الموت يغيب الفيلسوف والروائي ورائد علم السيميائيات الإيطالي أمبرتو إيكو عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما. أمبيرتو إيكو ولد في العام اثنين وثلاثين
الموت يغيب الفيلسوف والروائي ورائد علم السيميائيات الإيطالي أمبرتو إيكو عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاما. أمبيرتو إيكو ولد في العام اثنين وثلاثين من القرن الماضي في أليساندرا شمال إيطاليا. التحق بالجامعة لدراسة المحاماة وعلوم القانون، لكنه عدل عن ذلك مفضلاً التخصص في فلسفة وآداب القرون الوسطى.
حصل على شهادة الدكتوراه في العام أربعة وخمسين وبدأ تدريس الفلسفة في جامعة تورينو والعمل في الإذاعة والتلفزيون ودور النشر.
لم يكن أمبرتو إيكو معروفاً في المشهد الثقافي سوى بمؤلفاته النظرية في فلسفة اللغة والتأويل والدلالة، وقد كان فيلسوفاً عارفاً بأداب القرون الوسطى ومنظراً رفيع المستوى لبنية النص الأدبي ورموزه وعلاماته. ولم يجرؤ رائد السيميائيّات وفلسفة اللغة، على دخول ميدان التطبيق العملي لأفكاره النظرية إلا في العام ثمانين عندما قدم أولى رواياته “اسم الوردة“؛ مكتسحاً المسرح الروائي بعمل متكامل فنياً وفكرياً، وليعلن عن نفسه منذ ذلك الحين واحداً من أهم الروائيين المعاصرين في العالم.
في عام ثمانية وثمانين نشر أمبرتو إيكو روايته الثانية “بندول فوكو” ثمّ “جزيرة اليوم السابق” في العام أربعة وتسعين وفيها يذهب الكاتب أربعة قرون إلى الوراء ليعرض حرب الامبراطوريات الكبرى للحصول على خريطة خطوط الطول ودوائر العرض على سطح الكرة الأرضية، والتي ستمكن من يمتلكها من معرفة تموقع أساطيله التجارية والحربية في المحيطات البعيدة وبالتالي فرض هيمنته على الجميع. وفي نفس العام نشر إيكو كتاباً نقدياً بعنوان “ست نزهات في غابة السرد“، وبعد حوالي سبع سنوات قدم روايته الرابعة “باودولينو” التي تروي تنقلات بطله “باودولينو” بين أزمنة وأماكن متنوعة بين الواقع والخيال مع أبعاد أسطورية.
وفي ألفين وعشرة نشر روايته “مقبرة براغ” التي كشفت النقاب عن حقائق تاريخية تمّ التكتم عليها من خلال وضع شخصية خيالية تروي تفاصيل مثيرة مستمدة من التاريخ والواقع. “العدد الصفر” التي صدرت العام الماضي كانت أخر رواية لأمبيرتو إيكو والتي انتقد فيها نظرية المؤامرة، من خلال تحقيق صحفي غريب أنجزه الصحفي براغادوتشيو عن مقتل موسوليني، إذ يعتقد الروائي الإيطالي الراحل أن نظريات المؤامرة تنتشر بشكل غريب عبر مواقع الإنترنت ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي.