الخبير السياسي باسكال بونيفاس:" مصر ستعود إلى الوراء بسبب القمع الدموي"

الخبير السياسي باسكال بونيفاس:" مصر ستعود إلى الوراء بسبب القمع الدموي"
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

مصر التي تعيش حاليا توترا أمنيا غير مسبوق، تشهد ومنذ أكثر من شهر تسلسلا للعديد من الأحداث التي وصفها البعض بالمهمة والتاريخية. ففي الثلاثين من يونيو المنصرم شهدت شوارع القاهرة تظاهرات حاشدة مطالبة برحيل حكومة جماعة الإخوان المسملين. مظاهرات أدت إلى تعليق العمل بالدستور وعزل مرسي على يد وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي.
قرار عزل رئيس منتخب من طرف الشعب المصري خلف موجة غضب لدى انصار الاخوان الذين واصلوا تظاهراتهم في ميداني النهضة ورابعة العوية، إلى أن فضتها الحكومة ماتسبب في سقوط أكثر من سبعمائة قتيل. قناة يورونيوز أجرت حوارا مع مدير معهد العلاقات الإستراتيجية والدولية باسكال بونيفاس للحديث عما يجري في مصر.

مراسل قناة يورونيوز، جيوفاني ماجي: يبدو أن لا مجال للوساطة والمصالحة في مصر. هل امكانية انتقال الإخوان المسملين إلى العمل السري قد يشكل تهديدا للعودة إلى سنوات التسعينيات السوداء؟

باسكال بونيفاس: حقا هو رجوع كبير إلى الوراء، بإمكاننا أن نخشى عودة الإخوان المسلمين إلى العمل السري، لكن نحن أمام عودة مبارك لكن من دون مبارك نفسه. طبعا سيحرم الإخوان المسلمون من حرية التعبير السياسي ، لكن كل ما حدث هكذا سنجد جزءا منهم يتطرف. وعندما نبدأ في دمج الإخوان المسلمين في اللعبة السياسية من خلال المشاركة في الإنتخابات، نقول إنهم قدموا برنامجا محدودا لاننا نشهد فشلا اقتصاديا واجتماعيا وذلك بسببهم . لذلك يمكننا أن نعتبر أن استخدام القوة والقمع الدموي، وخاصة القمع الدموي سيعود بمصر سنوات إلى الوراء”.

مراسل قناة يورونيوز، جيوفاني ماجي: هل كان تعامل المجتمع الدولي – أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية – مقبولا تجاه الإنقلاب في شهر يوليو؟

باسكال بونيفاس:
لا…… كان بإمكان اوروبا النجاح بإمتياز في العملية الدبلوماسية بانواع اخرى من الوساطة والتي كانت ستكلل بالنجاح. كان هناك طبعا نوع من التعنت لدى الإخوان المسلمين، وبعدها رفض الجيش الذي فضل في النهاية استخدام القوة على حل التفاوض. لكن كان بامكان أوروبا ايضا تحقيق نجاح كبير للدبلوماسية الاوروبية ، النجاح الذي كنا بانتظاره منذ فترة طويلة. بعدها يمكن القول إنه ومع حجم المجازر التي ارتكبت أعتقد أن ردود الفعل جاءت محتشمة. هناك إدانات ، لكن لو كان هذا النوع من القمع العسكري لمتظاهرين في كوبا أو في روسيا أو في الصين، لكانت ردود الافعال السياسية لدى الغرب اقوى بكثير. ولذلك نرى ولمرة أخرى أن بعض المفاهيم تصبح خاطئة ، لان المصالح الجيوسياسية تتغلب على المبادىء.

مراسل قناة يورونيوز، جيوفاني ماجي: هناك صراع ديبلوماسي في العمق بين الجهات الإقليمية الفاعلة: المملكة العربية السعودية والامارات من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى….هل سيخسر الغرب تأثيره على مصر؟

باسكال بونيفاس:
سيخسرون هذا التاثير إذا لم يحترموا مبادئهم، لا يجب رؤية مايجري حاليا لكن لابد من النظر على المدى الطويل، ماهي مصداقية اوروبا إذا أوروبا غيرت ارائها وفقا لاطراف النزاع. و عندما يكون الصراع بين قطر وتركيا من جهة والإمارات العربية والمملكةالعربية السعودية من جهة اخرى، فهناك أماكن اخرى من العالم حيث تتعارض قوى متضاربة لكنها تحاول تقريب مصالحها ، حيث المبدأ هو المصلحة المشتركة. لكن نحن كأوروبيين لا يمكننا أن نحدد سياستنا هكذا، لا يمكننا أن ندعي الديمقراطية من جهة، ونصفق للإنقلاب أولا نندد به من جهة أخرى. كما أننا لا يمكن أن نقول ان السياسة الأوروبية ترتكز على إحترام حقوق الإنسان، في حين لا نحرك ساكنا أمام مئات القتلى.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وزير الخارجية المصري من مؤتمر ميونخ: تهجير سكان رفح "خط أحمر" وتهديد لأمن مصر القومي

اجتماع مصري - فرنسي.. دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار في غزة وإقامة دولة فلسطينية

تفاصيل المقترح المصري المؤلف من 3 مراحل لوقف الحرب في قطاع غزة