صديق خاشقجي: ذهب إلى سفارة بلاده في واشنطن لينجز أوراقه فتمّ تحويله إلى إسطنبول

صديق خاشقجي: ذهب إلى سفارة بلاده في واشنطن لينجز أوراقه فتمّ تحويله إلى إسطنبول
Copyright 
بقلم:  Hani Almalazi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أصدقاء جمال خاشقجي يكشفون عن سبب ذهابه إلى السفارة في إسطنبول، خوفه من ولي العهد السعودي، وأموراً أخرى...

اعلان

يروى أصدقاء الصحفي المفقود أنه توجه بادئ الأمر لاستخراج أوراق تخص أحواله المدنية إلى سفارة بلاده في واشنطن، فطلبت الأخيرة أن يستخرجها من إسطنبول، وحين راجع قنصلية بلاده في إسطنبول حدد له موعد ثان لاستلام الأوراق، وكان ذاك الموعد هو الأخير، في رحلة صحفي لم يعرف بعد مصيره ولا نهايتها.

وصف أصدقاء الكاتب السعودي المفقود جمال خاشقجي خوفه الشديد من حكام بلاده، واستهدافه من قبل ولي العهد القوي محمد بن سلمان في الأشهر التي سبقت اختفائه.

وتنقل إن بي سي نيوز عن بارنيت روبن -وهو زميل بارز في مركز نيويورك للتعاون الدولي الذي التقى خاشقجي قبل 30 عاما تقريباً- قوله إن صديقه كان أميراً.

وكتب خاشقجي في رسالة بالبريد الالكتروني في أيلول (سبتمبر) 2017، "إن الولد خطير"، مشيراً إلى الأمير. وتابع - حسب روبن - "أنا أتعرض لضغوط من زوجتي وأصدقائي لكي أكون حكيماً، وأبقى صامتاً. أعتقد أنني يجب أن أتحدث بحكمة".

خاشقجي في الولايات المتحدة

خاشقجي الصحافي المرموق القريب من الدائرة الداخلية للعائلة السعودية المالكة، ذهب إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة بعد أن حل سلمان محل ابن عمه الأمير محمد بن نايف ليكون ولياً للعهد في حزيران (يونيو) 2017.

وفي الولايات المتحدة، أصبح خاشقجي مشاركاً في صحيفة واشنطن بوست. وقد اشاد بالبداية بمحمد بن سلمان (33 عاماً)، ابن الملك سلمان، على الصعيد الدولي بسبب جهوده لإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط في بلاده، وتحديث المجتمع التقليدي المتجذر.

فقام البيت الأبيض عبر دونالد ترامب بتلميعه، وكانت المملكة العربية السعودية موقع الرحلة الأولى للرئيس.

وحسب التقرير الذي أعدته كريستينا جوفانوفسكي وسافورا سميث، فقد تركز الاهتمام الدولي في الآونة الأخيرة، على حملة السعودية الواسعة النطاق على المعارضة، رغم أن الأمير يعتقد أنه يتمتع بشعبية في الداخل. شمل التضييق الذي قام به ولي العهد أحكام الإعدام لثلاثة رجال دين بارزين - خطوة غير مسبوقة - واعتقال ناشطي حقوق المرأة.

خاشقجي كان خائفاً حتى في واشنطن!

ونقل أصدقاء خاشقجي أيضاً خوفه الذي لاحقه حتى بمكان إقامته الجديد في واشنطن.

وقال أحد الأصدقاء إنه كإجراء احترازي، أراد خاشقجي إرسال رسالة قصيرة، عندما دخل السفارة السعودية في واشنطن وغادرها.

وقالت صديقة تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها تخشى من أن السعودية ستحاول تحريف كلماتها لأغراض دعائية "كان خائفاً من الدخول. كان خائفاً حتى في واشنطن".

بين واشنطن وإسطنبول

يبدو أن اختفاء خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول حدث لأنه كان يبحث عن وثائق تتعلق بالطلاق كان يحتاجها لزواجه المرتقب من امرأة تركية، وفقاً لما ذكره أربعة أشخاص على حد علمه بأخباره لشبكة إن بي سي نيوز

وسعى خاشقجي للحصول على الأوراق المطلوبة من خلال سفارة بلاده لدى واشنطن، ولكن تم توجيهه إلى القنصلية في إسطنبول، مما أثار مخاوف من خطيبته من أن يكون تم استدراجه إلى فخ، حسبما قال أحد أصدقاء خاشقجي.

بعد الذهاب إلى القنصلية في إسطنبول، طلب منه العودة في يوم آخر، حسبما روى شخصان آخران. وأضافا أن اختفاء خاشقجي كان في زيارة العودة تلك.

خاشقجي قلق على عائلته

رندة سليم، مديرة حل النزاع في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، رأت –حسب NBCNEWS- أنه عندما كان لا يزال في المملكة العربية السعودية تلقى مكالمة من "شخص قريب من محمد بن سلمان ... قال ما مضمونه بشكل أساسي "لا يمكنك أن تغرد، لا يمكنك أن تظهر على شاشة التلفزيون، لا يمكنك الكتابة - بهذه الفترة ".

" تغير الوضع بشكل جذري، بعد احتجاز بعض أمراء ورجال الأعمال الأكثر نفوذاً في البلاد في فندق ريتز كارلتون الرياض، في (أيلول) سبتمبر 2017"، أضافت سليم، التي التقت خاشقجي لأول مرة في عام 2012 في حلقة نقاش حول الشرق الأوسط.

وقالت "أعتقد أنه شعر بعد ذلك أنه لا حدود". "هناك بعض الخطوط الحمراء التي لم يعبرها الحكام السعوديون في الماضي على وجه الخصوص، عندما يتعلق الأمر بكيفية تعاملهم مع الأمراء، وغيرهم من أفراد العائلة المالكة، وكان يتم عبور تلك الخطوط الحمراء".

وأضافت: "بعد ذلك أصبح مدركاً تماماً أن الأمور ستذهب إلى ماهو أصعب للغاية".

اعلان

وقالت سليم إن الوضع كان له أثر شخصي كبير على خاشقجي، وكان قلقاً على عائلته في المملكة العربية السعودية. الحكومة فرضت حظر سفر على ابنه، على سبيل المثال.

وقالت سليم "لقد كان وحيداً للغاية، لقد غاب عن منزله كثيراً". "لقد دفع ثمناً شخصياً، وكان وزنه شديداً". "وكان يثقل على عقله كثيراً". لكنها رأت إن رغبته في الكتابة تفوقت على حنينه إلى الوطن.

وقالت: "كان من الصعب عليه أن يرضخ للواقع، ويعيش بدون حرية الكتابة والنشر بغض النظر عن العواقب"، وقالت مضيفة إنه عندما رأت خاشقجي آخر مرة في الربيع، توقف عن الذهاب إلى مسجد في واشنطن. مرتبطة بالحكومة السعودية.

قبل اختفائه، كتب خاشقجي عموداً عادياً في صحيفة واشنطن بوست، انتقد فيه حبس رجال الدين ورجال الأعمال والأكاديميين، من بين آخرين.

انتقد حصار قطر وحرب اليمن

خاشقجي انتقد الحرب التي قادتها السعودية في اليمن، والتي ساعدت على خلق ما تسميه العديد من منظمات الإغاثة أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، وانتقد الصدع الخطير مع المملكة الخليجية الأخرى قطر ، والخلاف مع كندا واعتقالها نشطاء حقوق المرأة.

اعلان

كما كتب خاشقجي عن الصعوبات التي يواجهها السعوديون في منح بعض الحريات، في الوقت الذي يتم فيه إسكاته.

"هل نعبر فقط عن أصوات متوهجة لقرارات زعيمنا، رؤيته لمستقبلنا، في مقابل الحق في العيش والسفر بحرية - لأنفسنا ولزوجاتنا والأزواج والأطفال أيضًا؟" سأل في عمود كتبه في أيار في (مايو).

وأضاف: "لقد قيل لي إن عليّ أن أقبل، مع الامتنان، بالإصلاحات الاجتماعية التي طالما دعوت إليها، مع التزام الصمت بشأن مسائل أخرى - بدءاً من المستنقع اليمني، والإصلاحات الاقتصادية المنفذة على عجل، وحصار قطر، والمناقشات حول تحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران، وسجن عشرات المثقفين ورجال الدين في العام الماضي".

وذكرت نور حداد، وهي صحفية سورية أجرت مقابلة مع خاشقجي الشهر الماضي في إسطنبول، أنه كان قلقاً أيضاً بشأن الطريقة التي يتم بها استهداف عائلات النقاد.

وقالت: "إن ما لم يعجبه حقاً ... كان حملة القمع على المعارضة، وليس المعارضة فقط، بل امتدوا إلى عائلاتهم".

اعلان

للمزيد على يورونيوز:

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الحياة تنهي علاقتها بجمال خاشقجي بسبب تشكيكه في اصلاحات بن سلمان

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخصصي في جدة لإجراء فحوصات روتينية

هل دقت ساعة التطبيع بين السعودية وإسرائيل؟ بلينكن في الرياض قريبا لبحث المسألة