ماذا يقول الزعماء عن استقالة تيريزا ماي؟

تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية
تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية Copyright رويترز
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

رحيل تيريزا ماي عن سدّة الحكم لا يعد اختراقاً للجمود السياسي في بريطانيا بشأن "بريكست"، بل على العكس، قد يعمّق من الأزمة الحالية، ذلك أن خليفتها، في حال اعتمد حلاً أكثر حسماً بشأن الخروج من التكتّل، فذلك قد يفضي إلى صدام مع الاتحاد الأوروبي

اعلان

لم يكن رحيل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن سدّة الحكم مبكراً، كما أنّه لم يكن مفاجئاً، على ضوء اخفاقها في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يحظى بموافقة مجلس العموم، فبينما كانت الأشهر والأيام تلتهم الزمن، كانت الأوضاع على صعيد "بريكست" قد استمرأت المرواحة في المكان.

لكنّ رحيل تيريزا ماي عن سدّة الحكم، لا يعد اختراقاً للجمود السياسي في بريطانيا بشأن "بريكست"، بل على العكس، قد يعمّق من الأزمة الحالية، ذلك أن خليفتها، في حال اعتمد حلاً أكثر حسماً بشأن الخروج من التكتّل، فذلك قد يفضي إلى صدام مع الاتحاد الأوروبي، أو يؤدي إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكّرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها، وهناك احتمالٌ ثالث، ربما هو الأضعف، ويقضي بإجراء استفتاءٍ ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي الأمر الذي سيتجلّى انقساماً في البلاد.

إذا كان قادة حزب المحافظين يلتفّون بمعظمهم حول الخيار الأول، من بين الخيارات الثلاث المذكورة، فإن المعارضة العمّالية تفضّل الخيار الثاني، وفي هذا السياق، قال زعيم حزب العمال جيرمي كوربين: إن على رئيس الوزراء الجديد أن يجري انتخابات برلمانية "ليسمح للشعب بتحديد مستقبل بلدنا".

المعارضة العمّالية.. لانتخابات مبكّرة

ويضيف كوربن أن ماي كانت محقة في الاستقالة، وطالب من سيخلفها في زعامة حزب المحافظين، أن يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، معتبراً أن "حزب المحافظين فشل تماما في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولا يمكنه تحسين حياة الناس أو التعامل مع احتياجاتهم الأكثر إلحاحا".

ويرى الزعيم العمّالي أن "البرلمان وصل إلى طريق مسدود، ولم يقدم المحافظون أي حلول للتحديات الأخرى التي تواجه البلاد"، واستطرد بالقول: إن "على زعيم المحافظين الجديد، أن يتيح للناس إمكانية أن يقرروا مستقبل البلاد، من خلال انتخابات عامة".

المحافظون وجونسون

ويريد معظم المرشحين البارزين لخلافة، ماي، وهم من المحافظين، يريدون اتفاق خروج أكثر حسماً وإن كان الاتحاد الأوروبي قال إنه لن يعيد التفاوض على اتفاق الانسحاب المبرم مع بريطانيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هذا الاتفاق الذي لا يمكن له المرور عبر مجلس العموم.

وزير الخارجية السابق بوريس جونسون المرشح الأوفر حظا لخلافة ماي، الذي أعرب عن تأثره من خطاب الاستقالة لماي، قال في تغريدة له على "تويتر": "خطاب سامٍ من تيريزا ماي، أشكرك على خدماتك الجليلة لبلادنا، ولحزب المحافظين، لقد حان الوقت لمتابعة ما عملت من أجله بشأن إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

كاميرون: لقد عملت بجد وإخلاص

رئيس الحكومة البريطانية السابق ديفيد كاميرون، أعرب عن أسفه لاستقالة ماي وأكد على تقديره للجهود التي بذلتها في رئاسة الوزراء، وقال: أشعر بالأسف الشديد لتيريزا، ما أريد قوله أنّها عملت بجد وإخلاص.

كاميرون وصف اللحظات التي ألقت خلالها ماي بخطاب الاستقالة، وقال: "إنها لحظة حزينة للغاية، لأن (ماي) تنشّد كثيراً لعملها وتهتم به وبالبلاد أشد الاهتمام، إنها حريصة على الاستمرار بخدمة المواطنين، لكن عندما تأتي تلك اللحظة (تقديم الاستقالة) تدرك أن الوقت قد انتهى ومن الصعب بمكان استرجاعه (إعادة عقارب الساعة إلى الوراء)".

بروكسل وبرلين وباريس

ردود الفعل على الصعيد الدولي، بما يتعلق باستقالة ماي، سجّلت فيها ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي الأولوية من حيث التوقيت، كما أنّها لها أولوية من ناحية الأهمية بالنسبة للندن.

الاتحاد الأوروبي: لا تغير في الاتفاق

الاتحاد الأوروبي، وفور إعلان ماي استقالتها، اعتبر أن مغادرة ماي سدّة الحكم لا تغير شيئا في موقف الدول 27 الأعضاء بشأن الاتفاق الموقّع في 29 تشرين الثاني/نوفمبر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية مينا أندريفا "سنحترم رئيس الوزراء الجديد، لكن ذلك لا يغير شيئاً في الموقف الذي اعتمده المجلس الأوروبي حول اتفاق خروج" المملكة المتحدة من التكتّل.

ميركل: نحترم قرار ماي

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أعربت عن احترامها لقرار ماي بالاستقالة، ونقلت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية مارتينا فيتس عن ميركل قولها إنها تحترم قرار استقالة تيريزا ماي من زعامة حزب المحافظين البريطانيين، مؤكدة أنها تواصل التعامل معها طوال مدّة بقاء ماي في رئاسة الحكومة.

المتحدث باسم الحكومة الألمانية رفضت التحدث بشأن نتائج استقالة ماي على ملف البريكست، معتبرة أنها ترتبط "بتطورات السياسة الداخلية البريطانية".

ماكرون: نطالب لندن بتوضيحات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من جهته، ثمّن ما قامت به ماي، معتبراً أنه عمل شجاع، مطالباً لندن بإعلان الموقف، على نحو عاجل، بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال: إن ما قامت به ماي "عمل شجاع لتنفيذ بريكست لما فيه مصلحة بلادها واحترام شركائها الاوروبيين"، وتقدّم منها بـ"رسالة دعم وشكر شخصية". 

واعتبر ماكرون في بيان بعد إعلان ماي لاستقالتها: إنه من المُبكّر التكهن بشأن تداعيات قرار الاستقالة، لكنه أكد على ضرورة استمرار العمل بمبادئ الاتحاد الأوروبي، مستطرداً بالقول: إن الحفاظ على الأداء المرن للاتحاد يتطلب توضيحا سريعا من قبل بريطانيا بشأن البريكست، حسب تعبيره.

موسكو: فترة صعبة في العلاقات الثنائية

روسيا، والتي شهدت العلاقة بينها وبين المملكة المتحدة توتراً بالغاً خلال رئاسة ماي على خلفية محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، بـ"غاز الأعصاب" في بريطانيا أواخر آذار/مارس من العام 2018، اعتبرت أن تلك العلاقات الثنائية كانت صعبة للغاية.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين:  إن "رئاسة ماي للحكومة جاءت خلال فترة صعبة جدا في علاقاتنا الثنائية".

اعلان

للمزيد في "يورونيوز"

الاسترليني يرتفع بعد استقالة ماي

ردود الفعل على استقالة ماي لم تنحصر فقط في النطاق السياسي، بل كان لها صدّى على الصعيد الاقتصادي والمالي، فالجنية الاسترليني ارتفع 0.4 بالمئة مقابل اليورو اليوم بعد تكبده خسائر على مدى 14 يوما مع تحديد ماي موعد استقالتها.

ومقابل الدولار، ارتفع الجنيه الاسترليني 0.4 بالمئة إلى 1.2713 دولار بعد إعلان ماي، ومقابل اليورو، ارتفع الاسترليني إلى 88.05 بنس بعد تكبده خسائر على مدى 14 يوما على التوالي في الوقت الذي قلص فيه المتعاملون بعض رهاناتهم على انخفاض الاسترليني قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة.

المصادر الإضافية • رويترز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ماي توافق على جدول زمني لرحيلها وجونسون يعتزم الترشح لخلافتها

استطلاع: حزب المحافظين في بريطانيا يتراجع للمركز الرابع في الانتخابات الأوروبية

برنامج «على الهواء» يطلق تغطية يورونيوز للانتخابات الأوروبية ويكشف النقاب عن استطلاع حصري