ترامب: "الحمق الأمريكي" سبب تدهور العلاقات مع روسيا

ترامب: "الحمق الأمريكي" سبب تدهور العلاقات مع روسيا
Copyright 
بقلم:  Reuters
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من جيف ميسون وأندرو أوزبورن

هلسنكي (رويترز) - قبل ساعات من أول قمة له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "الحمق الأمريكي" هو السبب في تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو بينما قال الكرملين إنه يتوقع اجتماعا صعبا.

وتعكس تصريحات ترامب مدى الضغط السياسي المحلي الذي يتعرض له بسبب القمة التي تعقد يوم الاثنين في العاصمة الفنلندية هلسنكي بينما يعكس تعليق الكرملين المتشائم اعتقاده أن مجرد عقد الاجتماع يمثل مكسبا لروسيا.

وحث المنتقدون والمستشارون ترامب على أن يستغل هذه القمة لتكثيف الضغط على بوتين فيما يتعلق بمزاعم التدخل في الانتخابات وغيرها من الأنشطة "الخبيثة" من جانب روسيا. لكن قبل ساعات من الاجتماع صب ترامب غضبه على بلده والتحقيق في احتمال وجود صلات بين حملته الانتخابية عام 2016 وروسيا. وينفي ترامب حدوث أي تواطؤ.

وقال ترامب على تويتر "علاقاتنا مع روسيا لم تكن قط بمثل هذا السوء ويرجع ذلك لسنوات عديدة من الحمق والغباء الأمريكي والآن هذه الحملة الظالمة المصطنعة" في إشارة إلى التحقيق.

وكرر ترامب اعتقاده بأن سلفه باراك أوباما لم يتخذ أي إجراء بشأن التدخل الروسي المزعوم.

وأثناء وجود ترامب خارج البلاد منذ الأسبوع الماضي، اتهم المدعي الخاص، الذي يحقق في ادعاءات التدخل الروسي لصالح ترامب، 12 روسيا يوم الجمعة بسرقة وثائق خاصة بالحزب الديمقراطي.

ولا يتوقع أي من الطرفين أن تتمخض المحادثات في العاصمة الفنلندية عن انفراجات كبرى باستثناء الكلمات الطيبة والاتفاق على إصلاح العلاقات الأمريكية الروسية المتدهورة وربما التوصل لاتفاق بشأن بدء محادثات في قضايا مثل الأسلحة النووية وسوريا.

وبالنسبة لبوتين فإن مجرد عقد القمة، رغم أن بعض الأمريكيين وحلفاء واشنطن يرون في روسيا دولة شبه منبوذة، يمثل مكسبا جيوسياسيا لأنه يظهر، بالنسبة للروس، أن واشنطن تعترف بموسكو كقوة عظمى ينبغي وضع مصالحها في الاعتبار.

وكان الكرملين قال إنه لا يتوقع اجتماعا سهلا وإنه سيوجه لترامب أسئلة عن انتقاده لخطط إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا. وأضاف أنه سيكون من الصعب التوصل إلى أرض مشتركة بشأن الملف السوري بسبب الخلافات بشأن إيران.

ويريد ترامب أن تستخدم روسيا نفوذها في سوريا، حيث تدعم الرئيس بشار الأسد عسكريا، لدفع القوات الإيرانية والقوات الموالية لإيران إلى الخروج من البلاد. لكن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أبلغ تلفزيون (آر.تي) قبيل القمة أن ذلك لن يحدث على الأرجح.

وقال بيسكوف "قطعا سيناقش الرئيسان الملف السوري". وأضاف "كلنا نعلم كيف تنظر واشنطن إلى إيران. لكن في الوقت ذاته فإن إيران شريك جيد لنا في التجارة والتعاون الاقتصادي والحوار السياسي. وبالتالي لن يكون تبادلا سهلا للآراء".

وأضاف بيسكوف أن روسيا تأمل أن تكون القمة "خطوة أولى" بصدد تجاوز الأزمة التي تمر بها العلاقات بين البلدين.

وقال "الرئيسان ترامب وبوتين يتبادلان الاحترام ويحافظان على علاقات جيدة. لا يوجد جدول أعمال واضح (للاجتماع). هذا الأمر سيحدده الزعيمان أثناء لقائهما".

* "توقعات محدودة"

وتوقع ترامب التعرض لاتهامات بأنه تساهل مع بوتين مهما كان سير الاجتماع.

وقال ترامب إنه سيثير مسألة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات مع بوتين لكنه لا يتوقع أن يصل لشيء.

اعلان

وأقصى ما يعتقد المحللون أن تسفر عنه القمة اتفاق على بدء إصلاح العلاقات بين البلدين وربما يتوصل الزعيمان إلى اتفاق لبدء محادثات بشأن مسائل منها الحد من الأسلحة النووية وسوريا.

وقد يتفق الزعيمان أيضا على بدء زيادة عدد العاملين في سفارتي بلديهما وعودة الممتلكات الدبلوماسية المصادرة بعد موجة من الطرد والتحركات العقابية في أعقاب تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا.

ويختتم ترامب بقمة هلسنكي جولة استمرت أسبوعا تقريبا زرع خلالها بذور الشك في مدى التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي، وما تسميها واشنطن العلاقة المميزة مع بريطانيا بالإضافة إلى العلاقات الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي الذي وصفه ترامب بأنه خصم "على الساحة التجارية".

وعلى هذه الخلفية وفي ظل عدم اليقين بشأن ما قد يفعله ترامب أو يقوله بعد ذلك، فإن قمته مع بوتين، والتي ستتضمن جلسة مع الرئيس الروسي يحضرها مترجمان فحسب، يخشى حلفاء واشنطن وساستها أن يقدم ترامب تنازلات كبيرة متسرعة.

ويعتقد بعض الساسة في الغرب أن القمة ستنعقد خلال واحد من أهم مفترقات الطرق للغرب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. ويخشى بعض حلفاء حلف الأطلسي أن يسعى بوتين لإبرام اتفاق كبير يقوض الشراكة عبر الأطلسي.

اعلان

وسبق أن تحدث ترامب بشكل مبهم بشأن احتمال إيقاف المناورات الحربية لحلف شمال الأطلسي في منطقة البلطيق. وقال مرارا إن التصالح مع روسيا أمر طيب.

وعندما سئل الشهر الماضي إن كان سيعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 أجاب ترامب بقوله "سوف نرى".

اعلان

(رويترز)

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الإنفاق العسكري في أوروبا الغربية والوسطى بلغ مستويات أعلى من نهاية الحرب الباردة (تقرير)

قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أجزاء واسعة من شرق أوروبا

المؤتمر الأوروبي لليمين المتطرف يستأنف أعماله في بروكسل غداة حظره من الشرطة