مصنع زورْكا في صربيا يهدِّد البيئة...358 موقعًا آخر يشهدون نفس المصير

مصنع زورْكا في صربيا يهدِّد البيئة...358 موقعًا آخر يشهدون نفس المصير
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

مَصْنع المواد الكيميائية في زورْكا في صربيا أغلق أبوابه منذ خمسة عشر عاما، وهو الآن أقرب إلى الأطلال يتخلَّص يومًا بعد يوم بسبب شيخوخته من بعض أحجاره أو نوافذه التي تتساقط كأوراق…

اعلان

مَصْنع المواد الكيميائية في زورْكا في صربيا أغلق أبوابه منذ خمسة عشر عاما، وهو الآن أقرب إلى الأطلال يتخلَّص يومًا بعد يوم بسبب شيخوخته من بعض أحجاره أو نوافذه التي تتساقط كأوراق الخريف.

ظاهريا، محيط المصنع يبدو آمِنًا وتسوده السَّكينة، لكنه شديدُ الخطورة على البيئة والإنسان، لأنه كان لعقود طويلة يُنتِج مادة الزّنْك السَّامَّة التي تَدخُل في صناعة معادن لا تقل عنه خطورة على صحة الإنسان ومحيطه.

الخبراء يُحلِّلون ويدرسون مخاطر بقاء هذه الأطلال مُنتصبةً في هذه البقعة من صربيا ومدى الضرر الذي يُمكن أن يَصدُر عنها.

تحليل التربة المحيطة بهذا المصنع البالي أفضى إلى نتيجة لا جدال حولها، وهي أنها تتضمن مواد سامَّة.

أحد الخبراء الذين عاينوا التربة المحلية يتحدث عمَّا اكتشفه:

“أجرينا تحليلا بواسطة آلة محمولة مجهزَّة بالأشعة فوق البنفسجية. النتائج أثبتَتْ وجودَ 20 بالمائة من الحديد في هذه الأرض وتَركُّزًٍا لِمادة الآرْسونيك أعلى بخمسين مرة من سقف المقاييس الإيطالية بالنسبة للأراضي الملوَّثة على هذا النحو. وكما ترون التلوُّث انتقل إلى المياه الجوفية”.

لا يبدو أن السكان واعون بما يكفي بخطورة ما يجري في محيطهم بدليل أن الصيادين يمارسون هوايتَهم دون اكتراث ويستهلكون الأسماك التي يتمكنون من اصطيادها. وجود خبراء ومحللي التربة لمعرفة مدى تسمُّمِها لا يُنظَر إليه هنا كمصدر قلق وانشغال.

الطبيعة من جهتها تحاول الالتفاف على المصنع بنباتها المتزايد أفقيًا، وكذلك عموديًا حول مدخنته وأسواره، من أجل استعادة حقوقها المهضومة من طرف الابتكارات البشرية الأنانية والعدوانية تجاهها.

الن هناحل الذي يحوم حول كاميرا المصوِّر يُشير إلى استمرار نوع من الحياة الطبيعية لا يُعرَف إن كانت في بداية عودتها إلى المنطقة أم أنها في آخر مراحل وجودها بها.

نتائج التحاليل تبعث على التشاؤم والاعتقاد بأن هذه المظاهر قد تكون من آخر ما تبقَّى من الحياة البيئية العادية في هذه البقعة.

هذا الموقع ليس حالة استثنائية أو نادرة في صربيا بل هو حالة من بين ثلاثمائة وتسع وخمسين أخرى مشابهةً متباينةَ مستوى الأخطار.

ويتعيَّن على هذا البلد أن يتولى بجدية اليوم أو غدا تطهيرَ هذه المواقع من التلوُّث الذي أصابها، لأن عملية التطهير شرطٌ من شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي يتطلع إليه.

التطهير ليس عملية سهلة ولا سريعة. محيط مصنع زُورْكَا لوحده يتطلب نحو عاميْن من العمل المتواصل ليتخلص من مواده السامة، فضلا عن الأموال الضرورية التي يجب أن تُسَخَّر لإنجاز المشروع.

الأمم المتحدة والجار الإيطالي، عبْر وزارة البيئة الإيطالية، يمُدان يد العون لصربيا في هذا المجال، ويبقى العمل بتأني لنرى النتائج بعد بضع سنوات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إعادة تدوير نفايات بلاستيكية إلى أثاث مدرسي في كينيا

جميلة لكنها نتنة... حشود كبيرة تصطف لرؤية واشتمام زهرة الجثث

شاهد: رغم التقارير عن تزوير الانتخابات والمخالفات.. البرلمان الصربي الجديد يبدأ أعماله