مع الحب والدسائس والنضال السياسي "توسكا" لبوتشيني تعود إلى أوبرا باستيل

بالمشاركة مع
مع الحب والدسائس والنضال السياسي "توسكا" لبوتشيني تعود إلى أوبرا باستيل
بقلم:  Katharina RabillonRanda Abou Chacra
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

عادت أوبرا "توسكا" إلى دار باستيل في باريس مع كل ما تحويه من مشاعر إنسانية، بدءاً من الحب إلى الغيرة فالدسائس والعمل السياسي... تعرفوا عليها...

أوبرا "توسكا" لجياكومو بوتشيني هي من بين أكثر القصص إثارة. فيها امتزجت كل المشاعر الإنسانية من حب ومؤامرات ونضال سياسي... وتدور أحداثها في مدينة روما مطلع القرن التاسع عشر.

هذه الأوبرا عادت إلى مسرح باستيل في باريس، مع التينور مارسيلو بوينتي في دور الرسام ماريو كافارادوسي والسوبرانو مارتينا سيرافين التي مثَّلت شخصية فلوريا توسكا.

تحكي القصة هيام توسكا بالرسام كافارادوسي وغيرتها عليه. لكنّ قائد الشرطة البارون سكاربيا لا يدخر وسعا للقبض على الرسام الذي ساعد قنصل الجمهورية الرومانية سيزار أنجيلوتي على الفرار من سجنه. فكل من كافارادوسي وانجيلوتي مواليان للجمهورية الرومانية ويتعارضان سياسياً مع الحكم السائد والمتمثل هنا بسكاربيا.

عن كيفية معالجة بوتشيني لهذه الرواية، تقول السوبرانو سيرافين إن المؤلف الموسيقي الإيطالي "سابق عصره حقاً، لأنه يتعامل مع المشاعر بطريقة رائعة".

وتشير سيرافين إلى بعض هذه المشاهد كذلك المشهد الذي يأمر فيه سكاربيا بفتح الأبواب حينها تمكنت توسكا من "سماعَ حبيبِها يتألم من التعذيب فتبدأ الأوركسترا بالعزف... فيصرخ (سكاربيا) أقوى... أقوى. إنه مشهد يشعرك وكأنه فيلم سينمائي".

بدوره يضيف قائد الأوكسترا دان إتينغر "بوتشيني هو ملك الواقعية، والواقعية هي حقيقة. لقد كتب عن أشخاص حقيقيين، وأماكن حقيقية، وثقافة حقيقية".

أما التينور مارسيلو بوينتي فيؤكد هذه النقطة "الدراما والشغف، والخيانة والسياسة والغيرة والدسائس والتعذيب، كل ما يتعلق بمشاعر الانسان موجود هنا".

وفيما يتعلق بشخصية توسكا، تقول السوبرانو سيرافين "وجدتها امرأة معاصرة بطريقة يصعب تصديقها. أعني إنها متديّنة جداً وفي الوقت نفسه إنها امرأة متحررة. فهي غير متزوجة ولديها عشيق وتعيش حياتها".

غضب إمرأة عاشقة نتائجه مأساوية. هذا الغضب نتج عن فشل فلوريا توسكا في انقاذ حبيبها مقابل تسليم نفسها لرئيس الشرطة الشيطاني. ولم تجد أمامها سوى طعن الأخير فتقلته.

ويصور لنا بوتشيني الرسام العاشق في ساعاته الأخيرة مع لحن "E lucevan le stele". ويشير التينور بوينتي "في هذا اللحن، تتلألأ النجوم... فهو وحيد في السجن، محاطٌ بالجنود... إنها لحظة وداع الحياة".

وفي ختام الأوبرا، أهدى الملحن الموسيقي الإيطالي بطلته توسكا نهاية قوية. لقد جعلها تغني لوحدها.

هذا المشهد "قوي جداً" كما تصفه السوبرانو سيرافين قائلة "حين أغني تلك الأغنية اليوم، أكاد أبكي لأنها قوية جداً بالنسبة إليّ. هذا الستار الأسود الذي ينسدل هو دليل جلي على ما يحدث، إنها تموت فتصبح في بُعْد آخر، يمكن رؤيتها تبتعد لتدخل الضوء".

هذه الأوبرا مع هؤلاء الفنانين الكبار مستمرة حتى 23 حزيران/يونيو 2019.

للمزيد:

- السعودية تتهم إيران بتوجيه الأوامر في هجمات الطائرات المسيرة

- أمريكا تدرج هواوي في قائمة سوداء مع تصاعد النزاع التجاري مع الصين

- النمسا تمنع الحجاب في المدارس الابتدائية

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"الطرواديون" يحييون الذكرى الثلاثين لافتتاح أوبرا الباستيل الباريسية

سالزبورغ تستضيف الجولة النهائية لجائزة هربرت فون كاراجان لقادة الأوركسترا الشباب

مهرجان سالزبورغ : منافسة فريدة لتتويج أفضل قائد موسيقي