أعلنت سوريا خلال زيارة الشرع إلى واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر، انضمامها رسميا إلى التحالف الدولي الذي تأسّس عام 2014 بقيادة واشنطن لمكافحة "داعش".
نفذت قوات الأمن السورية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة وتنسيقٍ مع قوات التحالف الدولي، سلسلة عمليات أمنية مركّزة في ريف دمشق، أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم "داعش" واعتقال آخر إلى جانب عدد من مرافقيه، وفقاً لوزارة الداخلية السورية.
واستندت العملية الأولى إلى معلومات استخباراتية مؤكدة ورصد ميداني محكم، ونُفّذت في بلدة البويضة بريف دمشق.
وأضافت الوزارة أن العملية "أسفرت عن تحييد الإرهابي محمد شحادة، المكنّى "أبو عمر شدّاد"، أحد القيادات البارزة في التنظيم والمعروف بمنصبه "والي حوران"، الذي شكّل وجوده تهديداً مباشراً لأمن المنطقة وسلامة سكانها".
اعتقال "والي دمشق"
وفي مدينة معضمية الشام، الواقعة أيضاً في ريف دمشق، ألقت الوحدات المختصة القبض على طه الزعبي، المكنّى "أبو عمر طبية"، المعروف بصفته "والي دمشق" في "داعش"، إلى جانب عدد من مساعديه.
ورافق الاعتقال ضبط حزام ناسف وسلاح حربي بحوزة الموقوفين. وقال قائد الأمن الداخلي في ريف دمشق، العميد أحمد الدالاتي، إن العملية جاءت بعد "متابعة دقيقة ورصد استخباراتي مكثف"، واصفاً إياها بأنها "ضربة قاصمة" للتنظيم.
الخارجية السورية تدعو لـ "دعم جهود مكافحة الإرهاب"
قبل أيام أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها التزام سوريا "بمكافحة تنظيم داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له على أراضيها".
وشدّدت على أنها "ستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضده في جميع المناطق التي يهددها"، داعية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي إلى “الانضمام إلى دعم جهودها بما يسهم في حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار".
وتأتي هذه العمليات بعد إطلاق قوات الأمن السورية، منتصف الشهر الجاري، حملة أمنية في البادية السورية بالتعاون مع التحالف الدولي لملاحقة خلايا "داعش"، غداة هجوم مسلّح وقع السبت قرب تدمر.
وأسفر الهجوم عن مقتل عنصرين أمريكيين من القوات المسلحة ومدني أمريكي، وإصابة ثلاثة آخرين، إلى جانب إصابة ثلاثة من عناصر الأمن السوري، بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا.
كشف هوية المهاجم وخلفيته الأمنية
أفاد مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة "فرانس برس" أن التحقيقات أدّت في مرحلتها الأولى إلى توقيف ثلاثة مشتبه بهم، ليرتفع العدد لاحقاً إلى خمسة أشخاص إجمالاً.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول سوري أن منفّذ الهجوم كان قد التحق بقوات الأمن الداخلي قبل نحو شهرين، وعمل حارساً في إحدى القواعد، قبل أن يُعاد تكليفه مؤخراً على خلفية شكوك أمنية بإمكان ارتباطه بـ"داعش".
وعقب الهجوم، توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصات التواصل التواصل الاجتماعي بـ"انتقام خطير جداً"، مؤكداً أن "سوريا تقاتل الآن إلى جانب القوات الأمريكية".
وأشار إلى أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع "غاضب ومنزعج للغاية" من الحادث.
ويمثّل هذا التصريح تحولاً لافتاً في العلاقة بين البلدين، إذ لم تكن لواشنطن علاقات دبلوماسية مع دمشق في عهد النظام السابق، لكنها تحسّنت منذ تولي الشرع السلطة، لا سيما بعد زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض الشهر الماضي — الأولى لرئيس سوري منذ استقلال سوريا عام 1946.