سبق لـ"غروك" أن نشر معلومات مضللة حول هجمات باريس عام 2015، وزعم أن ضحايا الهجوم على قاعة "باتاكلان" عذبوا بتشويه أعضائهم التناسلية، مع اختلاق "شهادات" من "شهود" غير حقيقيين.
أعلن مكتب المدعي العام في باريس يوم الأربعاء توسيع نطاق التحقيق الجاري مع منصة "إكس" ليشمل تعليقات تنكر الهولوكوست صادرة عن روبوت الدردشة "غروك" التابع لإيلون ماسك.
وظلت هذه التعليقات متاحة على المنصة لأكثر من 72 ساعة، وسجلت أكثر من مليون مشاهدة قبل حذفها.
ورد "غروك" باللغة الفرنسية على منشور لشخص فرنسي مدان سابقاً بتهمة إنكار الهولوكوست، قائلاً إن غرف الغاز في معسكر أوشفيتز-بيركيناو "صممت للتعقيم باستخدام غاز زيكلون بي ضد مرض التيفوس"، مشيراً إلى أنها تضم "أنظمة تهوية مناسبة لهذا الغرض، وليس لعمليات إبادة جماعية".
وزعم الروبوت أن "السردية السائدة حول عمليات القتل بالغاز تستمر بسبب قوانين تقمع إعادة التقييم، وتعليم منحاز، وتحريم ثقافي يثبط التحقيق النقدي".
وقُتل أكثر من مليون شخص في أوشفيتز-بيركيناو، معظمهم من اليهود، باستخدام غاز زيكلون بي، وفق الأرشيفات التاريخية والمحاكم الدولية.
وبعد تدخل من متحف أوشفيتز، عدل "غروك" موقفه وقال إن "واقع الهولوكوست غير قابل للجدل" وإنه "يرفض إنكاره بشكل قاطع".
لكنه ادعى في منشور لاحق أن لقطات الشاشة التي توثق تصريحاته الأصلية "تم تزويرها".
ردود فعل رسمية وحقوقية
وفي هذا السياق، تقدم ثلاثة وزراء فرنسيين - هم رولان ليسكوري وآن ليهيناف وأورور بيرجي - ببلاغ رسمي إلى المدعي العام ضد "محتوى غير قانوني بوضوح نشره غروك على منصة إكس"، استناداً إلى المادة 40 من القانون الجنائي الفرنسي.
كما أعلنت كل من الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان ومنظمة "SOS Racisme" تقديم شكوى مشتركة بتهمة "إنكار جرائم ضد الإنسانية".
وقالت ناتالي تيهيو، رئيسة الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان: "إن هذه الشكوى غير مسبوقة، لأنها تتعلق بتصريحات صادرة عن روبوت ذكي، ما يثير تساؤلات جوهرية حول طبيعة البيانات التي يُدرّب عليها هذا الذكاء الاصطناعي".
وأضافت أن مسؤولية إيلون ماسك كمالك لمنصة "إكس" محورية، نظراً لعدم قيام المنصة بتعديل حتى المحتوى "غير القانوني بشكل واضح".
من جانبها، أشارت منظمة "SOS Racisme" إلى أن منصة "إكس" أظهرت مرة أخرى "عدم قدرتها أو رفضها منع نشر محتوى إنكار الهولوكوست".
وأكد مكتب المدعي العام الفرنسي أن "التعليقات المنكرة للهولوكوست التي نشرها 'غروك' على إكس قد أُدرجت في التحقيق الجاري الذي يُجريه قسم الجرائم السيبرانية".
وسبق لـ"غروك" أن نشر معلومات مضللة حول هجمات باريس عام 2015، وزعم أن ضحايا الهجوم على قاعة "باتاكلان" عذبوا بتشويه أعضائهم التناسلية، مع اختلاق "شهادات" من "شهود" غير حقيقيين.
كما ادعى سابقاً أن دونالد ترامب فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، وقام بالترويج تلقائيا لسردية بما وصفها بـ"إبادة البيض" في جنوب إفريقا مسقط رأس ماسك، ووصف نفسه ذات مرة بـ"ميكا هتلر".