حذّر وزير النقل الاميركي شون دافي من تباطؤ كبير في السفر الجوي بسبب غياب المراقبين الجويين، مشيرا إلى تأخيرات وإلغاءات واسعة مع اقتراب عيد الشكر، ومؤكدا أن الأزمة ستزداد سوءا إذا لم ينته الإغلاق الحكومي.
تشهد الولايات المتحدة واحدة من أسوأ الأزمات في قطاع الطيران منذ سنوات، مع إلغاء آلاف الرحلات وتأخير آلاف اخرى في المطارات الرئيسية، بسبب النقص الكبير في المراقبين الجويين الذين يعملون من دون أجر نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الذي دخل يومه الأربعين.
ومع اقتراب عطلة عيد الشكر، تحذر السلطات من تباطؤ كبير في حركة السفر الجوي خلال الأيام المقبلة.
تصاعد الازمة مع بداية خفض الرحلات الجمعة
بدأت الأزمة بالتصاعد يوم الجمعة، بعدما أمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شركات الطيران بخفض عدد الرحلات في 40 مطارا رئيسيا لتخفيف الضغط عن المراقبين الجويين الذين يعملون دون أجر منذ بدء الشلل الفدرالي في الأول من تشرين الاول/اكتوبر.
وأشارت إدارة الطيران الفدرالية إلى أن الخفض سيبدأ بنسبة 4 بالمئة على أن يرتفع تدريجيا ليصل الى 10 بالمئة بحلول 14 تشرين الثاني/نوفمبر إذا لم يتم رفع الإغلاق.
أكثر من 5 آلاف رحلة متأخرة وآلاف الإلغاءات
في يوم السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر، ظهرت أكبر تداعيات الأزمة، حيث تم تأخير اكثر من 5,000 رحلة داخل الولايات المتحدة وإلغاء أكثر من 1,000 رحلة حتى فترة بعد الظهر، وفقا لموقع فلايت اوير. وسجل مطارا لاغوارديا وجون إف كينيدي في نيويورك أعلى نسب التأخير، مع تأخر إقلاع 33 بالمئة من الرحلات، تلاهما مطارا اورلاندو وبالم بيتش بنسبة 30 بالمئة ومطار تامبا بنسبة 26 بالمئة.
توقفات أرضية في مطارات رئيسية
أدت النواقص الكبيرة في عدد المراقبين الجويين إلى فرض توقفات أرضية مؤقتة في مطارات عدة، بينها شيكاغو اوهير وناشفيل ولاغوارديا.
وقال مدير إدارة الطيران الفدرالية براين بيدفورد أن ما بين 20 و40 بالمئة من المراقبين باتوا لا يحضرون الى العمل، بعدما أصبحوا من بين عشرات آلاف الموظفين الفدراليين الذبين لا يتقاضون رواتبهم خلال الإغلاق المستمر منذ 39 يوما. وأشار إلى أن يوم السبت، رغم كونه يوما خفيفا نسبيا للسفر، يمثل اليوم الثاني من الخفض الإلزامي للرحلات.
تحذيرات رسمية: السفر الجوي سيتباطأ بشدة
مع دخول الأزمة يوم الأحد 9 تشرين الثاني/نوفمبر، ازدادت التحذيرات حدّة. وقال وزير النقل شون دافي في مقابلة مع فوكس نيوز أن وتيرة السفر الجوي "ستتباطأ بشكل كبير" مع اقتراب عطلة عيد الشكر بعد نحو أسبوعين. وأضاف: "عدد ضئيل جدا من المراقبين سيلتحق بعمله، ما يعني هبوط وإقلاع عدد قليل من الرحلات. سنشهد اضطرابا حادّا وغضبا كبيرا من الأميركيين الغاضبين".
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن، قال دافي إن "الأمور ستزداد سوءا" فيما يسعى ملايين الأميركيين للسفر لزيارة عائلاتهم، محذرا من أن عددا كبيرا لن يتمكن من السفر إذا لم ينته الإغلاق "لأن الرحلات الجوية ستكون قليلة جدا".
شلل حكومي يطال 1,4 مليون موظف فدرالي
ويستمر الاغلاق الحكومي بعد فشل الكونغرس في تمرير التمويل المطلوب منذ 30 ايلول/سبتمبر، تاركا نحو 1,4 مليون موظف فدرالي في إجازة غير مدفوعة أو يعملون من دون اجر، من بينهم مراقبو الحركة الجوية وموظفو أمن المطارات وحراس المتنزهات الوطنية.