النظام السوري يصعّد والأمم المتحدة تحذر وواشنطن تستعرض قوتها
عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من ضربات قوات نظام الأسد وحلفائه في إدلب، ودعا إلى قرار سياسي مدعوم من الأمم المتحدة لإيقاف القتال. وكتب في تغريدة له يقول "قلق بالغ إزاء تصاعد العنف في سوريا ومنطقة إدلب. الضربات التي ينفذها النظام وحلفاؤه، بما في ذلك الضربات على المستشفيات، قتلت العديد من المدنيين في الأيام الأخيرة".
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يتابع أحداث القتال بقلق شديد، وحث الأطراف على الالتزام مجدداً بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه العام الماضي.
وأفضى تصاعد العنف في إدلب إلى اتفاق هدنة بين روسيا وتركيا جنَّب المنطقة هجوماً من قوات الأسد منذ أيلول (سبتمبر). والمنطقة جزء من آخر موطئ قدم رئيسي للمعارضة المسلحة في سوريا.
إلا أن الهجوم الأخير -حسب تقارير موثوقة نقلت عنها منظمة الأمم المتحدة- أدى إلى خسائر فادحة بين المدنيين تمثلت في مصرع ما لا يقل عن 27 مدنياً وإصابة 31 آخرين منذ 29 (نيسان) أبريل الماضي، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا فإن 69 مدنياً قتلوا في القصف منذ 30 نيسان (أبريل). و 41 على الأقل من المعارضة المسلحة لقوا مصرعهم في القتال والضربات الجوية.
وقال اتحاد منظمات الإغاثة الطبية (أوسم) ومقره الولايات المتحدة إن عمليات القصف منذ 28 نيسان (أبريل) تسببت في نزوح أكثر من 158 ألفاً.
للمزيد على يورونيوز:
- هل حقاً "دفنت أحلامُ الأسد" في إدلب؟
- كيف يرى سكان إدلب اتفاق الهدنة الذي تم برعاية روسية تركية؟
- قوات روسية تنتشر على الحدود بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان
رافينا شمداساني الناطقة بلسان مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (OHCHR): قالت إن "الوضع خطير جداً على مئات الآلاف من النازحين، الذين ظلوا يعيشون هناك (إدلب) منذ سنوات". وقالت في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة إن الهجوم العسكري المكثف تسبب بنزوح عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا بشكل متكرر، واضطروا إلى التحرك شمالًا نحو اتجاه إدلب الشمالي والشرقي وريف شمال وغرب حلب، بحثاً عن الأمان.
ونقلت شامداساني عن تقارير موثوقة معلومات مفادها أن "الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها كثفت الهجمات داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في ريف إدلب الجنوبي وفي ريف حماة الشمالي".
واستنكرت الهجمات والغارات الجوية على البنية التحتية المدنية مثل المدارس والمستشفيات، والتي تعرضت لأضرار جسيمة.
بدوره متحدث إعلامي باسم هيئة الدفاع المدني التي تقوم بعمليات الإنقاذ في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية ذكر أن القصف لا يتوقف. وأضاف يقول "تطلق طائرات هليكوبتر دفعة أولى من البراميل المتفجرة، وبعد بضع دقائق تطلق طائرة دفعة جديدة من الأسلحة تضرب المسعفين، ثم تعقبها موجة من نيران المدفعية".
مصادر النظام السوري تحدثت عن تقدم الجيش في أطراف إدلب وسيطرته على قريتي الجنابرة وتل عثمان حسب صحيفة الوطن.
واستعاد رئيس النظام السوري بشار الأسد أغلب أراضي البلاد من المعارضين منذ أن دخلت روسيا الحرب إلى جانبه في عام 2015 وأرسلت قواتها الجوية لدعمه، وكذلك استفاد من دعم مجموعات مسلحة من خارج سوريا جلبتها وأشرفت عليها إيران خصوصاً حزب الله اللبناني.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت يوم الاثنين 6 أيار (مايو) الجاري هجومين جديدين نفذهما المسلحون على قاعدة حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية تنطلاقاً من إدلب.
واشنطن تعزز تواجدها
من جهتها أعلنت واشنطن عن إرسال حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط، وحسب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون فإن الولايات المتحدة "رداً على عدد من المؤشّرات والتحذيرات المقلقة والتصاعديّة، ستنشر حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وقوّةً من القاذفات في منطقة القيادة المركزية الأميركية" في الشرق الأوسط.
ويقع شمال غرب سوريا ضمن اتفاق جرى التوصل إليه في أيلول (سبتمبر) بين روسيا التي تدعم نظام الأسد، وتركيا المتحالفة مع بعض فصائل المعارضة المسلحة لتفادي عملية من جانب قوات الحكومة على المنطقة.
وتسيطر جماعات مدعومة من تركيا على جزء من جيب المعارضة في الشمال الغربي. وتسيطر هيئة تحرير الشام على بقية الجيب ومنه الجناح الغربي الذي تركز فيه القتال هذا الأسبوع. وأعلنت الأخيرة أنها ستتصدى لأي محاولة للتقدم "بالحديد والنار". وتضم هيئة تحرير الشام فصيل جبهة النصرة الذي كان يتبع تنظيم القاعدة في السابق.
وتقول الأمم المتحدة إن منطقة إدلب الواقعة شمال غرب البلاد يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نزحوا عن ديارهم مرة واحدة على الأقل من قبل، وإن أي قتال شديد هناك يهدد بأزمة إنسانية جديدة.