في استعراض للقوة النووية الروسية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح اختبار مسيّرة بحرية تعمل بالطاقة النووية وقادرة على حمل رؤوس نووية، مؤكداً أن هذا السلاح الجديد "لا يمكن اعتراضه"، في رسالة واضحة إلى واشنطن بأن موسكو ماضية في تعزيز ترسانتها النووية.
خلال لقائه جنوداً جرحى من الحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن المسيّرة "بوسيدون" جرى اختبارها يوم الثلاثاء أثناء تشغيلها بالطاقة النووية للمرة الأولى، مشيداً بما اعتبره "اختباراً ناجحاً". وأكد أن المسيّرة تتميّز بسرعتها، وأضاف: "لا توجد وسيلة لاعتراضها".
كما أشار إلى أن المفاعل النووي الذي يزوّد "بوسيدون" بالطاقة أصغر بمئة مرة من المفاعلات الموجودة في الغواصات، في حين أن قوة رأسها النووي "تفوق بشكل كبير" القوة التدميرية لصاروخ "سارمات" الباليستي العابر للقارات الذي تطوّره روسيا.
وبحسب مصدر في المجمع الصناعي العسكري الروسي، فإن "بوسيدون"، وهي مسيّرة بحرية مصممة للردع النووي، تعمل بكفاءة في عمق يزيد على كيلومتر واحد، وبسرعة نتراوح بين 60 و70 عقدة، مع صعوبة رصدها أو اعتراضها، وفقاً لتصريحات كانت قد نقلتها في وقت سابق وكالة الأنباء الرسمية "تاس".
رسائل إلى واشنطن؟
جاءت تصريحات بوتين بعد ثلاثة أيام فقط من إشادته بنجاح اختبار صاروخ كروز روسي يعمل بالدفع النووي، وهو صاروخ "بوريفيستنيك" المجنّح، في خطوة بدت بمثابة رسالة جديدة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفادها أن موسكو لن تتراجع عن مواقفها المتشددة في الملف الأوكراني.
وبينما يدعو ترامب إلى وقف سريع لإطلاق النار ويواصل فرض عقوبات على قطاع النفط الروسي، يذكّر بوتين واشنطن وحلفاءها بقدرات بلاده النووية لدعم مطالبه في المفاوضات.
وكان بوتين قد أشار لأول مرة إلى "بوسيدون" في خطاب عام 2018، إلى جانب مجموعة من الأسلحة النووية التي وصفها بأنها "لا تُقهر". وذكرت وسائل إعلام روسية حينها أن المسيّرة صُممت لتنفجر بالقرب من السواحل، مطلقة تسونامي إشعاعياً مدمراً.
ومنذ شباط/ فبراير 2022، ومع بدء الحرب في أوكرانيا، يلوّح بوتين مراراً بالقوة النووية الروسية، مؤكداً أن موسكو مستعدة لاستخدام "كل الوسائل" لحماية مصالحها الأمنية.
ويأتي حديثه الأخير في سياق إبراز القدرات العسكرية الروسية، بعد تعليق الرئيس الأمريكي القمة التي كانت مقرّرة في بودابست وإعلانه أول حزمة من العقوبات ضد روسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض.