في قاعدة إسكوديرو العلمية في أنتاركتيكا، ثمة نحو 300 عالم من بلدان عدة، يتناوبون العمل في بحوث عن داء لأنواع من السرطان وعن استباق انفصال الجبال الجليدية المتكاثر...
يقوم علماء في مركز أبحاث يقع في جزيرة نائية في القارة القطبية الجنوبية، وذلك على بعد مئات الأميال من الطرف الجنوبي لدولة تشيلي، بتمشيط الجليد بحثاً عن إجابات لأسئلة عديدة، بدءاً من التغير المناخي ووصولاً إلى علاج السرطان.
وتمثل قاعدة "خوليو إسكوديرو" العلمية، الواقعة في جزيرة الملك جورج، مركز أبحاثٍ لدراسة رقعة جليدية مترامية الأطراف تمتد إلى القطب الجنوبي.
ويعمل في المركز أكثر من 300 عالم دولي، بالتناوب طبعاً، متحدين درجات الحرارة "القطبية"، بطبيعة الحال. ويدعم هؤلاء العلماء "معهد أنتاركتيكا التشيلي" (راعي القاعدة العلمية) ويقومون بأبحاث على نبتة تنمو في المنطقة.
ذلك أن التجارب التي أجريت على الفئران باستخدام تلك النبتة، أظهرت نتائج إيجابية أولية في القضاء على عدّة أنواع من الأمراض الخبيثة منها سرطان الكبد والمعدة.
كذلك يفحص العلماء أنواعاً من الطحالب التي قد تعالج مرض ألزهايمر.
التغيّر المناخي أيضاً
في العام 2017 انفصل جبل جليدي عن المحيط المتجمد الجنوبي، تبلغ مساحته نصف مساحة لبنان تقريباً (5000 كيلومتر مربع)، ما سبب خوفاً من وقوع حوادث سفن تتنقل في المنطقة، وأيضاً من ارتفاع مستوى مياه البحر.
وكانت الجبال الجليدية تنفصل دائماً عن القطبين الشمالي والجنوبي، ولكن وتيرة انفصالها تسارعت مؤخراً. ويحيل العلماء أسباب تسارع هذه الوتيرة إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض الناتجة عن الاحتباس الحراري.
في هذا السياق، بدأ فريق علماء، متعددي الجنسيات، هذا الشهر بمهمة بحثية، لتقصي أسباب انفصال الصفائح والجبال الجليدية المتكاثر.
ويريد الفريق أن يصبح التنبؤ بمكان وتوقيت انفصال أي جبال جليدية في المستقبل ممكناً، بهدف المساعدة في تصور شكل القارة الواقعة على الطرف الجنوبي للكرة الأرضية في العقود المقبلة.
وقد تسمح دراسات من هذا النوع للجزر والدول الساحلية بالتخطيط لارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.
وتقول دراسة نشرت الشهر الماضي إن معدل ذوبان الجليد من "القارة البيضاء" ارتفع لمعدل سنوي بلغ 252 مليار طن سنوياً في الفترة بين عامي 2009 و2017، علماً أن المعدّل بلغ 40 مليار طنٍ في الفترة من عام 1979 وحتى عام 1990.