يُعدّ حي وادي الذهب من أكبر الأحياء التي تقطنها الطائفة العلوية في مدينة حمص، وقد شهد مؤخرًا حوادث قتل فردية طالت عددًا من المواطنين، كان آخرها مقتل معلّمة مدرسة جراء إلقاء قنبلة داخل منزلها.
أدى انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمدينة حمص، أثناء صلاة الجمعة، إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 21 آخرين، في حصيلة أولية.
وهرعت فرق الإسعاف لنقل الجرحى، بينما فرضت قوات الأمن طوقاً مشدداً حول الموقع.
ونقلت "يورونيوز" عن مصادر أهلية في حي وادي الذهب أن قوات الأمن فرضت طوقًا أمنيًا، وأسعفت المصابين، وشرعت في التحقيق، مع إغلاق جزئي للطرق المؤدية إلى موقع الانفجار.
من جانبها، اعتبرت الخارجية السورية، أن تفجير مسجد في حي يغلب عليه السكان العلويون في مدينة حمص يأتي ضمن "محاولات يائسة" لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
وأكدت الوزارة في بيانها أن هذا "العمل الإجرامي يُمثّل محاولة متكررة لبث الفوضى بين أبناء الشعب السوري"، مجددة موقفها الثابت في "مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره". كما شددت على أن "مثل هذه الجرائم لن تثني الدولة عن مواصلة جهودها في حماية المواطنين وترسيخ الأمن ومحاسبة المتورطين".
وفي تصريح أولي قال مصدر أمني نقلت عنه وكالة "سانا" إن "الانفجار في حي وادي الذهب بحمص نتج عن عبوات ناسفة كانت مزروعة في زاويا من المسجد تشهد ازدحامًا كبيرًا بالمصلين".
وتداول ناشطون على منصات التواصل صوراً تُنسب إلى فصيل "أنصار السنة" يُزعم تبنّيه الهجوم - رغم غياب أي بيان رسمي - في ظل سجل سابق للتنظيم بنشر تهديدات متكررة باستهداف مناطق ذات غالبية علوية في حمص وطرطوس واللاذقية.
ويعبتر حي وادي الذهب من أكبر الأحياء التي تقطنها الطائفة العلوية في حمص. وشهد مؤخراً عمليات قتل فردية لعدد من المواطنين آخرها معلمة مدرسة بالقاء قنبلة داخل منزلها.
توترات في حمص
شهدت مدينة حمص نهاية نوفمبر توترًا واسعًا بعد حادثة قتل حرّكت الاحتقان الطائفي، ودَفعت السلطات إلى التحرّك السريع لاحتواء الموقف، إذ انتشرت قوات الأمن وفُرض حظر تجوّل، وخرجت المواقف الرسمية داعية السكان إلى ضبط النفس.
أدّت الجريمة التي راح ضحيتها زوج وزوجته، المنتميان إلى واحدة من أبرز القبائل البدوية، إلى اندلاع موجة جديدة من التوترات الطائفية في حمص، ثالث أكبر المدن السورية وأكثرها تنوّعًا.
وُجدت جثتا الزوجين داخل منزلهما جنوبي المدينة، وكانت جثة الزوجة تحمل آثار حرق، كما عُثر على عبارات ذات طابع طائفي في موقع الجريمة، بحسب وكالة الأنباء السورية سانا.
تلت ذلك سلسلة من الهجمات الانتقامية، ما دفع السلطات لفرض حظر تجول ليل الأحد وتمديده حتى مساء الاثنين، قبل أن تتراجع وتيرة العنف تدريجيًا وفق ما نقلته الوكالة.
وتأتي هذه التفجيرات بعد يوم من تشديد أمني كبير فرضته القوات السورية خلال الاحتفالات بعيد الميلاد. وترافقت مع حملات أمنية بتنسيق مع التحالف الدولي استهدفت خلايا تنظيم داعش في عدد من المناطق السورية وأبرزها ريف دمشق.