موعد الجزائر مع التغيير.. من السياسة إلى الشوارع والأزقّة

شابة جزائرية لم تستطع أن تحبس دموعها حين الحديث عما تقوم به
شابة جزائرية لم تستطع أن تحبس دموعها حين الحديث عما تقوم به Copyright أسوشياتد برس
Copyright أسوشياتد برس
بقلم:  Samia Mekki
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أناملُ وسواعدُ فتية هي من تضرب موعدا للتغيير في الجزائر .. تغييرٌ يمتد من السياسة إلى الشوارع والأزقّة. شاهد

اعلان

البشائر أحيانا لا تأتي فُرادى.. إن أراد الشعب وابتسم القدر.

منذ أن انطلقت الدعوات للتظاهر في الجزائر ضد تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولاية خامسة وعجلة التغيير انطلقت لتشمل كل مناحي الحياة في هذا البلد الذي عاش ويلات العنف الأعمى قبل أن تلحق به سنواتٌ عشرون أعطت الانطباع أن الشعب وبخاصة الشباب بعيدٌ كل البعد عن الخوض فيما حلّ بالجزائر من جمود في المشهد السياسي والاجتماعي.

فالشباب الذي كان رأس الحربة في حراكٍ أجبر الرئيس المريض والمتقدم في السن على الاستقالة، لم يكتف بالميادين والساحات مسرحاً للتعبير عن تعطّشه للتغيير الذي ينشده في بلد أكثر من 70% من سكانه دون سن الثلاثين.

فإلى جانب المظاهرات المطالبة برحيل كل رموز النظام وعلى رأسهم عبد القادر بن صالح رئيس الدولة الذي تولى مقاليد السلطة مؤخرا بحسب الدستور، وجد العشرات من الفتيات والفتيان طريقة أخرى تشهد على عمق ما  تشهده الساحة الجزائرية من حراك. وكانت الشوارعُ والأزقةُ موعدَهم ليبثّوا فيها بعضا من روحهم المتفائلة والتوّاقة لغد أفضل ومستقبل لا يدفعهم لركوب البحر هربا من ظروف حياتية صعبة.

شوارع العاصمة غصّت بهؤلاء الشباب، بين من ينظف الأزقة وبين من يلوّن الأدراج والجدران بألوان زاهية ورسوم تحكي المرحلة التي يعيشها الجزائريون منذ أسابيع. وقد أثمرت هذه الجهود عن بروز جداريات في شارع محمد الخامس أحد أهم شوارع العاصمة الجزائرية. رسومٌ عن الحرية ماضيا وحاضرا وأخرى عن الحب والسلام وكلّها قيمٌ يرنو إليها من خرجوا مطالبين بالتغيير رافضين لعهد يقولون إنه أصابهم بالإحباط مدة طويلة.

ومن هؤلاء الشباب من ارتأى أن يهجر مقاعد الدراسة في الجامعات خوفا من أن تفوته فرصة المساهمة في صنع هذا التغيير، أكان عبر النزول للشوارع للتظاهر أم لترك بصمتهم على نظافة الأزقة وإزاحة الكآبة عن جدرانها وأدراجها. وقال أحدهم إنه مستعد أن يعود للجامعة ولو كان ذلك في فصل الصيف، المهم بالنسبة له أن يكون حيث يجب أن يكون. فخيرٌ له أن يضيّع درسا من أن يضيّع مستقبلا بأكمله وفق تعبيره. 

وقد استبد التأثر بإحدى الفتيات فقالت إنها تفعل ما تفعله من أجل وطنٍ ليس لها سواه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"للصبر حدود".. الرئيس الجزائري يحذر دولة "شقيقة" دون أن يُسمِّها وأصابع الاتهام تشير إلى الإمارات

مدينة خنشلة الجزائرية بجبال الأوراس ترتدي حلّة بيضاء بعد تساقط مكثف للثلوج

بحضور عبد المجيد تبون.. الجزائر تدشن رسميًا أكبر مسجد في إفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم