وليس حكوميًا، إلا أنه يتبع لرجل الأعمال سيلفان آدامز، الصديق المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي دعا بدوره الرياضيين المشاركين فيه إلى عدم "الاستسلام للكراهية والترهيب"، مؤكدًا أنهم جعلوا إسرائيل فخورة.
في المقابل، رأت الحكومة الإسرائيلية في موقف سانشيز "هجومًا مستمرًا على إسرائيل ومعاداةً للسامية"، وزعمت أن رئيس الوزراء الإسباني مسؤول عن مشاهد الأحد.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: "الجموع المؤيدة للفلسطينيين استجابت للرسائل التحريضية ودمرت سباق لا فويلتا للدراجات، ما أدى إلى إلغاء الحدث الرياضي الذي كان مصدر فخر لإسبانيا. سانشيز وحكومته – عار على إسبانيا!"