شرطة اليونان تعتقل سباحة سورية أنقذت مهاجرين من الغرق!

سارة (في اليمين) ويسرا مارديني تحملان جائزة في برلين بألمانيا.
سارة (في اليمين) ويسرا مارديني تحملان جائزة في برلين بألمانيا. Copyright Reuters
بقلم:  Hani Almalazi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

سارة مارديني من لاجئة إلى متطوعة في الإغاثة إلى معتقلة!

اعلان

تحولت السباحة السورية الشابة سارة مارديني من بطلة قومية وإنسانية، أنقذت مهاجرين من حافة الموت غرقاً، إلى متهمة بنظر السلطات اليونانية.

إذ تتهم الشرطة أعضاء "المركز الدولي للاستجابة للطوارئ" بتقديم مساعدة مباشرة لمهربي البشر، عبر طلب الحصول على تحذير مسبق بوصول دفعات المهاجرين بدون إبلاغ السلطات بهذه المعلومات.

من لاجئة إلى متطوعة في الإغاثة إلى معتقلة!

فقد اعتقلت سارة (23 عاماً) مع اثنين آخرين من ناشطي الإغاثة، هما أحد مسؤولي "المركز الدولي للاستجابة للطوارئ" اليوناني ناسوس كاراكيتسوس، والمتطوع الإيرلندي شون بايندر. للاشتباه في تهريبهم مهاجرين غير شرعيين إلى اليونان. حسب مصادر الشرطة اليونانية.

وأكد محامي السباحة الشابة أنها معتقلة حالياً في سجن خارج أثينا. وأضاف أنها نفت التهم الموجهة إليها.

والثلاثة هم من بين 30 عضواً في هذه المنظمة غير الحكومية التي تنشط في جزيرة ليسبوس، حيث يقيم آلاف المهاجرين في ظروف سيئة في مخيمات مكتظة.

فيما لم يصدر بعد أي رد من المركز الدولي للاستجابة للطوارئ حيث تعمل سارة، على ما جاء في بيان الشرطة.

من جهتها، قالت مديرة الجامعة الألمانية التي أعربت عن التزامها بمساعدة اللاجئين "نحن على اتصال بمحامي سارة ويبدو أن هذه الاتهامات التي من الواضح أنها غير مدعومة بأدلة، يبدو أنها تهدف أكثر إلى وقف عمليات المنظمة غير الحكومية المعنية من ارتباطها بأي أعمال قامت بها سارة أو باقي المتطوعين". مؤكدة أن "الأولوية هي لإخراجها من السجن".

لجأت من سوريا إلى ألمانيا وتساعد اللاجئين في اليونان

سارة التي تقيم حالياً في العاصمة الألمانية برلين كلاجئة. كانت قد هربت مع شقيقتها يسرى من الحرب في سوريا عام 2015 إلى تركيا ومنها إلى اليونان. وسبق أن سُلطت الأضواء حينها على معاناة سارة وشقيقتها يسرى للوصول إلى الجزيرة اليونانية، عندما استخدمتا مهاراتهما في السباحة لإيصال قاربهما الذي كان على وشك الغرق وعلى متنه 18 شخصاً إلى البر.

إذ تعطل القارب المطاطي المكتظ باللاجئين، أثناء الإبحار في بحر إيجة باتجاه جزيرة ليسبوس، فقفزت سارة مع أختها يسرى وقامتا بجره في عرض البحر بواسطة حبل لساعات، وهما تسبحان فأنقذتا القارب والمهاجرين الذين على متنه من الغرق، ومن اليونان تابعت الشقيقتان مارديني رحلة لجوئهما إلى ألمانيا.

وفي العام التالي، شاركت يسرى شقيقة سارة التي عينتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرة للنوايا الحسنة، في فريق اللاجئين خلال دورة ألعاب ريو دي جانيرو 2016 الأولمبية. لتصبح بعد ذلك سفيرة الأمم المتحدة الخاصة للاجئين.

أما سارة، فحصلت على منحة لدراسة الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في كلية بارد في برلين.

للمزيد على يورونيوز:

  • اللاجئون العالقون في اليونان بانتظار فتح طريق البلقان
  • اليونان تخرج من برنامج الإنقاذ وتبدأ باستعادة استقلالها الاقتصادي
  • جزر يونانية تدعو أثينا إلى إعادة توطين اللاجئين وتخفيف الاكتظاظ عليها

ليسبوس جزيرة اللجوء الأشهر

شكلت ليسبوس نقطة عبور رئيسية إلى الاتحاد الأوروبي منذ بدء أزمة الهجرة التي واجهها التكتل عام 2015.

وفي أوج الأزمة، وصل نحو 5000 مهاجر ولاجئ، معظمهم من سوريا إلى شواطئ الجزيرة يومياً.

وتعتبر الجزيرة حالياً مكان تركز أكبر عدد من المهاجرين في اليونان حيث تعد ظروف مخيم موريا الذي يقيم فيه أكثر من 8300 شخص بحسب الأمم المتحدة الأسوأ، إذ يتجاوز عدد المقيمين فيه قدرته الاستيعابية بثلاثة أضعاف.

وينتظر معظم طالبي اللجوء أشهراً ليتم النظر في طلباتهم. ويعيش هؤلاء في ظروف مزرية وكثيراً ما يشهد المخيم اندلاع أعمال عنف.

وفي وقت سابق هذا العام، اتهمت السلطات ثلاثة إسبان ودنماركيين اثنين بمساعدة المهاجرين على دخول اليونان بطريقة غير شرعية. لكن محكمة برأتهم في أيار مايو.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: انقاذ بحار هندي تحطم قاربه قبالة سواحل أستراليا

فيروس غرب النيل يغزو اليونان.. 21 قتيلاً و178 مصاباً

شاهد: سباحون يغطسون في المياه الجليدية في مهرجان الشتاء بالصين