قادة أوروبا يظهرون الحماس والحزم معاً تجاه مبادرة الرئيس الصيني
يظهر قادة أوروبيون استعداداً مشوباً بالحذر تجاه الانخراط في مبادرة "الحزام والطريق" التي تسوقها الصين.
ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خطة البنية التحتية الصينية "الحزام والطريق" بالمشروع المهم الذي يريد الأوروبيون المشاركة فيه، لكنها أضافت أن ذلك يتطلب معاملة بالمئل من جانب بكين. وقالت عقب اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "نحن الأوروبيون نريد أن نضطلع بدور نشط (في المشروع)، وينبغي أن يقود ذلك إلى معاملة بالمثل، ومازلنا نتجادل في هذا الصدد".
من جهته شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك في باريس ضم المسؤولين الأربعة على ضرورة الاتفاق على نقاط استراتيجية لأجل التوصل إلى شراكة قوية بين الاتحاد الأوروبي والصين، وهي: السلام والأمن في العالم، والبيئة، والثقة الاستراتيجية المتبادلة، والرؤية المستقبلية المشتركة.
وقبيل باريس وقع الرئيس الصيني مع رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي اليوم السبت 23 آذار (مارس) عدة اتفاقيات لتصبح ايطاليا أول دولة عضو في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تشارك في مبادرة "الحزام والطريق" التي تتبناها بكين.
حزام واحد ... طريق واحد
مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر، من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية. وكُشف عن مبادرة شي جين بينغ في أيلول (سبتمبر) 2013، خلال زيارات قام بها إلى كازاخستان وأندونيسيا، وروج لها بعد ذلك من قبل رئيس الوزراء لي كه تشيانغ خلال زيارات رسميّة إلى آسيا وأوروبا.
وكان التركيز الأساسي على الاستثمار في البنية التّحتيّة، والتّعليم ومواد البناء، والسّكك الحديديّة والطّرق السّريعة، والسّيارات والعقارات، وشبكة الطّاقة والحديد والصّلب.
للمزيد على يورونيوز:
- ترامب يصعّد حربه التجارية ضد الصين، ويستثني هاتف آيفون!
- إقامة فاخرة في فندق صيني مع الأسماك في غرف مغمورة بالكامل بالمياه
- تزامناً مع دافوس 2019 ملياردير جديد كل يومين ووضع الفقراء يزداد سوءاً
وقال مصدر في قصر الرئاسة الفرنسية إنه "يجب تعزيز وحدة الأوروبيين بمواجهة القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة. وينبغي من أجل ذلك العمل في إطار العلاقة الثنائية الفرنسية الألمالية والاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أنه لا بد من "بناء جدول أعمال إيجابي مع الصين، ولا سيما في مجال المناخ، في إطار تعددية تواجه أزمة".
مبادرة "حزام واحد ... طريق واحد" تغطي أكثر من (68) دولة، بما في ذلك 65٪ من سكان العالم، وَ 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017، لذلك يقدر أنّها ستدرج ضمن أكبر مشاريع البنية التّحتيّة والاستثمار في التّاريخ.
ويصف مسؤولون فرنسيون الصين بأنها مصدر تحد وشراكة في آن واحد، وقالوا إن على فرنسا مواصلة الحذر من أي محاولة من جانب بكين، لاستغلال ما تنتجه تقنياً في خدمة أغراضها الخاصة.