لقاء الإخوة الأعداء في باريس يثمر عن انتخابات ليبية في ربيع 2018

لقاء الإخوة الأعداء في باريس يثمر عن انتخابات ليبية في ربيع 2018
بقلم:  Adel Dellal

نعم… لوضع حدّ للأزمة الليبية

خصما المشهد السياسي في ليبيا يلتقيان في فرنسا على أمل وضع حدّ للانقسام الذي تشهده ليبيا منذ حوالى ست سنوات. رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج وخصمه المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي تعهدا خلال لقاء المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف إطلاق النار والعمل معا من اجل تنظيم انتخابات لإنهاء الفوضى التي تعيشها ليبيا.

واجتمع فايز السراج وخليفة حفتر في قصر لا سيل-سان-كلو بالضاحية الباريسية، وذلك بعد أن التقاهما الرئيس الفرنسي على التوالي.


اللقاء يثمر عن انتخابات ليبية في ربيع 2018

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن بعد لقاء حفتر والسراج أنهما توافقا على إجراء انتخابات “في ربيع” 2018. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع بين الخصمين الليبيين أن “الرجلين توصلا الى اتفاق على إجراء انتخابات في الربيع المقبل”.

ونشرت الرئاسة الفرنسية قبل اللقاء مسودة إعلان مشترك من عشر نقاط أكد فيها الخصمان أنّ الحل السياسي هو الكفيل بإخراج ليبيا من أزمتها، وجددا تأكيد صلاحية اتفاقات 2015 المبرمة برعاية الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات بالمغرب.


وعلى ما يبدو يوضح النص أنّ وقف إطلاق النار لا يسري على مكافحة الارهاب، ويدعو إلى تسريح مقاتلي الفصائل والمجموعات المسلحة وتشكيل جيش ليبي نظامي.


لقاء حفتر والسراج ليس الأول

اللقاء بين طرفي المشهد السياسي في ليبيا ليس الأول من نوعه حيث سبق وأن التقى حفتر والسراج، أبرز شخصيتين مؤثرتين في ليبيا، في بداية أيار-مايو في العاصمة الإماراتية أبو ظبي دون أن يسفر ذلك عن نتيجة. وهو ثالث لقاء بينهما إذ التقيا في كانون الثاني-يناير 2016 بعيد تعيين فايز السراج.

ورغم تمتعه بدعم المجتمع الدولي، لم يتمكن فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني “الضعيفة“، من بسط سلطته على البلاد بالكامل بعد أكثر من عام من انتقال حكومة الوفاق إلى طرابلس. أما المشير خليفة حفتر، الذي لم يبد حماسا للاعتراف بشرعية حكومة السراج فيحظى بدعم “برلمان طبرق” المنتخب، كما نجح في تحقيق مكاسب عسكرية ميدانية شرق البلاد أثناء مواجهته مع فصائل إسلامية لا سيما في بنغازي.


فرنسا تأمل في تحسّن الوضع

وبالرغم من إقرار الرئاسة الفرنسية بأن اللقاء بين حفتر والسراج لن يحل الأزمة في ليبيا، غير أنها تأمل في تحقيق الحد الأدنى من التوافق بين الطرفين، توافق بجعلهما يوقعان على إعلان مشترك يحدد مبادئ الخروج من الأزمة.

ولا تخلو مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من صعوبات بالنظر إلى الوضع الليبي المعقد والفوضى التي تسود ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 في ظلّ الصراع على السلطة وتهديد الجهاديين وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية إضافة إلى ضلوع قوى اقليمية في الأزمة الليبية وهو ما يزيد من تعقيد الوضع.


إنهاء الفوضى في ليبيا أولوية فرنسية

وقد وضع الرئيس الفرنسي الملف الليبي على سلّم أولوياته من خلال تبني النهج “البراغماتي” لوزير خارجيته جان ايف لودريان، وزير الدفاع السابق الذي “أخذ في الحسبان الوقائع الميدانية” حيث يعدّ المشير خليفة حفتر حصنا منيعا في وجه التهديد الجهادي والتطرف. وقد كشف مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين العام الماضي في ليبيا عن مساندة باريس لقوات حفتر. وقام لودريان بعيد تسلمه حقيبة الخارجية بجولة إقليمية لإحياء الجهود حول ليبيا معولا على علاقاته القوية مع العديد من أطراف الأزمة وخصوصا مصر والامارات الداعمتين لحفتر.

وأثارت المبادرة الفرنسية على ما يبدو بعض الانزعاج لدى ايطاليا، القوة المستعمرة السابقة في ليبيا، وخصوصا انها تدفع الثمن الأكبر في ملف المهاجرين، الذين يصلون يوميا بالمئات إليها انطلاقا من السواحل الليبية.

وصرح وزير الخارجية الإيطالي انجيلينو الفانو لصحيفة لا ستامبا: “نرى في ليبيا عددا مفرطا من الصيغ المفتوحة والوسطاء والمبادرات، ومن الضروري توحيد الجهود” حول مبعوث الامم المتحدة غسان سلامة. وقد حرص وزير الخارجية الفرنسي على طمأنة نظيره الإيطالي مؤخرا بقوله: “في هذه القضية، لا يمكن لأحد منا أن يفعل شيئا دون الآخر”.

وبالتزامن مع لقاء خليفة حفتر وفايز السراج في فرنسا، طالبت منظمة هيومن رايتس واتش في بيان الرئيس الفرنسي “بعدم التغاضي عن مجموعة الانتهاكات التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع الليبي” مؤكدة انه يتوجب عليه “طرح الموضوع مع السراج وحفتر، ومناشدتهما انهاء التوقيفات الاعتباطية في المناطق التابعة لكل منهما وأعمال التصفية والتعذيب التي يمارسها حلفاؤهما”.

مواضيع إضافية