نيويورك تايمز: المشتبه بهم في تصفية خاشقجي كانوا على علاقة بولي العهد محمد بن سلمان

نيويورك تايمز: المشتبه بهم في تصفية خاشقجي كانوا على علاقة بولي العهد محمد بن سلمان
Copyright Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS
بقلم:  رشيد سعيد قرنينيويورك تايمز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

نيويورك تايمز تكشف: المشتبه بهم في تصفية خاشقجي كانوا على علاقة بولي العهد محمد بن سلمان

اعلان

نشرت صحيفة نيوريوك تايمز الأمريكية صور المرافق الشخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ماهر عبد العزيز مطرب الذي قالت بأنه منسق عملية تصفية الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول.

نيويورك تايمز قالت إن كاميرات المراقبة في اسطنبول رصدت صور ماهر عبد العزيز مطرب المرافق الشخصي لمحمد بن سلمان خلال زياراته إلى واشنطن في مارس/ أذار 2018 وإلى مدريد وباريس في أبريل/ نيسان 2018. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التي بحوزتها تؤكد وصول ماهر مطرب المولود في العام 1971 ويشغل منصب عقيد في الاستخبارات السعودية ضمن الفريق الأول الذي نفذ عملية "اغتيال" الصحفي جمال خاشقجي. ورجحت الصحيفة الأمريكية بقولها إن المهمة التي أوكلت لماهر مطرب كانت التحقيق مع خاشقجي بحكم عمله في جهاز الاستخبارات السعودي.

هذا وكانت السلطات التركية قد نشرت صور الأشخاص الذي تشتبه بقيامهم بتصفية خاشقجي على ترابها وكان من بينهم صورة ماهر مطرب. كما كشفت وسائل إعلام تركية على 19 اتصالاً هاتفيا مع السعودية أجراه ماهر مطرب يوم مقتل خاشقجي.

نيويورك تايمز ربطت كذلك ما بين ثلاثة أشخاص أخرين كانوا متواجدين في تركيا يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول ومسؤول أمن ولي العهد السعودي، فيما قالت إن الشخص الخامس هو طبيب شرعي يشغل مناصب رفيعة في وزارة الداخلية ومؤسسات طبية ويتعلق الأمر بصلاح الطبيقي.

وتابعت الصحيفة بقولها: إذا كان هؤلاء الرجال، كما تقول السلطات التركية، كانوا متواجدين في القنصلية السعودية في اسطنبول حيث اختفى خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، فإن هذا يؤكد العلاقة المباشرة بين ما حدث لخاشقجي والأمير محمد بن سلمان. وهذا ما يقوض بحسب الصحيفة احتمال وفاة خاشقجي في عملية "مشبوهة" لم يوافق عليها ولي العهد. العلاقة بين الرجال الخمسة وولي العهد ستٌصعب بحسب الصحيفة قبول هذا التفسير من طرف البيت الأبيض والكونغرس.

رويترز/ 2018

نيويورك تايمز أكدت بشكل مستقل أن تسعة على الأقل من بين الـ 15 مشتبهاً بهم حددتهم السلطات التركية عملوا لصالح أجهزة الأمن السعودية أو الجيش أو وزارات حكومية أخرى من بينهم ماهر عبد العزيز مطرب الذي شغل منصب دبلوماسياً معيناً في السفارة السعودية في لندن في العام 2007.

وعلى ضوء هذه المعطيات الجديدة تقول نيويورك تايمز إن مسؤولية اختفاء خاشقجي أو وفاته أصبح مرتبطا بشكل مباشر بولي العهد البالغ من العمر 33 عامًا في أعين الغرب والعائلة المالكة السعودية.

ولطالما قدم الأمير الشاب نفسه على أنه إصلاحي ويمتلك رؤية انفتاحية للمملكة وثقافتها، واستخدم هذه الصورة في محاولة التأثير على سياسة البيت الأبيض في المنطقة ولحث المستثمرين الغربيين على المساعدة في تنويع الاقتصاد السعودي.

لكن الاشمئزاز الدولي من التقارير التي تتحدث عن مسؤولية بن سلمان في "تصفية وتعذيب" صحفي واشنطن بوست جمال خاشقجي بدأ يغير من نظرة العالم لولي العهد أكثر بكثير من الأخطاء السابقة التي ارتكبها والتي حددتها الصحيفة بالحرب الكارثية في اليمن واختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وفي الوقت االذي أعلنت فيه أغلب الشركات الأمريكية الكبرى انسحابها من أكبر مؤتمراقتصادي في الرياض "دافوس الصحراء" وتزايد مطالب أعضاء الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات على السعودية، يبدو وكأن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية يبحثون عن طريقة لحفظ ماء الوجه خاصة على الصعيد الخارجي.

والسيناريو الذي تصورته الصحيفة الأمريكية هي إعتراف العائلة المالكة في الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول بالخطأ وإلقاء المسؤولية على مسؤول استخبارات لتفيذه عملية استجواب "غير مسموحة" أدت إلى مقتل خاشقجي، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإثنين عن إمكانية قتل خاشقجي من طرف "عصابة بلطجية".

هذا التفسير قد يفتقد للمصداقية والشرعية، خاصة دوليا لأنه من الصعب تفسير وجود أشخاص رفعين المستوى في السلطة السعودية على علاقة بولي العهد السعودي في القنصلية يوم اختفاء خاشقجي. كما يشير وجود طبيب شرعي متخصص في التشريح في القنصلية إلى أن العملية كانت مدبرة وتهدف إلى التصفية من البداية.

نيورك تايمز ارتكزت في تحليلها أيضا على تصريحات مسؤولين أتراك حول قتل خاشقجي خلال ساعتين فقط من وصوله إلى القنصلية واعتبرت أن هذه المدة الزمنية القصيرة لم تكن تسمح بالكثير من الوقت لاستجوابه.

صحيفة التايمز بدورها التي خاضت في القضية قامت بجمع المزيد من المعلومات حول المشتبه بهم من خلال استخدام تقنيات التعرف على الوجه، والسجلات المتاحة للجمهور وملامح الأشخاص على وسائل التواصل الإجتماعي وقاعدة بيانات أرقام الهواتف المحمولة في السعودية والتقارير الإخبارية السعودية وتسريب بعض وثائق الحكومة السعودية وفي بعض الحالات شهادات بعض الأشخاص داخل المملكة وفي الدول التي زارها ولي العهد.

وأظهرت هذه العملية الاستقصائية صور الدبلوماسي السابق في لندن ماهر مطرب مع الأمير بن سلمان خلال الرحلات الأخيرة، كما قام أحد المختصين الفرنسيين الذي عمل مع العائلة المالكة السعودية بتحديد هوية المشتبه به الثاني عبد العزيز محمد الهوساوي الذي قال بأنه يعمل كعضو في الفريق الأمني ​​الذي يسافر مع ولي العهد.

وأفاد صحفي سعودي بأن شخصاً يحمل نفس اسم المشتبه به الثالث ثأر غالب الحربي تمت ترقيته العام الماضي إلى رتبة ملازم في الحرس الملكي السعودي لشجاعته في الدفاع عن قصر الأمير بن سلمان في جدة.

فيما سافر رابع مشتبه به بجواز سفر يحمل اسم عضوا آخرا في الحرس الملكي، محمد سعد الزهراني. وتم التوصل إلى هذا من خلال البحث في التطبيق السعودي الشهير "مينو معاي" الذي يسمح للمستخدمين برؤية الأسماء التي ترتبط بأرقام الهواتف المعينة والمسجلة في التطبيق.

وانتهت الصحيفة الأمريكية إلى أن فريق الحرس الملكي أو المساعدون الذين سافروا مع ولي العهد لا يمارسون مهمة واحدة ترتبط بولي العهد فقط فبإمكانهم كذلك القيام بمهمات اخرى داخل أجهزة أخرى ومن الممكن أن يكون البعض منهم قد تم تجنيدهم للقيام بمهمة للقبض على جمال خاشقجي أو استجوابه. وقد تكون هذه المهمة قد تمت بقيادة مسؤول استخباراتي رفيع المستوى. ولكن وجود خبير التشريح، الدكتور صلاح الطبيقي ضمن الفريق يشير إلى أن القتل كان جزءاً من الخطة الأصلية.

اعلان

الدكتور الطبيقي، الذي حافظ على تواجده في منصات التواصل الإجتماعي قدم نفسه على حسابه في تويتر بصفته رئيس المجلس العلمي السعودي للأدله الشرعيّة، وعُين في مناصب رفيعة في كلية الطب الرائدة في المملكة وكذلك في وزارة الداخلية. درس في جامعة غلاسكو وفي العام 2015 قضى ثلاثة أشهر في أستراليا كطبيب شرعي زائر في المعهد الفيكتوري للطب الشرعي. تشمل كتاباته المنشورة أعمال التشريح والتشريح المحمول.

وعلى الرغم من عدم وجود أي أثر لعلاقة بينه وبين البلاط الملكي السعودي، إلا أنه من غير المحتمل أن ينضم أحد كبار المسؤولين في المؤسسة الطبية السعودية إلى فريق من هذا النوع.

ولم يعلق الدكتور الطبيقي، الذي ظهر اسمه لأول مرة بين تقارير المشتبه بهم منذ عدة أيام علنيا على هذه الإتهامات الموجهة إليه، تماما كبقية الأشخاص الذين ظهروا ضمن قائمة المشتبه بهم.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بيل غيتس يعلق التعاون مع ولي العهد السعودي على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي

صحافيون إندونيسيون غاضبون أمام السفارة السعودية احتجاجا على اختفاء خاشقجي

"فرنسا ملك الله" و "عيسى سوف يكسر الصليب".. كتابات ونقوش على عشرات القبور تحدث ضجة في فرنسا